آمال أبو مشاري المطيري

نشر في 26-05-2009
آخر تحديث 26-05-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي لأننا في الكويت، ولأن حكوماتنا تغني لنا دائما "أنا الذيب باكلكم" (أغنية تراثية كويتية، و"باكلكم" تعني "سآكلكم")، ولأن النواب يظهرون أمامنا مرددين بقية الأغنية "أنا أمكم بأحميكم"، أصبح النواب والوزراء هم نجوم الساحة وهم أحبابنا الذين نغض الطرف عن غيرهم.

لاحظوا في مجال الغناء، فإذا اعتبرنا أن المطربين عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال هم امتداد طبيعي لنجوم الغناء السابقين من أمثال عبدالكريم عبدالقادر ومن قبله، فلن نجد نجوما "عليهم القيمة" الآن يتسلمون منهم العصا ويواصلون المشوار، أقصد مشوار تسلسل الأجيال! أبداً، لن نجد أحداً من المطربين الجدد يملأ جمهوره المسرح، جمهوره هو وحده. والسبب هو الأضواء المسلطة على السياسة والسياسيين فقط، والتي انحسرت عن المواهب الواعدة. وهل تريد أن تقنعني أن حناجر الكويتيين بحّت أم ماذا؟

وإن تركنا المغنى وأهل المغنى وبحثنا في أي مجال آخر كالرياضة أو التمثيل أو غيرهما، فلن نجد نجوماً نشير إليهم بالرؤوس والأفئدة، كما كنا نفعل في السابق، ليش؟ لأن المجالات هذه تحتاج إلى أضواء ترعاها وتسقيها الحليب، والأضواء كلها للأسف راحت للساسة فبعزقوها على ملذاتهم، وبعض الساسة هؤلاء لا يملك سوى شعرتين في ذقنه، وثوب يكشف شعر ساقه لتعدّها شعرة شعرة، وكتاب حفظه عن ظهر قلب، من تأليف أحد الدراويش، لم يقرأ هو غيره، وبعض آخر لا يمتلك سوى عمامة ورثها عن أبيه، هي كل رصيده في هذه الفانية، وبعض ثالث يدّعي أنه سياسي وما هو بسياسي ولكن عذاب الله شديد، وبعض رابع، وخامس... ولذا سينقطع نسل الكويت عما قريب.

ونحن الإعلاميين من يمتلك الأضواء، ونحن من يوجهها في الاتجاه هذا أو ذاك، إذن نحن القتلة، والقاتل يقتل ولو بعد حين. طاوعنا الجمهور، أو أطعناه، وأعطيناه ياقات قمصاننا يسحبنا منها إلى حيث يشاء، بحثاً عن رضاه وخوفاً من غضبه. والجمهور طفل نشأ على الدلع والدلال و"راحة المخ"، في الأغلب، وهو نتاج تربية الحكومة، ومن كانت أمه الحكومة ولم يشب عن طوقها فلا خير فيه. ولتتأكد من ذلك، لاحظ تعليقات القراء على المقالات عندما يتركون الموضوع والفكرة والصياغة ويهجمون على الكاتب أو على كلمة كتبها الكاتب، هم يظنونها كفراً بواحاً، وهي من الكفر براء، ولو أنهم قرأوا ما كتبه أدباء العرب الأولون، ورأوا كيف استخدم أولئك لغة القرآن الكريم، لعذرونا، لكن قراءات بعض القراء تنحصر في صحيفة كويتية أو صحيفتين، والسلام عليكم ورحمة الله! وأزعم أن كل من يعشق اللغة العربية ستبهره عظمة لغة القرآن العظيم، وهي لغة تدعوك إلى التوقف على قارعة الطريق وإطلاق صرخات الاستحسان: "الله الله على الإعجاز اللغوي".

ما دعاني إلى كتابة ما سبق، هو تعليقات القراء على مقالاتي وتحديداً المعلق ذاك الذي صفقنا له كثيراً، أنا والأصدقاء، وهو "أبومشاري المطيري"، الذي يكتب تعليقه شعراً، وشعره ليس شعراً والسلام، بل هو الإبداع بعينه وعلمه ذو الألوان الأربعة، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مقالاتي السابقة على الإنترنت ويتابع تعليقات أبي مشاري. لله دره.

على أن التعليقات كلها لها قيمتها عند الكاتب، إلا أن أبا مشاري هو الوحيد الذي يدفعنا، أنا والأصدقاء، إلى طباعة تعليقه والنقاش حول عمق كلماته وقوتها وعظمة موهبته التي جعلت أحدنا يقسم على الغيب أنه شاعر شهير، فإن لم يكن كذلك، فقد ظلمنا أنفسنا بعدم حمل أمثاله على الأكتاف التي تزاحم عليها المستشعرون الخائبون المخيّبون.

يا الله، كم من موهوب سحبت السياسة منه الأضواء وتركته وحيداً بائساً، لا زرع حوله ولا ماء... ولذا سأعلن نيابة عن الزملاء فتحَ أبواب هذه الجريدة لتبني المواهب، وأتمنى على أبي مشاري المطيري الاتصال بي عن طريق الايميل.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top