لماذا يعتذر الرجال؟!

نشر في 15-01-2009
آخر تحديث 15-01-2009 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي أعتقد أن الإخوة الرافضين المشاركين في الحكومة قد ارتكبوا خطأ فادحاً لأنهم تخلوا عن مسؤولياتهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأنه لم يعد خافيا على أحد ما آل إليه مجلس الوزراء... فليس من الفخر والاعتزاز أن يقول البعض إن الوزارة عرضت عليه لكنه رفض!

أثق ثقة عمياء بالسادة وليد الجري ومشاري العنجري وأنس الرشيد وغيرهم ممن مارسوا العمل السياسي، ولهم باع طويل في كيفية التعامل مع مجلس الأمة، ومن قبله مجلس الوزراء، فهؤلاء السادة يعلمون تمام العلم كيف تسير الأمور داخل مجلس الوزراء، وبحسب ما سمعنا وقرأنا فإن الوزارة قد عرضت على بعضهم إلا أنهم رفضوا المشاركة في الحكومة، وفي الحقيقة لا أجد سبباً حقيقياً واحداً يدعو هؤلاء إلى الاعتذار... فنحن ابتداءً لا نعلم ما هي آلية العمل أو القرار داخل مجلس الوزراء، لكننا نسمع دائما أن الوزير هو موظف كبير لدى رئيس الحكومة، وإذا ما افترضنا صدق هذه المقولة، فلماذا يرفض هؤلاء السادة الدخول إلى الوزارة وتغيير طريقة العمل تلك، فهذه الأسماء لها من الشجاعة والقوة والقدرة على ممارسة العمل بقوة وصلابة، وتلك الأسماء في ظني إذا ما تحالفت وشكلت «لوبي» داخل مجلس الوزراء فإننا سنكون أمام حكومة حقيقية بأداء وشكل مختلفين؟

أتساءل: لماذا لا يكون هناك إصلاح من الداخل عبر دخول تلك الشخصيات السياسية والبرلمانية لمجلس الوزراء، وإحداث نفضة ونقلة نوعية تغير الانطباع السائد عن آلية العمل في الوزارة؟ أعتقد إذا ما دخل هؤلاء السادة إلى المجلس فإنهم بالضرورة سيحرجون السيد رئيس الحكومة، وسيجبرونه على تغيير طريقته، وبذلك يكون هؤلاء قد مارسوا دورهم الوطني في إنقاذ مجلس الوزراء من الرتابة والبطء، وانتشلوه من الضعف والوهن.

أتساءل أيضا: لماذا هذه السلبية فنحن نريد الإصلاح لكننا ندير ظهورنا ولا نشارك في العملية، ننادي بالإصلاح ولا أحد يريد تحمل مسؤولياته الوطنية، فالمرحوم أحمد الربعي كان له دور رائد في العمل داخل مجلس الوزراء، وكذلك العنجري والرشيد، فرئيس الحكومة ما هو إلا قائد للفريق، لكنه ليس كل الفريق، تخيلوا فقط وليد الجري والعنجري والرشيد وغيرهم من الشرفاء أعتقد أن الحكومة ستكون ناجحة بكل المقاييس.

النائب مسلم البراك أزعج أدمغتنا وهو يحارب كل وزراء المالية، لكن لو طلب منه رئيس الحكومة أن يكون وزيراً للمالية فسيكون أول الرافضين... لماذا؟! لأن البعض يهوى المعارضة لمجرد المعارضة... ينتقد التخريب لكنه يمارس كل أنواع التخريب... نعشق النقد اللاذع لكننا لا نشارك في وضع الحلول وكيفية العلاج.

أعتقد أن الإخوة الرافضين المشاركين في الحكومة قد ارتكبوا خطأ فادحاً لأنهم تخلوا عن مسؤولياتهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأنه لم يعد خافيا على أحد ما آل إليه مجلس الوزراء... فليس من الفخر والاعتزاز أن يقول البعض إن الوزارة عرضت عليه لكنه رفض! من لديه القدرة على الإصلاح والتغيير من الداخل فليفعل، وإن لم يستطع فالمسألة بسيطة جداً، وعنوانها ورقة بيضاء يخط عليها استقالته، وحينها سنرفع العقال لمن حاول الإصلاح ولم يستطع... واستقال.

back to top