الأمير: عندما ختمت القرآن للمرة الثانية سألت الله الوئام بين الحكومة ومجلس الأمة
الصقر: السياسة الخارجية تكون غالباً أهم وأشد فاعلية من الجيوش في الدفاع عن البلاد
أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس عن قلقه «مما يثار في الصحافة عن توتر العلاقة بين الحكومة والمجلس»، مطالباً السلطتين بالتعاون من أجل تنمية البلاد ودفع مشاريع التنمية.
وقال سموه في لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية أمس أنه «إذا كانت هناك شبهة فساد تدور حول أحد فيجب أن يحال إلى القضاء ليأخذ جزاءه لكن مشاريع التنمية يجب ألا تتعطل»، مشيراً إلى أن الكويت «تدرس الاستفادة من الخبرات العالمية في مشروع الطاقة النووية في إطار المشاريع التنموية المهمة». ووصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة النائب محمد الصقر لقاء أعضاء اللجنة بسمو الأمير بأنه «لقاء مميز تناول رؤية سموه للوضع في المنطقة والعالم والتوجهات الرئيسية للسياسة الخارجية للكويت بما يحفظ أمن واستقرار البلاد والحفاظ على المصالح الوطنية في ظل التطورات والأحداث التي يشهدها العالم مؤخراً». وأوضح الصقر أن اللجنة قدمت لسمو الأمير شرحاً عن مهامها وأهم الأعمال التي قامت بها والمدرجة على جدول أعمالها ونشاطها الذي يستهدف تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة و تفعيل سبل التعاون معها لخدمة البلاد والمواطنين. وأضاف الصقر أن سمو أمير البلاد شدد على أهمية التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مشيراً إلى أن سموه قال: «أنا قلق من حالات التجاذب والتوتر التي تشوب العلاقة بينهما وأعاني من ذلك، وأنني كما أنتقد بعض الممارسات النيابية فإنني أقسو أحيانا في نقد الحكومة»، مطالباً سموه الجميع بأن «يتقوا الله في بلدهم وشعبهم». وأضاف سموه: «عندما ختمت القرآن الكريم للمرة الثانية خلال الشهر الفضيل وقبيل صلاة الفجر وجهت دعائي لله سبحانه وتعالى لأهل الكويت والبلاد من أجل الوئام بين الحكومة والمجلس وأن يهدي الله الجميع لمصلحة البلد». وذكر الصقر أن سمو الأمير شدد على أهمية دوران عجلة العمل والإنتاج وإنجاز المشاريع الكبيرة وعدم استفحال حالة الجدل والمشادات التي ستؤدي لشلل البلد وتوقف التنمية فيه وزيادة كلفة إنجاز المشاريع الحيوية عدة مرات، لافتاً الى أن سموه شدد كذلك على أهمية التنبّه للأوضاع في المنطقة وحالة التوتر التي تشوبها وضرورة أن نتعامل معها بما يتفق مع مصلحة البلاد وحجمها وموقعها وعدم العبث بأي شكل من الأشكال بثوابت الأمن الوطني وحماية الكويت من أي مخاطر. كما دعا سموه الى المحافظة على علاقة جيدة مع الجارتين العراق وإيران وتعزيز دور مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وأضاف الصقر أن سمو الأمير أكد أن «الوضع لا يحتمل تصريحات غير مسؤولة بما يخص العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ويجب أن يتم التعامل مع قضايا السياسة الخارجية والعلاقات مع الدول بحصافة ونظرة تتفق وسياسية البلاد الخارجية وأهدافها بالمحافظة على علاقات تعاون وصداقة مع الجميع». وأشار الصقر الى أنه أكد خلال اللقاء مع سمو الأمير أهمية تحصين البلاد عن طريق تفعيل السياسة الخارجية وتعزيز آليات عملها والتي تكون غالبا أهم وأشد فاعلية من الجيوش في الدفاع عن البلاد. وقال الصقر: «علينا أن نكون متيقظين لما يحدث من حولنا وبصفة خاصة في العراق وإيران وضرورة إنشاء مركز أبحاث وطني لشؤون الخليج والعراق وإيران، يضم باحثين ومختصين على مستوى رفيع لرصد التحولات والتغييرات التي يجب أن نعرف أسبابها وتطورها وذلك للتعامل معها لمصلحة البلد واستقرار المنطقة». أمّا عضو اللجنة النائب وليد الطبطبائي، فنقل عن سمو الأمير قوله: «الكويت تتميز بحسن علاقاتها مع الجميع، فليس لديها عداء مع أي طرف إقليمي أو عربي، وهو أمر يحسب للسياسة الكويتية، التي استطاعت أن تقود السفينة وسط أمواج متلاطمة». وأشار الطبطبائي الى أن النواب نقلوا إلى صاحب السمو قلقهم مما يجري في العراق وعدم استقرار اوضاعه، لا سيما في البصرة القريبة من الكويت، وردّ سموه بأن الكويت «تتابع الأوضاع في البصرة وفي العراق بشكل عام، وتؤكد ضرورة أن يحصل استقرار في المنطقة وفي العراق».