البريد العام: خلي الريِّس يختار

نشر في 19-12-2008
آخر تحديث 19-12-2008 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي • هذا التحفظ وتبييت النية بإفشال الحكومة القادمة يثير الريبة والكثير من التساؤلات. فعادة- ومن العقلانية- ما يكون إبداء التحفظ على شيء معلوم ومعروف! لكن التحفظ لمجرد وضع العراقيل أمر فيه الكثير من التجني.

• هذا التصرف وردود الأفعال من جانب الكتل السياسية لا يمكن فهمه وهضمه، وكأن هناك ما يدور في الخفاء من أمر دُبر بليل.

• المادة (56) نصها واضح: «يعين الأمير رئيس مجلس الوزراء بعد المشاورات التقليدية، ويعفيه من منصبه. كما يعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بناء على ترشيح رئيس مجلس الوزراء. ويكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم. ولا يزيد عدد الوزراء جميعا على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة.»

بعد قراءة هذه المادة لا يمكن القبول بالقفز على الدستور ولا التدخل في الصلاحيات المنوطة برئيس مجلس الوزراء.

• الاجتماعات والتصريحات والتبريرات التي تطلقها الكتل السياسية بعدم دخول الحكومة بدعوى أن هذه الحكومة هي حكومة الحل غير الدستوري، مرفوضة جملة وتفصيلا... ولم نسمع بها إلا من قبل مصدر رفيع المستوى بلا اسم أو صفة. فلا تساعدوا- بأي حال من الأحوال- في الدعاية لمثل هذا الحل.

• هلّت الفرصة الثمينة باعتذار كتل سياسية عن تسمية مرشحيها... «بركة جَت منك يا جامع»، فلم توصلنا تلك الترشيحات إلا لفشل يتبعه فشل في كل تشكيل وزاري.

• البعد السياسي لسمو الرئيس يمكِّنه من اختيار وزرائه، فسمو الرئيس قد عمل وزيرا للديوان الأميري لمدة طويلة، وكما هو معروف أيضا أن الديوان الأميري به مكتب معني بمتابعة مفكري البلد من أصحاب الشهادات العليا وذوي الاختصاص والخبرة... هذا الكم المعلوماتي سيمكن سمو الرئيس من الفرز حسب الكفاءات لا الانتماءات. كما أن هذا سيعطيه فرصة لاختيار رجال دولة... «مو هذا اللي» تطالب به التكتلات السياسية؟ بمعنى آخر لن تكون هناك حجة أمامها، ففي الأصل تلك التكتلات رفضت المشاركة وطلبت أيضا رجال دولة.

• سمو الرئيس: هذه المرة نتوقع أن تكون التشكيلة الوزارية «غير»... كون المرحلة القادمة هي أيضا «غير» فالوضع الاقتصادي العالمي والمحلي يعاني؛ التعليم يحتاج إلى نهضة، والصحة والإسكان كذلك، ومشاريع الأشغال شبه متوقفة... ما عدا دوار الجهراء «إللي نفسنا نعرف متى راح يخلص»... مرة تصليح... ومرة ترميم... ومرة... ومرة... «والله يعين هالبوابة».

• سمو الرئيس: كلنا ثقة بأن اختيارك- إن أتيحت لك كل فرص الاختيار من دون ضغوط- سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب.

• كل الشائعات حول آلية اختيارك للوزارات السابقة ارمها وراء ظهرك... «تراها» جزء من الحملة الشرسة عليك.

• سمو الرئيس: المرحلة القادمة تحتاجك من أجل ترسيخ مبادئ العمل وحماية الدستور، فكلنا أمل في كويت أفضل... عسى أن يكون الإصلاح على يدك... وبرجال تختارهم أنت يا سمو الرئيس.

ودمتم سالمين.

back to top