تحية إلى أبناء القبائل

نشر في 09-05-2008
آخر تحديث 09-05-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

حقيقة أشعر بالفخر والاعتزاز بأن الأمور قد تغيرت وتبدلت إلى الأحسن والأفضل، وحسبما أعتقد فإن قضية الفرعيات ستنتهي وتتلاشى في غضون السنوات القليلة المقبلة.

بعيداً عن رأينا في مسألة الانتخابات الفرعية وإصرار بعض القبائل على إبرامها رغم أنف الدولة والقانون، وبعيداً عن وجهة نظرنا في قضية المواجهات التي نشبت بين بعض أبناء القبائل ورجال القوات الخاصة، فإننا نود أن نسجل عميق شكرنا وعظيم اعتزازنا لأبناء القبائل جميعاً، وذلك لسببين اثنين لا ثالث لهما:

أولاً، أن بعضاً من أبناء القبائل بدأ يتغلب ويتفوق على نفسه ويخرج بكل شجاعة من عباءة القبيلة وقيودها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها، وهو ما رأيناه على أرض الواقع بالفعل. فلقد خرج عبد المحسن المدعج وحسين الحريتى وأبيا إلا أن يخوضا هذه الانتخابات كممثلين للأمة كلها وليس لقبيلة العوازم فحسب، برفضهما المشاركة في الانتخابات الفرعية، وكذلك فعل مسلم البراك وحسين مزيد أبناء قبيلة (مطير).

واستطاع بذلك بعض أبناء القبائل أن يغيّر ويبدل ما هو راسخ في الأذهان من خضوع وإذعان لإرادة أمير القبيلة أولاً، وأعرافها وتقاليدها ثانياً، حيث إنه في الحقيقة لأٌمر مهين للعقل الإنساني أن يكون المرشح نائباً سابقاً أو طبيباً أو قاضياً أو محامياً ويخضع لشروط وإرادة القبيلة مع أنها قد تكون غير متوافقة مع إرادته وأفكاره.

السبب الثاني المهم جدا- وهو ما يسجل لأبناء القبائل عموماً- أنهم قد بعثوا، من خلال الانتخابات الفرعية، برسائل مهمة وخطيرة للغاية إلى كل مَن أراد أن يتحكم بهم أو باختياراتهم، فقد أفرزت لنا فرعيات أغلبية القبائل تقريباً رفضاً تاما لمن يعتبر نفسه «أبا روحياً» للقبائل. كما وجه أبناء قبيلة «مطير»، على وجه الخصوص، رغم رفضنا «للتشاورية»، ضربة قاضية لأصحاب «هجيج الإبل» بأنه: «لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ندار أو نوجّه وفقا لأمزجتكم وأهوائكم».

نعم يا إخوه إنها مدعاة للدهشة، وحقيقة أشعر بالفخر والاعتزاز بأن الأمور قد تغيرت وتبدلت إلى الأحسن والأفضل، وحسبما أعتقد فإن قضية الفرعيات ستنتهي وتتلاشى في غضون السنوات القليلة المقبلة، لأن هناك، وفق معرفتي، فئة كبيرة من إخواننا أبناء القبائل قد بدأت بالفعل تشعر بالامتعاض من هذه التصرفات، ولديها قناعة راسخة أن الوطن أهم كثيراً من القبيلة.

back to top