التحسن في الطقس إلى انفراج سياسي أو... الجنون!

نشر في 08-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-10-2008 | 00:00
No Image Caption
 عبدالله العتيبي أخيرا... بدأت تظهر بعض الابتسامات على وجوه الكويتيين، بدلاً من الاكتئاب المتأصل، بعد حصول تحسن واضح بالطقس، ويمكن ملاحظة انطباعات ارتياح على وجوه الناس في الشوارع والاسواق والمقاهي المفتوحة وأماكن العمل.

من المؤمل أن ينعكس تحسن الطقس على وضع البلاد المحتقن، رغم أن التصريحات المتبادلة بين الاطراف السياسية لا تنبئ بأجواء معتدلة، وربما تصل إلى حد الجنون السياسي، تتخلله عواصف ورياح عاتية، تكون مقدمة لتسونامي سياسي يطيح بمجلس الأمة وفقا لتكهنات معظم الراصدين السياسيين. صار ثابتا علميا وجود ارتباط بين حالة الطقس في فصول السنة مع حالة المزاج من خلال تأثيرات كهربائية ومغناطيسية كونية يتفاعل معها عقل الإنسان والجهاز العصبي.

ويربط استشاري الطب النفسي لطفي الشربيني العلاقة بين حالة النفس من حيث الاتزان الانفعالي، والمزاج في اعتداله واضطرابه وسلوك الإنسان من جهة، والتغيرات الجوية من جهة أخرى، إذ تكون المحصلة النهائية تغيرات بيولوجية في جسم الإنسان مع حرارة الصيف وبرد الشتاء، وتغيرات نفسية في عقله تبدو في صورة اعتدال أو اضطراب في المزاج وتوتر أو استرخاء في الانفعال والسلوك.

هذا ما يفسر اشتياق أغلب الناس للربيع أكثر من اشتياقهم لبقية فصول السنة، لأنه فصل الانبعاث والتجدد والحيوية. ولهذا أنشد عبدالله البردوني قصيدته عن سحر الربيع:

فكأنّ الجوَّ عزف مسكر والحياة الغضّة الممراح سكرى

والرياحين شذيّات الغنا تبعث اللّحن مع الأنسام عطرا

وكأنّ الرّوضَ في بهجته شاعرٌ يبتكر الأنغامَ زهرا

وكأنّ الوردَ في أشواكه مهجٌ أذكى عليها الحبّ جمرا

وكأنّ الفجرَ في زهر الربا قبلةٌ عطريّة الأنفاس حرّى

وثبت علمياً أن الجو الحار الرطب يرتبط بصورة مباشرة باضطراب الحالة العقلية، فالشخص العادي يصبح أكثر قابلية للتوتر وتسهل استثارته إذا كان موجودا في طقس حار مشبع بالرطوبة، وكثير من الناس يفقدون السيطرة على انفعالاتهم وينفد صبرهم في هذا الطقس الذي يتميز به الصيف في بلادنا، وتشير الإحصائيات عن أعداد المرضى العقليين المترددين على العيادات والمصحات النفسية في مختلف أوقات العام إلى الارتباط بين فصول السنة وزيادة أعداد الحالات، وحين تبدأ نسمات الخريف بعد الصيف الحار، تأتي معها بشائر الأمل والتفاؤل، والخروج من أجواء التوتر والمتاعب المصاحبة لحرارة الصيف إلى حالة من الاستقرار النفسي، وتظهر انفعالات لطيفة كليل خريفي، ربما تنعكس على الاداء السياسي، والتحولات الاقتصادية الجنونية، ولعل في قصيدة الراحل نزار قباني محاكاة لواقعنا الكويتي المجنون:

إذا أتى أيلول يا حبيبتي

أسأل عن عينيك كل غيمة

كأن حبي لك

مربوط بتوقيت المطر…

أنت جنون شتوي نادر...

يا ليتني أعرف يا سيدتي

علاقة الجنون بالمطر!

back to top