التاج... كوني ملكة في ليلة العمر!
على الرغم من ظهور تقاليع عدة في إطلالة العروس على مستوى الفستان وتسريحة الشعر والماكياج، إلا أن التاج يبقى قطعة الأكسسوار الوحيدة التي تحلم بها كل فتاة تبحث عن التميّز والتشبّه بالملكات والأميرات ولو لليلة في العمر، حتى لو اختفى في موسم معيّن سرعان ما يعود متوِّجاً رأس العروس مجدداً.
تتحدث مجموعة من الفتيات المصريات الى {الجريدة} عن مدى أهمية التاج في ليلة عرسهن، ويلقي مصممو الأزياء والأكسسوار الضوء على الجديد وفق خطوط الموضة في 2008. تقول نورا المرشدي (21 عاماً): «أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأرتدي الفستان الأبيض والطرحة الطويلة وأزيّن رأسي بالتاج. لا أظن أنني سأتنازل عنه مهما كان سعره غالياًً وأتمنى أن أبدو أمام الجميع في هذا اليوم كملكة متوّجة. أحلم أن يكون مصنوعاً من الذهب الأبيض ومرصعاً بالأحجار الكريمة كالياقوت والماس والزمرد، لكن إن لم يكن ذلك ممكناً فعلى الأقل سيكون التصميم مبهراً ولافتا. يمنح التاج العروس إطلالة رائعة لن أتنازل عنها، فهو بالنسبة إليّ وإلى أي فتاة أكسسوار العمر في ليلة العمر». أما جيهان محمد (19 عاماً) فتقول: «لا أتصور نفسي عروساً من دون أن يزين التاج رأسي ويبرز جمال شعري. لم تعد هناك مشكلة في أسعار التيجان، إذ ظهرت خامات جديدة بأسعار مناسبة في متناول الفتيات كافة تشبه الذهب الأبيض تماماً، وهناك مصممون مصريون بارعون في ذلك أشهرهم بالطبع إيهاب عمر، الذي يقدم في كل موسم مجموعة مدهشة من التيجان وأكسسوارات الرأس. عموماً، أتمنى أن أحظى بإحدى قطعه المميزة لأستكمل بها أناقتي في ليلة عرسي». محجبة تعتبر سما عبدالله (23 عاماً) أن ليس ضروريًا أن يناسب التاج كل فتاة. يختلف الأمر وفق «ستايل» كل واحدة. «بالنسبة إلى الفتاة المحجبة يناسبها الـ»كواف» المطرز ويمنحها تألقاً فريداً يعوّضها عن التاج، حتى الفتاة التي تطلق شعرها في ليلة زفافها قد تستعيض عنه بأكسسوارات بسيطة جداً، لأن التاج ليس موضة في كل عام، بل يختلف الأمر من موسم إلى آخر وفق ما يحدده خبراء الموضة». من ناحيته، يعتبر مصمم الأكسسوار المعروف إيهاب عمر أن التاج هو قطعة أكسسوار مهمة بالنسبة إلى العروس وضرورية لإبراز أنوثتها وجمالها، ويجعلها تبدو كملكة متوّجة. يقول: «أفضل التاج الذي يكون ذا عرض واحد 2 قيراط على شكل ثمانية، كما هو متعارف عليه». يضيف عمر: «بالنسبة إلى المحجبة يجب أن يكون الأكسسوار مسطّحًا بحيث لا يحتوي على أي بروز، وإذا كانت تريد أن تضع تاجاً يمكنها دمج أكسسوارين اثنين معاً في قطعة واحدة، فيبدو غطاء الرأس المطرّز كأنه أضيف إليه التاج بشكل طبيعي من دون مبالغة وتكلّف. يتكون أكسسوار المحجبة عادةً من حلق وخاتم مع الأسوارة والتاج، وإذا كان الفستان مقفولاً بالتُلّ من دون أي تطريز يمكن للعروس أن تضع عقداً. يعتبر الستراس أحدث خامات الأكسسوارات المناسبة لفستان الزفاف، ولم