مجرد أمانٍ رياضية!

نشر في 08-01-2009
آخر تحديث 08-01-2009 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي لو كان الفوز سيسجل لمصلحة الإداريين والمدربين واللاعبين وسيُنسب إليهم تحقيق ذلك الإنجاز لما كانت هذه أمانينا، لكن أعلم وكالعادة أن الفوز سيجيّر لأصحاب «العجرات» والاستعراضات والقبضات الموهومة.

أنا أيها السادة لا أحب منتخب بلادي فقط، بل أعبده وأكيل له المديح آناء الليل وأطراف النهار، وأعبده إذا فاز وإذا خسر وأعشقه إذا تعادل... في كل الحالات فأنا متيّم بـ«الفانيللة» الزرقاء، لكن هذه المرة اسمحوا لي فأنا أعلنها من كل قلبي وجوارحي بأنني أتمنى ألا يفوز المنتخب بهذه البطولة، وأرجو ألا أُتهم بعدم الوطنية والخيانة العظمى، ولي أسبابي الخاصة بعدم التمني هذا لأن الفوز سيكون مزوراً وغير حقيقي، والفوز سيجيّر لمصحلة وأهداف أطراف أنتم أعلم مني بها.

والله لو كانت أهداف القائمين على الرياضة عندنا هي الكويت واسمها ومصلحتها لما كانت هذه أمانينا، لكن أعلم وتعلمون أن من جاء إلى الرياضة، وانتقل إلى السياسة وعاد إلى الرياضة مرة أخرى قد دخل إليها لأهداف وغايات ومصالح بعيدة تماماً عن الأخلاق الرياضية.

ولو كان الفوز سيسجل لمصلحة الإداريين والمدربين واللاعبين وسيُنسب إليهم تحقيق ذلك الإنجاز لما كانت هذه أيضاً أمانينا، لكن أعلم وكالعادة أن الفوز سيجيّر لأصحاب «العجرات» والاستعراضات والقبضات الموهومة... تابعوا ولاحظوا كمية التواضع والهدوء في وجوه السادة من أبناء الأسر الحاكمة ورؤساء الاتحادات في الخليج، ولاحظوا طريقة تصرف وغرور القائمين على الرياضة عندنا!!

من المؤلم جداً حقيقة على أي كويتي ألا يتمنى فوز فريق بلده، لأن الفريق بالإضافة إلى أنه يقوم بعمل رياضي نابع من أهداف وتوطيد أواصر المحبة والصداقة بين دول الخليج إلا أنه يقوم كذلك بعمل وطني، والطامة الكبرى أن القائمين على الرياضة مسعاهم غير وطني، ولا يمت إلى الوطنية بصلة، يعيشون على الصراعات ويقتاتون على الأزمات، ويظهرون فجأة في المحافل والمناسبات وينسبون البطولات لأسمائهم... أليس من العار أن يسرق هؤلاء القائمون على الرياضة إنجاز هؤلاء الشباب؟ وأليس من العار أن تكون الكويت بعيدة عن أهداف هؤلاء؟!

الأماني التي راودتني بعدم فوز منتخب بلادي هي مجرد أمانٍ حدثني بها عقلي، لكن قلبي يتمنى أن يعود اللاعبون بكأس البطولة.

back to top