البريد العام: حالنا مع الحكومة!

نشر في 26-09-2008
آخر تحديث 26-09-2008 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي على أني أغالط فيك سمعي

وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولا

ولكني شقيت بحسن ظنــــــي

و بي مما يساورني كثيـــــر

من الشجن المؤرق لا تدعني

تعذب في لهيب الشك روحي

وتشقى بالظنون وبالتمنـــــي

أجبني إذ سألتك هل صحيح

حديث الناس.. خنت؟ ألم تخني؟

قصيدة «ثورة الشك» لعبدالله الفيصل.

هذه القصيدة من أروع ما كتب الأمير عبدالله الفيصل وأروع منها هو عنوان القصيدة، فالإسقاطات الشعرية الجميلة ذات الأبعاد الاجتماعية والعاطفية جعلتني أدير قرص مرآتها على واقع الأداء الحكومي.

ما أن تتخذ الحكومة قرارا نعتقد للوهلة الأولى أنه مدروس بعناية فائقة، وأنه سيحقق الهدف المنشود منه، حتى نفاجأ بكم التراجعات، مما يجعل المراقب في حيرة من أمره، تخبّط يلفت النظر وكأن مستشاري الحكومة يقدمون نصيحتهم وهم سكارى.

فمهما شطحنا في العمل الإداري لا يمكن أن نتصور حال الإدارة عندنا، فهل من قصيدة يكون عنوانها «ثورة اليقين» تكشف وتحدد مواقع الخلل وتضع لبنة الإصلاح. فإلى متى تكون حالنا هكذا؟

الكل له لسان ولكن المهم من يستعمله وفي أي وقت. تصريحات الوزراء عن مشاريعهم وإنجازاتهم هي الطامة، فقد صدق المثل «إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» لأن أغلب ما يجر الحكومة نحو نفق التصعيد هو بياناتها، ناهيك عن تصريحات مصدر رفيع المستوى هذا الذي أجزم أنه وراء أغلب التصعيد.

اعتصام العاملين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ما كان ليكون لولا تخبط ديوان الخدمة المدنية من الأصل، فجميع كوادر الهيئة والجامعة قد اعتمدت إلا كادر الإداريين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.

إرجاع الحق إلى أصحابه ومحاسبة من تسبب في هذا الإرباك هو الإجراء الصحيح.

ودمتم سالمين

back to top