يعد اللؤلؤ مناسباً لأنه غير لامع، إذ يُفضل في فستان الزفاف استخدام خامات لامعة وبراقة بلون الفضة المرصّع بالستراس، وهذا ينطبق على الفستان المصري والخليجي على حد سواء، والأفضل أن يكون متقارباً مع «الشبكة» إذا كانت من الماس أو الذهب». عادة كلاسيكية يصمم الفنان التشكيلي أحمد الشناوي الحلي على اختلاف أنواعها منذ 10 سنوات تقريبا، ويعتبر التاج أكسسوارًا مهمًا بالنسبة إلى العروس، «لكنني لا أتابع جديد الموضة، لأن عملي مرتبط بالإبداع فنيًا». يضيف الشناوي: «أبتكر ما أراه مناسباً وفق رؤيتي الخاصة، قدمت قبل سنوات معرضاً خاصاً لأكسسوارات تناسب العروس كان من بينها أربعة تيجان بتصميم بسيط وتلقائي من خامة الفضة المرصّعة بالستراس، نالت الإعجاب، كونها غير متكلفة وفي الوقت ذاته لافتة للأنظار. أعتبر التاج عادة كلاسيكية ارتبطت بالعروس منذ أزمنة بعيدة تشبّهاً بالملكات والأميرات في عصور مضت، مثل زنوبيا ملكة تدمر وشجرة الدر التي حكمت مصر لأشهر قليلة وبلقيس ملكة سبأ، كذلك تتخذ جميع مسابقات الجمال العالمية من التاج تقليداً ثابتاً لتزيين الفائزة باللقب ووصيفاتها». من ناحيتها، تتابع المصممة سلوى علي خطوط الموضة العالمية، تقول: «كوني اختصاصية في تصميم فساتين الزفاف، لاحظت عودة التاج بقوة مرة أخرى خلال هذا الموسم، ما جعلني أضع تصاميم لفساتين تتوافق مع أشكال التيجان الجديدة الرائجة والتي تتميز بالبساطة والأناقة في آن». تضيف علي: «أرسم التيجان بالقلم الرصاص وينفذها الإختصاصيون، أصمم مع كل تاج عقداً وأسوارة، بحيث تتناغم القطع الثلاث مع بعضها، ويختلف الأمر من عروس إلى أخرى وفق شخصيتها ولون بشرتها وطبيعة ماكياجها وشكل وجهها. مثلاً العروس صاحبة الوجه الطويل لا يناسبها إطلاقاً تاج كبير أو مرتفع وسيبدو وجهها أكثر طولاً، بل يناسبها تاج بسيط ورفيع من دون تكلّف في تفاصيله، والعكس صحيح بالنسبة إلى الفتاة صاحبة الوجه المستدير أو الوجه الذي يسمى بـ{التفاحة» الذي تناسبه أشكال التيجان كافة بما فيها التاج الكبير المرتفع إلى أعلى. التاج المصري - تصنع التيجان من خامات عدة منها الذهب الأبيض والفضة والبلاتين واللؤلؤ والأحجار الكريمة والنحاسيات، وفي مصر اشتهر درب البرابرة بصناعة التيجان المختلفة الأشكال والأحجام والخامات التي تناسب المستويات الاجتماعية كافة، إذ تبدأ من الورد المجفف أو الاصطناعي وصولاً إلى التاج المصنوع من الماس والذي يتراوح سعره من 100 إلى 10 آلاف جنيه، وذلك وفق درجة نقاء الماس. - مع عودة التاج إلى ساحة الموضة في مصر، تركت بعض العرائس الطرحة تماماً واكتفين بالتاج وإن كان خبراء الموضة يؤكدون أن من الأجمل الجمع بين الطرحة والتاج. - في الآونة الأخيرة، يلجأ بعض خبراء تصفيف الشعر المصريين إلى التاج البسيط المزوّد بالورد الاصطناعي على أن تنثر وريدات بيضاء صغيرة على الشعر وتثبَّت بكليبسات صغيرة، فذلك من شأنه أن يمنح العروس إطلالة رومانسية.