أحمد السقاف القابض على جمر الإبداع

نشر في 16-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 16-05-2008 | 00:00
No Image Caption
تأليف: د. أحمد بكري عصلة الناشر: رابطة الأدباء- الكويت يعتبر الشاعر الكبير الأديب احمد السقاف أحد عمالقة الشعر والادب في الكويت إلى جانب كثير من اقرانه في هذا الميدان، وما كتبه في ميدان الشعر يفوق ما كتبه في مجال النثر، ونجد أن المؤلف احمد بكري عصلة لهذا الكتاب عن الشاعر السقاف قد جعل له هذا...
تأليف: د. أحمد بكري عصلة

الناشر: رابطة الأدباء- الكويت

يعتبر الشاعر الكبير الأديب احمد السقاف أحد عمالقة الشعر والادب في الكويت إلى جانب كثير من اقرانه في هذا الميدان، وما كتبه في ميدان الشعر يفوق ما كتبه في مجال النثر، ونجد أن المؤلف احمد بكري عصلة لهذا الكتاب عن الشاعر السقاف قد جعل له هذا العنوان لأنه قد وجد الشاعر بحسب تعبيره يقبض فعلا على «جمر الابداع» بعد أن تعمق بدراسة نتاجه الشعري والادبي، فعمل على ترتيب وتنضيد بعض عطاءات هذا الشاعر والأديب في كتاب جعله في مقدمة واربعة فصول وخاتمة.

والمتصفح للكتاب سوف يلاحظ ان نتاجات احمد السقاف يغلب عليها نزعة الوحدة الفكرية والعروبية ونغمة المتفائل الحالم في انتصار قضايا العرب والقضية الفلسطينية.

وقد جُعلت مقدمة الكتاب للبحث عن صلة المؤلف «مؤلف الكتاب» بالموضوع وبالدوافع والأهداف، وكُرس الفصل الاول لحياة السقاف الحافلة سواء في الكويت أم في بغداد أم في سائر الاصقاع العربية، وهي حياة تنذر بالقوة والزخم والدفء والعطاء،

نثر السقاف

وقد خُصص الفصل الثاني للبحث في نثر أحمد السقاف حيث تناول المؤلف كتبه واحدا واحدا لتقديم صورة عن السقاف المفكر لتساعد على فهم صورة السقاف الشاعر. وجُعل الفصل الثالث للسقاف شاعرا في ديوانه حيث تم ابراز كل الموضوعات التي عالجها من قومية وسياسية واجتماعية وادبية وانسانية مع ملاحظة ان الالتزام بالفكر القومي هو خيط ينظم سائر الموضوعات وقد حاول المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب تقديم خلاصة عن فهمه لهذا الشاعر ولخصائص شعره الفنية في المضمون والشكل واللغة بالاضافة إلى تبيان خصائص اسلوبه النثري مع أبرز النتائج وتمت معالجة النتاج النثري للسقاف من خلال خمسة كتب هي: «الأوراق» وهو كتاب يبحث في أشهر الأديرة التي عرفت في العراق في العصر العباسي، وعددها ثلاثون كان يرودها ناشدو الاستجمام والترويح عن النفس، اما كتاب «قطوف دانية» فهو واحد من سلسلة تتألف من ثلاثة كتب ارادها السقاف كتبا مدرسية تعليمية تدور حول حياة بعض الشعراء ويأتي كتاب أحلى القطوف ليضم تعريفا بعشرين شاعرا من شعراء العصر الاموي مع متخيَّر لبعض شعرهم فأكثرهم شعراء صبابة وهيام وغرام.

نوادر

أما كتاب «الطرف في الملح والنوادر والاخبار والأشعار» فيضم ثلاثين موضوعا بعضها على ملحة وبعضها على طرفة أو خب، وجلها لا يخلو من الشعر. صاغها السقاف على شكل مقالة حديثة الاسلوب وتراثية المضمون. وكان «أغلى القطوف» هو آخر كتبه في التراجم والشعر.

وإذا كانت الكتب اعلاه هي أدبية فإن كتبه في اللغة تعبر عما آلم الشاعر معاناتنا نحن العرب «الجهل باللغة العربية بعد أن تدنى مستوى التحصيل في الجامعات والمعاهد وشغل طلابنا بما يقدم التلفاز من تفاهات، فالمقتضب في معرفة لغة الأدب الذي طبع عام 1950 يعرض لأهم دروس النحو والصرف.

أما كتبه السياسية والقومية فعددها على الاقل ثمانية وتتنوع موضوعاتها لكنها تصب في محور واحد هو محور القومية حيث بذل «كما يقول مؤلف الكتاب» هذا الرجل المثقف قلمه نثرا وشعرا في سبيل قضية قومية والدفاع عنها وفيها حبا حبوه العلمي واحب فلسطين لأنها الجرح العربي النازف».

اما الفصل الثالث فينظرفي شعر السقاف لنتبين أن للشاعر ديواناً كبيراً بعنوان «شعر احمد السقاف» يضم جميع شعره حتى مطلع 1989 وقد ضم ديوانه الاول معظم شعره في اغراض شتى اهمها: الشعر القومي والوطني والفلسطيني واغراض اخرى متفرقة. أما ديوانه الثاني «من شعر أحمد السقاف» فقد ضمنه شعر نكبة الكويت أي منذ دخول جيش صدام حتى اندحاره وقد حوى 32 قصيدة.

ونجد أن السقاف قد أبحر بشعره في بحر العروبة فتكلم عن آمال العرب وافراحهم وأتراحهم بتفرد وتميز، وبمثالية وتحيز وبجراءة وقيم، والسقاف ايضا بدأ شاعر منبر يطوف معظم الاقطار العربية لكن حبه للكويت لا يوازيه حب لأية دولة أخرى ثم يأتي ثانيا حبه للخليج. وكان يؤرقه تقصير ابناء الجزيرة العربية فيما بينهم ويعلن مرارا امنيته في أن تنزاح الحدود وتنزاح الرسوم ويدعو ايضا إلى توحيد الامة العربية عن طريق الكتل المجاورة المتكاملة للوطن العربي.

ويأتي الفصل الرابع تكريسا للخصائص الفنية فالشاعر كما ورد في مجلة الكويت العدد 175 ص36 هو «شاعر يحلق في ربى القلب وينثر اشعاره في حدائق الروح، فالشاعر لم ينتم إلى أي مدرسة شعرية معاصرة وإن كان يسير على مناهجها جميعا ولشعره خصائص تبرز شخصيته وتميزه عن غيره فهو شاعر ملتزم ومنبري والشعر المنبري بنظره يتطلب تماوجا موسيقيا بين ما هو اعنف من الطبول وما هو ارق من القيثارة وهو يفتخر بشاعريته كثيرا رابطا الماضي بالحاضر حيث تتفاعل روح التفاؤل بالتشاؤم في شعره القومي وهو في شعره يكثر من استخدام الرموز ذات الشفافية، والسهلة على الإدراك لكن شعره الواقعي يظل مبتعدا عن الغموض وتبقى لديه ملكة حسن الانتقال من غرض إلى آخر.

فالشاعر احمد السقاف اديبا، او الاديب احمد السقاف شاعرا سوف يدرك القارئ مدى اتساع ثقافته لدى مطالعة نتاجه الادبي من قرآني وحديثي وتراثي وأعلامي..

back to top