Command and Conquer: Red Alert3 لعبة استراتيجيّة حربيّة فريدة

غالباً ما تشكّل حبكة القصة أحد أهم مكونات الألعاب الإلكترونية وتساعد على إدخال اللاعب ضمن عالم افتراضي يمزج الحقيقة بالخيال. تعدّ لعبة Command and Conquer: Red Alert3 من أكثر الألعاب إبداعاً وخيالاً وقدّمت لنا شركة Electronic Arts المبرمجة عبرها نظرة جديدة خيالية لوقائع تاريخية حقيقية.

في الإصدار السابق من لعبة Command and Conquer: Red Alert قدّمت لنا الشركة المبرمجة نظرتها الخيالية لوقائع أحداث الحرب العالمية الثانية، حيث يكتشف العالم الشهير ألبرت أينشتاين وسيلة تمكنه من الرجوع بالزمن إلى الوراء، فيستغل تلك التكنولوجيا لقتل أدولف هتلر في محاولة يائسة لمنع وقوع الحرب العالمية الثانية وتخليص العالم من أهوال تلك الحقبة المريعة، التي أدت إلى هلاك الملايين من البشر، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وعاد هذا العالِم إلى الوقت الحاضر ليكتشف فداحة عواقب تغيّر الماضي واللعب بالزمن، إذ لم يمنع عمله اندلاع الحرب العالمية الثانية، بل أدى إلى نشوب حرب مغايرة أكثر شراسة وقسوة بين الغرب والاتحاد السوفياتي.

تبدأ أحداث الإصدار الثالث الجديد من لعبة التخطيط والإستراتجية الحربية تلك، كتكملة لسابقتها، حيث تدحر الجيوش الغربية قوات الإتحاد السوفياتي وتصل إلى أبواب الكرملين. في محاولة يائسة لقلب موازين القوى يستعين الروس بالتقنية عينها للرجوع بالزمن إلى الوراء وقتل ألبرت أينشتاين قبل أن يتمكن من اكتشاف تقنية السفر عبر الزمن. لكنهم يكتشفون، أسوة بالعالم الألماني، فداحة أعمالهم وكلفة عملية تغير أحداث الماضي الباهظة الثمن، فيعودون إلى واقع مغاير تماماً لما توقعوه، تشكّل فيه اليابان قوة عظمى كبيرة، هكذا نشبت الحرب العالمية الثانية بين فئات ثلاث متناحرة: الجيوش الغربية، الإتحاد السوفياتي واليابان. في هذا الواقع الجديد تشنّ القوات الغربية هجوماً فجائياً على جزيرة هاواي، التي تشكّل معقلاً يابانياً حصيناً عوضاً عما هو معروف تاريخياً عن شنّ اليابانيين هجومهم الشهير على مرفأ بيرل هاربور الذي أدى إلى دخول اميركا الحرب.

مراحل اللعب

تنقسم لعبة Command and Conquer: Red Alert 3 إلى حملات ثلاث مختلفة، تنقسم كل واحدة بدورها إلى مهمات تسع. يمكن للاعب اختيار أي من الفئات الثلاث المتنازعة وقيادتها في هذه الحرب الضروس. تشبه طريقة اللعب في هذا الإصدار الجديد الإصدار السابق وترتكز على سرعة اللاعب في إنشاء قواعده وجني الموارد، تمهيداً لتدعيم قواته ومفاجأة العدو تكتيكياً عبر التسلل أو عددياً عبر الهجوم بأعداد كبيرة من القوات والجنود.

أما جديد Red Alert 3 فيرتكز على تصميم جديد للمراحل يفعّل عملية التعاون مع لاعب آخر أو الذكاء الإصطناعي المتحكّم بمجريات اللعب، لتأليف فريق واحد والتخطيط سوياً كل حسب مقدّرات قواته للفوز بالحرب. ثمة تطبيق مبيّت يخوّل التحادث صوتياً وتنسيق الهجمات في حال كان الحليف لاعباً آخر، أو إصدار الأوامر كتابياً في حال كان هذا الحليف الذكاء الاصطناعي المتحكم باللعبة. كذلك يمتاز الإصدار الثالث بالقدرة على شنّ الهجمات البحرية، بالإضافة إلى البرية، بالاستعانة بالغواصات أو الدلافين المدرّبة الخ.

أسلحة غريبة

لا تتوقف أحداث Command and Conquer: Red Alert 3 على إنشاء عالم خيالي بحد ذاته، بل تتعدى ذلك لتؤمن أسلحة غريبة فريدة من نوعها حسب الفئة المختارة، إذ يملك اليابانيون تقنيات حربية عالية كجنود ساموراي آليين ومحاربي نينجا مدججين بالأسلحة الحديثة الخ. ولا تقلّ أسلحة الفريق المقابل غرابة، إذ تملك الجيوش الغربية وقوات الإتحاد السوفياتي طوّافات خاصة قادرة على تصغير أحجام العدو المهاجم والمناطيد الحربية والجواسيس الخ.

الرأي

تشكل Command and Conquer: Red Alert 3 لعبة فريدة تجمع بين الخيال الواسع وحبكة القصة المثيرة والمؤثرات المرئية الجميلة وستوفر من دون أدنى شك ساعات من المرح لمحبّي الألعاب والتخطيط والإستراتيجية الحربية.