هل ينفجر الشعب المصري؟!

نشر في 07-08-2008
آخر تحديث 07-08-2008 | 00:00
 حسن مصطفى الموسوي أثارت تبرئة ممدوح إسماعيل مالك العبَّارة «سلام 98» التي غرقت في فبراير 2006، وأدت إلى غرق 1033 شخصاً، ردود أفعال عنيفة تتجاوز القضية نفسها، لتعبر عن واقع المشهد السياسي المصري. فالحكم صاحَبه اتهامات بفساد القضاء، لأن إسماعيل هو أحد أعضاء الحزب الحاكم. فقد تم اعتبار الجريمة مجرد جنحة، إضافة إلى إهمال العديد من الشهود الذين شهدوا على عدم صلاحية العبارة وضعف الصيانة فيها، إضافة إلى أمور عدة شرحها الأستاذ فهمي هويدي في مقالة أخيرة له قبل أسبوعين.

ذلك كله أدى إلى تبرئة المتهمين جميعهم باستثناء متهم واحد أُدين بالسجن لأشهر عدة مع وقف التنفيذ، وبالتالي ألقى الدفاع بالمسؤولية على قبطان العبّارة الذي توفي في الحادث من دون أن يدافع عن نفسه. والطريف أن أحد أقرباء الضحايا رد على ذلك بقوله إن القبطان كان سيُبرَّأ أيضا من القضية لو كان حيا، ولتم إلقاء المسؤولية بالكامل على الضحايا! ولا أدري لماذا هرب مالك العبّارة إلى لندن منذ الحادثة لو كان واثقاً فعلا من براءته؟!

ما أثار انتباهي في القضية كانت طريقة إلقاء القاضي للحكم، فكان من الواضح أنه مرتبك جدا ولا يوحي بأنه واثق من حكمه، وهرب من القاعة سريعا بعد الانتهاء من نطق الحكم، ومن دون أن ينظر إلى الجمهور! قد يكون ممدوح إسماعيل بريء فعلا، لكن كل الأمور التي صاحبت القضية حتى النهاية توحي بأن كثيرا من الناس فقدت الثقة حتى في القضاء، خصوصاً أن هناك أحكاماً أخرى تدل على تدخل السياسة به.

ففي السابق أُودع أيمن نور السجن بعد الانتخابات الرئاسية المصرية مباشرة بتهمة تزوير توقيعات تأسيس الحزب الذي أُسس قبل سنوات من الانتخابات. وبعد ذلك تم الحكم بسجن العشرات من «الإخوان المسلمين» بعد الانتصارات العديدة التي حققوها في الانتخابات النيابية، والتي كانت مرشحة للتصاعد لولا أعمال البلطجة والتزوير التي حصلت في كثير من المناطق، وهي أمور باتت أيضا مألوفة في ظل الفساد المنتشر في الدولة. والجدير بالذكر أن الاستهداف طال رجال الأعمال المؤيدين للإخوان بهدف تجفيف مصادر تمويل هذا الحزب.

وإذا تجاوزنا ذلك لنأتي إلى منع المرشحين المعارضين من خوض الانتخابات البلدية الأخيرة بحيث تمت التزكية في أكثر من 90% من المقاعد لمصلحة الحزب الحاكم، ثم مررنا إلى أزمة الخبز، وبسببها خرجت العديد من المظاهرات التي انتشرت في البلاد وكان بعضها عنيفا، إضافة إلى اضرابات شهدتها قطاعات عدة من العمال، وانتشار المدونات المناهضة للنظام ونشوء حركة «كفاية»، والضعف الشديد في نسب المشاركة والتصويت في الانتخابات، وسياسة مصر الخارجية التي باتت مساهمة في محاصرة غزة، والعلم الإسرائيلي الذي يرفرف عالياً في عاصمة كانت يوما من الأيام عاصمة المناهضين لإسرائيل، وأما تلك التطورات فإن الوضع يوحي بأن الغليان يتصاعد.

من عادتي عندما أسافر خارج البلاد أن أسأل أصحاب سيارات الأجرة دائما عن رأيهم في الوضع السياسي داخل بلدانهم. ومع أني لم أزر القاهرة من قبل، فإني أوجه هذا السؤال إلى كثير من المصريين الذين أقابلهم في الكويت. وتكون ردة فعل 90% منهم -وكأني «مسكتهم من الجنب الذي يعورهم»- أن يبدأوا في الانتقاد والتعبير عن تذمرهم، وفي بعض الأحيان يكيلون الشتائم للنظام. فهل يعني ذلك أن الشعب المصري سينفجر في يوم من الأيام؟ نترك الإجابة للأيام!

***

• قطعت السلطات الإسرائيلية صِلاتها بقناة «الجزيرة» بحجة أنها أقامت حفلا لتحرير سمير القنطار الذي تتهمه زورا وكذبا بقتل طفلة. أمر مضحك فعلاً، فماذا عن مئات الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة؟! وماذا كانت إسرائيل ترسل لأطفال لبنان إبان حربها الأخيرة؟ هل كانت ترسل إليهم اللعب والهدايا؟ أم القنابل الفتاكة وبتوقيع من أطفال الصهاينة عقابا لهم ولأهاليهم على تأييد المقاومة؟!

back to top