أحمد جوهر: لا أعترف بالاستفتاءات الفنية
انتقد الفنان أحمد جوهر في حديث لـ «الجريدة» ظاهرة المنتجين الجدد التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، وشبه المسلسلات التركية بفقاعات الصابون، كذلك شدد على عدم اعترافه بالإستفتاءات الفنية.
أُعلن عن أجزاء أخرى في مسلسلات لك إلا أنها لم تظهر، لماذا؟مهدت الأحداث في الجزء الأول من مسلسل «دلق سهيل» للجزء الثاني، من تأليف بدر محارب، إلا أننا واجهنا مشكلة في الأكسسوارات لا سيما أن الأحداث تجري في الفترة الممتدة من الستينيات إلى الثمانينيات.في ما يتعلق بمسلسل «السرايات»، شعرت وأنا أكتب الجزء الأول بأنه يستوعب أجزاء أخرى، فكتبت الجزء الثاني منه بعنوان «العَضب» ليس كما يكتبها البعض «الغضب» إذ يختلف المعنى، نجح الثاني الذي مهّد بدوره للجزء الثالث بعنوان «بنت المرهي»، بيد أن التلفزيون لم يكن جدياً مع المنتج المنفذ، كان من المفترض عندما لمس نجاح المسلسل أن يطلب من منتجه إعداد جزء آخر، على غرار ما يجري في المسلسلات الدرامية العربية مثل «باب الحارة» و{ليالي الحلمية». أستغرب عدم تشجيعه لنا على تقديم جزء ثالث، كتبت حلقتين منه ثم أهملته على الرغم من أن أفكار الحلقة الثالثة حاضرة، تستغرق الكتابة من ثمانية أشهر إلى سنة فلِمَ أُضيّع وقتي. يبدو أن عدم الاكتراث سيلاحقني، فبعدما نجح المسلسل التراثي «لاهوب» وفرض نفسه في شهر رمضان الفائت، لم أكلَّف بتقديم جزء ثانٍ منه مع أن الحلقة الأخيرة تسمح بذلك .كيف تم اختيار «لاهوب»؟طلب مني تلفزيون الكويت عملاً تراثياً لشهر رمضان، فكان مسلسل «لاهوب» حاضراً ومجازاً لدى رقابة النصوص، إلا أنني عمدت إلى إحداث بعض التجديد عليه، مع العلم أن لدي نصاً آخر مجازاً بعنوان «الظل الأبيض».حدثنا عن مسلسل «الظل الأبيض».تتمحور أحداثه حول أجواء المخدرات، وهو جديد في أفكاره لا سيما أنها المرة الأولى التي يتم التطرق فيها إلى هذا الموضوع على شاشات الكويت، كذلك في المعالجة الدرامية لأن المخدرات هي غلاف لقضايا أخرى تظهر تباعاً في سير الأحداث. يشارك في المسلسل ممثلون من الكويت ومصر وسيتم تصويره لمصلحة تلفزيون الكويت بين مصر ولبنان.لماذا اخترت قناة «المستقبل» لعرض «لاهوب» في رمضان؟«المستقبل» قناة فضائية لها قاعدة كبيرة بين المشاهدين العرب من خلال خريطتها البرامجية المتنوعة سواء السياسية أو الكوميدية أو الإخبارية والمنوعة، كذلك تدرج المسلسلات الخليجية في أوقات مناسبة، إضافة إلى السلاسة في التعامل والوضوح، زد على ذلك أنها قناتي المفضلة إلى جانب قناة OTV.هل تملك الدراما الكويتية الإمكانات الكفيلة بتقديم أعمال على غرار المسلسلات التركية؟باستطاعتها تقديم مسلسلات أفضل، لكننا مقيدون ببعض التحفظات في المشاهد الرومنسية، مع أنها تشد الانتباه أكثر. عندما تعرض أمور شاذة في المسلسلات المدبلجة تجذب الأنظار ويقال عنها جرأة لكنها في الواقع وقاحة. لننظر إلى تجربتي الفنانَين عبد الحسين عبد الرضا ودريد لحام الرائدتين والمميزتين، فهما يقدمان أعمالاً تخدم الناس وتتميز بالجرأة إنما من دون وقاحة. أما الإقبال على المسلسلات التركية فيشبه فقاعات الصابون وسيكون مصيرها على غرار المسلسلات المكسيكية.