خولة القزويني: متعتي بالكتابة تفوق متعة التسوق عند النساء ترى أن الأدب يهدف إلى إيصال رسالة سامية
نظمت رابطة الأدباء مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «تجربتي في الكتابة»، حاضرت فيها الكاتبة خولة القزويني، مستعرضة مراحل تكوين الهم الكتابي لديها، مستنبطة المفاهيم والنهج الذي فضلت المضي فيه من خلال نتاج أدبي متنوع.
استضافت رابطة الأدباء الكاتبة خولة القزويني ضمن محاضرة بعنوان «تجربتي في الكتابة»، حضرها عدد قليل من الجمهور، وأدارتها الزميلة أفراح الهندال، التي أكدت في مستهل حديثها أن الضيفة بحثت عن مشرب خاص يميزها في مجال الأدب، فما بين الرواية والقصة يبرز أسلوبها المعتني بالفكرة والمنهج والرسالة ضمن ما يمكن أن نسميه بالأدب الملتزم، متأثرة بانطلاقتها بجنس أدبي تربوي نهلت منه الكثير منعكساً على مشاريعها في ما بعد، مؤكدة أن القزويني تكتب بخيال غير مجرد عن الهدف، وليس بخيال دون غاية محددة.من ناحيتها، استهلت الكاتبة خولة القزويني حديثها مستعرضة المكونات الرئيسية التي ساهمت في تحديد مسارها في الكتابة والإبداع الذي يحمل رسالة، محددة بدايتها مع الكتابة في مرحلة الدراسة الثانوية، فكانت «مذكرات مغتربة» التي استوحتها من غربة إخوتها وحولتها إلى مذكرات شخصية في الرواية.وفي حديث عن ظروف طباعة اصدارها الأول «مذكرات مغتربة» أكدت القزويني أنها لم تضع في ذهنها طباعة هذه الرواية، مشيرة إلى أن أحد الصحافيين اقترح عليها طباعة روايتها في مطبعة صوت الخليج التي كانت القزويني تعمل محررة لديها. وأضافت: «ثم تطورت في المرحلة الجامعية، حيث أصدرت بعض القصص والروايات الأخرى، متخذة من الحياة الاجتماعية أرضية لأفكاري وكتاباتي، وقد حققت إصداراتي رواجا كبيرا حيث قمت بطباعة أحد هذه الإصدارات تسع مرات». كما أوضحت القزويني أنها لم تتقاعس يوماً عن تطوير أدواتها في الكتابة ومضاعفة معلوماتها عن مكونات السرد من خلال قراءة علوم وكتب معرفية متنوعة في علوم الأدب والاجتماع والسياسة والفلسفة والكتب الفقهية، مستفيدة من هذا المخزون المعرفي في مواصلة مشاريعها التي تتضمن رسائل تهدف إلى إرساء الفضيلة الأخلاقية في المجتمع.واستطردت الكاتبة القزويني متحدثة عن أهمية نوعية الرسالة التي يتضمنها أي نتاج أدبي أو ابداع ذهني، معتبرة الكاتب رسول الكلمة وهو امتداد لرسالة الانبياء والعلماء ومن منطلق الكتابة الإنسانية. أسلوب أمينوبينت الكاتبة أنها استخدمت اسلوبا أمينا وصادقا رغبة في اقناع القارئ بما تطرحه عليه في كتاباتها، متخذة من تقربها إلى الله عز وجل والدعاء وسيلة للتوفيق في كتاباتها وما تقدمه للساحة الأدبية والثقافية، حتى تخدم بلدها ومجتمعها.كما أشارت إلى عدم اهتمامها بما يكتب عن نتاجها الادبي من نقد في الصحف، حيث لا تسعى إلى الظهور الإعلامي ولا ترغب فيه، مستدركة ضرورة التعاطي مع النقاد رغبة في الإفادة من التوجيه، وإثراء مسيرتها الأدبية.كما أشارت إلى اصطدامها مع الجهات الرقابية في الكويت بحيث تم منع أحد اصداراتها الذي كان يتضمن الأحداث السياسية التي جرت في الكويت أثناء فترة التوتر وتعطيل الحركة البرلمانية وحل مجلس الأمة، واختتمت الكاتبة حديثها مؤكدة أهمية دعم الشباب المبدع، حيث نظّمت مسابقة عبر الإنترنت لطلبة الجامعة والمرحلة الثانوية رغبة في احتضان الشباب وافساح المجال لهم.النقاشثم افتتح باب النقاش وكان المتداخل الوحيد الكاتب فهد الهندال الذي أكد أن ارتفاع سلم مبيعات الاصدارات لا يعني رواج فكر الكاتب، متسائلاً عن نوعية الكتابة التي تمثل قمة المتعة لديها، وأجابت القزويني في ردها على استفسارات الهندال قائلة: «أجد متعة بالتحليق في فضاء الكتابة الذي أعتبره عالمي الخاص، ومتعتي تفوق متعة النساء في التسوق»، معتبرة أن الأسلوب البسيط والواضح هو الأقرب إلى القراء لأنه يعكس واقع المجتمع، مشيرة إلى أن هذه المنهجية التي تتبعها أثناء الكتابة تأتي وفق مقاييس شرعية وضوابط أخلاقية رافضة تخطي او تجاوز الخطوط الحمر.