فوز الكويت بعضوية اتحاد البريد الدولي

نشر في 11-08-2008 | 00:00
آخر تحديث 11-08-2008 | 00:00
No Image Caption
نجاح بنكهة الإحراج
حين تفوز الكويت بعضوية مجلس إدارة الاتحاد البريدي الدولي، يعتقد قارئ الخبر من خارج الكويت للوهلة الأولى أن قطاع البريد في الكويت وصل الى مرحلة متقدمة من الخدمات ينافس فيها شركات البريد الخاصة، وأن وزارة المواصلات تحمل أجندة لتطوير مفهوم البريد ونقل الرسائل بين دول العالم تستحق أن تعرض على الاتحاد البريدي الدولي، أو أن تجربة الكويت في البريد تجربة ثرية يجب أن تعمم على الأعضاء.

غير أن واقع البريد المحلي يجعلنا نتساءل: ماذا يعني فوز الكويت بعضوية مجلس إدارة اتحاد البريد الدولي رغم أنها تعاني أشد المعاناة في كيفية إدارة قطاعها البريدي؟ وهل تستحق وزارة المواصلات أن تشغل مقعداً في اتحاد دولي؟

الإجابة عن هذا التساؤل جاءت في تصريح وكيل وزارة المواصلات عبدالعزيز العصيمي بعد إعلان فوز الكويت في انتخابات مجلس ادارة الاتحاد البريدي الدولي، فالعصيمي ـ مشكورا ـ لم ينسب هذا النجاح أو يربطه بنجاحات القطاع الذي يقع ضمن هيكل وزارته التنظيمي، بل قالها بصراحة: «الفوز بفضل الدبلوماسية النشطة والإيجابية لدولة الكويت في العالم وبفضل علاقات الكويت القوية بأشقائها من الدول العربية والإسلامية وبقية دول العالم».

بالتأكيد، العصيمي لا يستطيع في مثل هذه المحافل الدولية أن يتطرق الى تجربة الكويت «البريدية» ويستعرض فشلها على الملأ، فدول أعضاء في الاتحاد ذاته قدمت شكاوى رسمية وصلت الى حدد التهديد بقطع العلاقات البريدية مع الكويت بسبب تردي خدمات قطاعها، ولا يمكن للعصيمي أن يعرض على الاتحاد ذاته نجاح البريد في مسابقة أسرع توصيل رسائل للعالم... ولكن الى صحراء الكويت!

غير أن وزير المواصلات عبدالرحمن الغنيم يقول عن فوز الكويت بالمقعد أنه «يضعها مجدداً في موقع اتخاذ القرار على مستوى العالم ولفترة الأربع سنوات القادمة في ما يخص العلاقات الدولية في مجال الخدمات البريدية بأنواعها والتشريعات القانونية والإدارية التي تحكم ممارسات دول العالم كافة وارتباطاتها في هذا المجال».

في دول العالم، للبريد أهمية في القضاء على البيروقراطية الحكومية، فتجديد رخصة القيادة، الحصول على حساب بنكي، تجديد جواز السفر، دفع رسوم خدمات حكومية ـ على سبيل المثال لا الحصر- إجراءات حكومية يمكن اتمامها عبر البريد، غير أن حال البريد في الكويت لا يعطي الأجهزة الحكومية أو المواطنين والمقيمين الأمان والثقة لاستخدامه كوسيلة رسمية لإنهاء معاملات ورقية لا تحتاج في كثير من الأحيان الى مراجعة الإدارات الحكومية.

في هيئات البريد المتقدمة، تصلك رسالة SMS حين تصل رسائل الى صندوق بريدك، بينما في الكويت أنت مضطر لمراجعة البريد يوميا لتكتشف في النهاية أنه لم ولن يصلك بريد، وكذلك في هيئات البريد المتقدمة يمكنك تتبع رسائلك المسجلة أو الطرود المرسلة أو المستقبلة عبر الانترنت، بينما في الكويت أنت مضطر لتتبع رسائلك بين مركز خدمة البريد التابع لمنطقة سكنك وإدارة البريد، وجمارك المطار.

صديق تخرج من إحدى الجامعات البريطانية مؤخرا، وأرسلت شهادته - ولسوء حظه - عبر البريد منذ 24 يونيو الماضي وحتى هذه اللحظة لم تصل شهادته، بينما زملاؤه من الإمارات والسعودية وصلت شهاداتهم منذ ثلاثة أسابيع!

وجود الكويت على مقعد إداري في اتحاد البريد الدولي، ليس نجاحاً بل إحراج، فكيف يمكن لوزارة غير قادرة على وضع حلول لمشكلة بريدها أن تساهم في مناقشة استراتيجات بريدية دولية متقدمة؟! وكان الأولى لوفد الكويت في الاتحاد أن يترك هذا المقعد لمن هو قادر على تطوير البريد الدولي، والاستفادة من تجاربه ونقلها الى الكويت.

لو يدرك المندوب الدائم لوفد دولة الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، رئيس وفد دولة الكويت في مؤتمر اتحاد البريد العالمي السفير ضرار الرزوقي المأساة الحقيقية للبريد في الكويت، لما تكبد عناء «الدبلوماسية» في إقناع الدول الأعضاء للتصويت لحصول الكويت على مقعد في هذا الاتحاد.

back to top