أين أنت من المسرح حالياً؟ المسرح قائم على صالة واحدة هي كيفان، بعد تخصيص مسرح الشامية والدسمة للمهرجانات، في السابق كانت ثماني فرق تتنافس من خلال عرض أعمالها في توقيت واحد، أما اليوم فلا تستطيع مسرحية واحدة متابعة عروضها بعد فترة العيد، في حين كنا نعرض في السابق على مدى ثلاثة أشهر متتالية. تغيّر الجمهور ونفتقد إلى النجوم وإلى جيل يغطي جيلي، إنما لدينا مجموعة من الشباب نعوّل عليها لإكمال المسيرة وتسلّم الأمانة.نعم، نفتقد إلى نجوم الشباك والمسارح، تخيل أنك تدخل في القرعة لتحصل على صالة مسرح!أما بالنسبة إلى الجمهور فقد تم تلويث عقله بأعمال تافهة، لذا يرتاد صالات السينما لمتابعة الأفلام الجميلة، هكذا انتعشت صالات السينما وهبط المسرح.هل الرقابة الكويتية مرنة؟تتسم الرقابة بالشفافية والمرونة والليونة سواء كانت رقابة النصوص أو العروض، يتفهم أعضاؤها ظروف الكتابة ويتركون لكَ المجال لتقديم التفسيرات لملاحظاتهم. أما بالنسبة إلى النصوص المسرحية لم أشهد منذ زمن أي مشكلة مع الرقابة. الرقابة ليست معضلة، مشكلتنا الحقيقية في الصرح الذي اسمه مسرح، فمنذ أيام الروبية ليس لدينا غير مسرح واحد، ولا تنفع الأماكن البديلة مثل النادي أو السينما أو صالات أفراح الجمعية لأنها غير مجهزة للعرض المسرحي من إضاءة وصوت وخشبة ومقاعد.كوّنت ثنائياً مع بدر محارب ومع طارق العلي... لماذا لم يستمرا؟لا يكتب للثنائيات الإستمرارية، مثال على ذلك لوريل وهاردي عندما مات لوريل الممثل السمين، كذلك دريد لحام ونهاد قلعي، عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، الثنائي فؤاد المهندس وشويكار فهو الأقوى وكانت أعمالهما جميلة إلى أن توفي المهندس.مصير الثنائيات الإنفصال لأن كل إنسان يبحث عن مصلحته فلا تستطيع أن تمنعه، أرفض الثنائيات وأرتاح إلى المجموعة.ما رأيك بالعقود الحصرية؟تدمر الفنان، كل الحكاية مبلغ من المال مقابل أداء أدوار في أعمال لا تتسم بمستوى لائق، لأن المنتج يريد تقديم أي نص رخيص ولا يتعب في البحث عن نص قيّم.ما رأيك في ظاهرة المنتجين الذين برزوا على الساحة في الآونة الأخيرة؟كبّرت الصحافة حجمهم، فهي تؤدي دوراً كبيراً في رفع الفنان أو تدميره، تُجمّل هذا الممثل أو تلك الممثلة وترفعه عالياً، فتكتب عنه إنه نجم وتجامله بدلاً من إسداء النصائح إليه، فيصدق نفسه ويصاب بالغرور ويرفع أجره ثم يصبح منتجاً ويعمل على تخريب الساحة.كذلك ساهمت القنوات الفضائية في ظهور هؤلاء، إذ يرتبطون بعلاقة صداقة مع أصحابها أو مديريها، فيعهدون إليهم إنتاج المسلسلات كمنتج منفذ من دون النظر إلى تاريخهم. في كل مكان هناك سيء نتيجة لقاء السيء لكن عندما يلتقي الصح بالصح تكون النتيجة مشرقة ومشرفة. في زماننا لم تكن هناك مجاملات، وكان الصحافي يرعب الفنان ويسميه بمسمياته التي يستحقها كنجم أو رائد أو ممثل أو فنان.هل تعترف بالاستفتاءات الفنية؟إنها تافهة ولا أعترف بها بدليل أنها موضوعة لمجموعة معينة من الفنانين، ومن أجرى الإستفتاء معروف، إذن ليست الاستفتاءات مقياساً إنما من سلبيات الصحافة.