Get Smart جاسوس فاشل!

نشر في 27-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 27-07-2008 | 00:00

مهد المسلسل التلفزيوني Get Smart الذي بُثّ بين عامي 1965 و1970 الطريق لنوع آخر من أفلام الجواسيس الساخرة، لكن بعد مرور أربعين عاماً يبدو الفيلم السينمائي المقتبس عن السلسلة مبالغًا به لدرجة الملل. المشكلة في هذه النسخة أنها جاءت متأخرة بعض الشيء وفشل المخرج بيتر سيغال، إضافة الى كاتبي السيناريو توم أستل ومات أمبر، في إنجاح الفيلم وخلق نمط جديد وأجواء مختلفة بطريقة ذكية. Get Smart ليس الفيلم الوحيد المبني على خلفية ساخرة لعميل شبيه بجايمس بوند، بل سبق أن شاهدنا أفلامًا عدة من هذا النوع، لكن الأسوأ فيه أنه يتناسى، لأوقات محددة، أنه فيلم كوميدي، ويشبه المشهد الأخير المليء بمنافسة سيارات منطلقة وهيلكوبتر تحلّق فوقهم مشاهدة فيلم أكشن للمخرج مايكل باي الذي شاهدنا له أخيراً Transformers.

تتعلق الحبكة بقوة إجرامية شنيعة معروفة بـ KAOS تحاول السيطرة على العالم عبر تعريض وكالة التجسس Control لتشويه سمعتها وتفجير أسلحة نووية في روسيا ولوس أنجليس، ما يدفع القيّمين على الوكالة إلى تكليف المحقق المتحمس ماكسويل سمارت (ستيف كاريل) والجميلة العميلة 99 (آن هاثاواي) بمهمة خاصة. لكن هذا الثنائي الغريب لا يعرف سوى المجادلة دائماً إلى أن يدركا بأنهما يتشاركان الشعور العميق تجاه بعضهما بعضاً. لا توجد قصة في الفيلم أكثر من ذلك، وهو اختيار ضئيل لفيلم مدته 110 دقائق.

تناقض مرح

الفيلم مميت في جزئه الأول، لكن هذا لا يعني أنه فاشل، بل على العكس، مسلّ ومضحك بسبب الغرابة والطفولية المسيطرين عليه. من هذا المنطلق، تبدو منظمة Control ووكالة الاستخبارات، التي من المفترض أن تكون فائقة الذكاء، في الفيلم وكأنهما يمتلئان بالعملاء المبتدئين (آخذين في الاعتبار طريقة كلامهم وكيفية معاملتهم لبعضهم بعضاً). يجعل عدم النضج، الممزوج بخبرة معدومة في القتل أو التجسس، الفيلم في تناقض مرح. هنا يمكن تشبيه وكالة كونترول بالبلدان العظمى التي أخذت قرارات سخيفة في السنوات الماضية، مع ذلك تدّعي أنها ممسكة بزمام الأمور التي تبدو لها منطقية.

فشل كاريل

لم ينجح الممثل الكوميدي ستيف كاريل في إضفاء روح مرحة على الفيلم على الرغم من أدائه المميز في The 40 Year Old Virgin، وربما يعود فضل الضحكات في هذا الفيلم إلى الطريقة التي كتب فيها جاد أباتاو السيناريو بالتعاون مع الممثل. كذلك، كان مقنعًا أكثر في أدواره الدرامية أو الرومنسية في فيلمي Little Miss Sunshine و Dan In Real Life. اما القول إن ستيف كاريل هو ممثل مضحك وعبقري فهذا بالتأكيد خطأ فادح. في Get Smart يؤدي دور العميل ماكسويل سمارت بقليل من الذكاء وذلك يناقض تصرفات الشخصية المبالغ بها أحياناً. لكي يكتسب الفيلم تعويضاً كوميدياً حقيقياً، هل كان يجب على ماكس أن يكون مستنسخاً لشخصية الملازم فرانك دريبين (أداها الممثل ليسلي نيلسن في سلسلة أفلام Naked Gun)، الذي لا يمكن التكهن بالهفوات التي تحصل معه؟ ربما الجواب هو نعم، خصوصاً أن ماكسويل سمارت هو فعلاً نسخة مطابقة له، وهو جاسوس كفوء متحمس زيادة عن اللزوم. اما الجاذبية بين كاريل وآن هاثاواي فهي موجودة على الرغم من فارق السن بينهما.

الفيلم كوميدي جاسوسي سيضحك المشاهدين على الرغم من الملل المسيطر عليه وسيشكل مصدر حنين للمعجبين بالمسلسل التلفزيوني.

back to top