حذاء الحرية

نشر في 19-12-2008
آخر تحديث 19-12-2008 | 00:00
 فالح ماجد المطيري الحادثة التي تعرض لها الرئيس الأميركي جورج بوش في بغداد قبل أيام حملت في طياتها جملة من المفارقات الغريبة والعديدة أولها أن الرئيس الأميركي ظن عندما دخلت قواته إلى العراق، قبل أعوام، أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه... فإذا به يخرج منه في نهاية ولايته بزوج من الأحذية!

أما ثانيها، فهي استغناء الصحافي العراقي عن قلمه، وهو الوسيلة الطبيعية للتعبير عن رأيه في الرئيس الأميركي أو غيره، ليلجأ إلى حذائه كوسيلة للتعبير عن موقفه. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن حجم القهر والضيم اللذين يعانيهما الشعب العراقي جراء الفوضى، والقتل العشوائي، والصراع الطائفي الدموي، واليأس من غياب أمل الخروج من هذه الدوامة رغم مضي سنوات على سقوط النظام الدكتاتوري السابق، وتبخر وعود الأمن والحرية والرخاء التي رافقت دخول القوات الأميركية إلى العراق.

وثالث المفارقات التي حملتها هذه الحادثة، كانت سرعة ردة فعل الرئيس بوش في اتقاء الحذاءين «الطائرين» في مقابل بطء شديد لردة فعل حراسه المكلفين بحمايته وحراس الحماية العراقية... فخلال الوقت الذي استغرقه الصحافي العراقي ما بين رميه لفردة الحذاء الأولى والثانية لم يكن هناك أي تحرك يذكر من كلا الفريقين!

أما آخر مفارقات هذه الحادثة فهو تعليق الرئيس الأميركي على ما حصل قائلا: «هذه ضريبة الحرية في العراق»!

فهل ما حدث هو حرية الحذاء أم حذاء الحرية؟!

back to top