محكمة أميركية تدين مرتكب «جريمة المحمودية»

نشر في 09-05-2009 | 00:01
آخر تحديث 09-05-2009 | 00:01
في خطوة انتظرها الكثير من العراقيين، دانت هيئة محلفين مدنية جندياً أميركياً ارتكب جريمة قتل واغتصاب لفتاة عراقية وقتل أسرتها كلها عام 2006.

دانت محكمة فدرالية أميركية في ولاية كنتاكي أمس، الجندي الأميركي السابق ستيفن دايل غرين (23 عاما) باغتصاب الفتاة العراقية عبير الجنابي وقتلها مع أفراد عائلتها في بلدة المحمودية عام 2006.

وثبتت هيئة المحلفين بعد مداولات استمرت يومين بحق غرين التهم الـ17 الموجهة إليه وبينها الاغتصاب والقتل عن سابق تصور وتصميم وعرقلة عمل العدالة، وحكم على ثلاثة جنود آخرين بالسجن مدى الحياة في اطار الجريمة ذاتها التي وقعت في مارس 2006، قرب حاجز تفتيش في المحمودية جنوب بغداد.

ومثل ستيفن غرين أمام محكمة مدنية بعدما تم تسريحه من الجيش بسبب "اضطرابات في الشخصية" قبل كشف هذه الجريمة واتهم بأنه دبرها وكان قائدها.

وبحسب الاتهام، فإن الجنود الثلاثة قاموا باغتصاب الفتاة عبير الجنابي (14 عاما) مداورة في حين اقتاد غرين والديها وشقيقتها البالغة من العمر ست سنوات الى غرفة حيث قتلهم جميعا قبل أن يغتصب الفتاة بدوره ويقتلها.

وستبت هيئة محلفين الاثنين المقبل في ما اذا كان سيحكم عليه بالإعدام. ومن المتوقع أن يدلي والداه وشقيقه الذين لم يحضروا المحاكمة بطلب من المتهم، بشهادتهم لمصلحته الأسبوع المقبل.

"بدم بارد"

وأكدت المدعية العامة ماريسا فورد خلال آخر جلسة من المحاكمة، أن ظروف الحرب في العراق لا تبرر إطلاقا هذه الجريمة البشعة. وقالت إن "الادلة في هذه القضية تشير الى أن المتهم تصرف عن سابق تصور وتصميم وكان يدرك تماما ما يفعل". وأوضحت: "كانت هذه جريمة عن سابق تصور وتصميم ونفذت بدم بارد، كل شيء كان مخططا".

ولفتت فورد الى أن الجنود حرصوا على التنكر وتبديل ملابسهم قبل ارتكاب الجريمة لإبعاد الشبهات عنهم والإيحاء بأن متمردين ارتكبوا الجريمة، وقاموا بعد ذلك بإحراق جثة الفتاة وملابسهم في محاولة لمحو آثار الجريمة.

 وطلب محامي الدفاع سكوت وندلسدورف الرأفة بموكله، معتبرا أن الحرب "حطمت" الجندي السابق الذي كان يعاني أعراض الضغط ما بعد الصدمة بحسب تشخيص أُجرِي له قبل ثلاثة أشهر من الجريمة.

وأكد أن قرار الإدانة لم يكن مفاجئا لأن موكله "لم ينكر أبداً ضلوعه في هذه القضية".

وأثارت هذه القضية غضبا واسعا في العراق كما في الولايات المتحدة، وطلب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بمشاركة عراقية في التحقيق. كما طالب العراقيون إنزال عقوبة الإعدام بحق الجندي الأميركي.

وقالت "أم محمد" الجنابي، في الخمسينيات وهي من أقرباء الضحايا، "ننتظر من القضاء الأميركي الذي تقع عليه مسؤولية انسانية اليوم، أن يطبق العدالة بإنزال أشد العقوبة بحق هذا المجرم".

وكان طبيب عسكري عراقي قال في أغسطس 2006، عند الادلاء بشهادته في محاكمة خاصة حول الجريمة، "كنت أول الواصلين إلى المكان، وكانت الفتاة ملقاة على الأرض عارية ومحروقة جزئيا ومصابة بطلق ناري تحت عينها اليمنى". وأضاف أن"شقيقتها كانت في غرفة أخرى وقتلت برصاصة في عنقها، أما جثتا الأب والأم فكانتا ممزقتان بالرصاص في البطن والصدر".

الى ذلك، قُتِل شرطيان وأصيب خمسة آخرون أمس، في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم في مدينة الموصل شمال بغداد.

كما عثرت الشرطة العراقية أمس، على جثتين مجهولتي الهوية في شمال الموصل.

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، كونا)

back to top