المفيدي الغائب الحاضر... سَهرة أدمعت أعيننا! أجمع زملاء دربه على أنه ظاهرة لن تتكرر
الفنان القدير علي المفيدي يرحل فجأة، ويترك غصة في قلوب محبيه من زملائه ورفاق الدرب الفني لأكثر من 40 عاماً، هذا ما تؤكده سهرة «المفيدي الغائب الحاضر».عرضت قناة فنون الفضائية برنامجاً خاصاً عن الفنان القدير الراحل علي المفيدي بعنوان «المفيدي الحاضر الغائب» مساء يوم الأربعاء الماضي، وكانت حلقة مؤثرة مليئة بالدموع والحزن.
حمل البرنامج عنواناً لم يكتب وهو «المفيدي ظاهرة فنية لن تتكرر في منطقة الخليج»، حيث يبدأ البرنامج بصور متنوعة عن فقيد الفن، بينها صورة من تكريم في أحد المهرجانات المسرحية المحلية، واختيار الصورة يحمل معاني عدة من بينها أنه تم تكريمه في ثلاثة مهرجانات محلية (الكويت المسرحي التاسع، والخرافي الخامس، وأيام المسرح للشباب الرابع) في حياته وفي عام واحد، وهذا لم يتحقق للكثير من زملاء المشوار الذين رحلوا ولم يكرموا وهم أحياء!بدأ البرنامج من خلال مقدمة مقتضبة للمذيع مشعل معرفي عن الراحل، ثم تنتقل الصورة عند وصول جثمانه من الأردن إلى مطار الكويت، حيث استقبله العديد من محبيه وأصدقائه.ثم عرضت بعض اللقاءات مع الفنانين الذين زاملوه لفترة طويلة مثل: غانم الصالح، مريم الصالح، منصور المنصور، سعاد عبدالله، إذ قالت مريم عنه: «بوحسين لن يعوض وهو من أشطر الناس باللغة العربية»، أما المنصور فقد أكد أنه من الشخصيات المحبوبة وعلاقته به منذ منتصف الستينيات في الإذاعة، مشيراً إلى أنه يشكل ظاهرة في الخليج، وسعاد قالت: «إنه علامة مميزة في الخليج وفنان شامل ومبدع».بعدها عرضت لقطات عند «مغيسل» الرجال في مقبرة الصليبيخات، وتجمع عدد كبير بانتظار نقل الجثمان إلى مثواه الأخير.التزام وتقديس للفنوعن التزام الراحل قال الكاتب محمد الرشود: له التزامه وكذلك تقديسه للفن، يناقش المخرج في تفاصيل العمل ويأتي باكراً قبل العرض ويخرج آخر شخص، لا يبخل على الآخرين بنصائحه وارشاداته. أما المخرج عبدالله عبد الرسول فيقول: «يعتبر المفيدي صاحب انجازات كبيرة». والفنان عبدالعزيز المسلم: «المفيدي يختار جيداً العمل الذي يؤثر في الناس». وعودة مرة أخرى للمنصور إذ يؤكد ابداع هذا الرجل، مطلقاً عليه فارس من فرسان الإذاعة في الإخراج والتمثيل والتأليف، مشيراً إلى مشاركته في كتابة وتمثيل الكثير من حلقات «حبابة» على مدى أعوام كثيرة، بعد حديثه عرضت لقطة للراحل من مسلسل «درب الزلق» ودوره الشهير «قحطه».وأوضح العديد من الفنانين أن آخر عملين تلفزيونيين دراميين له هما: دار الزمن، وأيوب.ووصفه المطرب شادي الخليج بالاستاذ والمعلم الكبير، والمطرب صالح الحريبي قال: الفن فقد ركناً من أركانه.أبناء الفقيدولأبناء وأحفاد فقيد الفن الذكريات المؤثرة، والاجماع على أنه أب مثالي يحسن معاملة أولاده وبناته وحتى أزواجهن.أبرار المفيدي أجهشت بالبكاء مرات عديدة وهي تتحدث عن والدها وتكشف النقاب عن الساعات الأخيرة من حياته ومعاملته الحسنة للعاملين في المستشفى في عمّان رغم معاناته وآلامه، فقد دخل الفيروس القاتل جسده وهو بلا مناعة، مما تسبب في نزيف حاد في المعدة والرئتين فأدى ذلك إلى وفاته، حيث لم تنفع محاولة مدّه بالدم.أما سهير المفيدي فذكرت حسن معاملته لزوجها وأزواج شقيقاتها، وقدمت مرثية رائعة عن والدها.خالد المفيدي تحدث عن اصرار والده على تعليمه بعض السور القرآنية والقصائد، مما جعله محباً للغة العربية ومتمكناً منها بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية. جهد كبير وواضح لفريق عمل البرنامج من المعد مفرح حجاب والمخرج علي حسن، لكن هناك أخطاء في الإضاءة أثناء لقاء عبدالله عبد الرسول وظهور اللون الأصفر على جانبه الأيسر، وكذلك الفنان غانم الصالح لكن على جانبه الأيمن، إضافة إلى عدم كتابة اسم ابنته أبرار في أول ظهور لها بالبرنامج وكذلك بعض أحفاد المفيدي، لكن ايقاع البرنامج جيد واللقطات متنوعة، وكنا نطمح الى عرض كم أكبر من أعمال المفيدي وليس الوقوف عند مسلسلي «دلق سهيل» و«درب الزلق» ومسرحية «مصاص الدماء»، فله الكثير من الأدوار المتميزة والمختلفة مثل دوره في مسرحية «حامي الديار» ومسلسلات «خالتي قماشة» و«الطماعون» و«الشاطر حسن» وغيرها.