طوماس بيتي حامل في شهره الخامس: الحمل رغبة إنسانية وليس أنثوية

نشر في 03-04-2008 | 00:00
آخر تحديث 03-04-2008 | 00:00
No Image Caption
لا تشتهر بلدة «بيند» في ولاية أوريغون الأميركية بمواقفها التقدمية حيال الهوية الجنسية والقيم العائلية. إنها جزء من الولايات المتحدة حيث يُتوقع من الرجال أن يكونوا رجالاً يعتمرون قبعات رعاة البقر، يحملون بنادق الصيد في صناديق شاحناتهم ويتخذون النساء وغير الشاذات شريكات لهم.

لذلك، عندما أطلق طوماس بيتي في الأسبوع الماضي الخبر المفاجئ بأنه، أولاً، كان أنثى وتحول إلى رجل وثانياً أنه حامل في الشهر الخامس، لم يرحّب السكان المحليون بإعلانهم هذا بل أثار ضجةً قومية ودولية. هل يُعقل أن يكون الخبر صحيحاً أم أنّها مجرّد خدعة «رجل حامل» أخرى كهؤلاء الذين ظهروا في الأخبار على مر السنين؟ أعرب جيران بيتي الذين اعتقدوا أنه رجل عادي متزوج ولديه شركة صغيرة، عن صدمتهم وشكّهم عندما تحدث المراسلون معهم.

حتى بيتي بحدّ ذاته توارى عن الأنظار بعد نشر الخبر الذي أعلنه في عمود «First Person» في مجلة «ذي أدفوكايت» للواطيين والمثليات والمتحولين جنسياً. عُلقت لافتة «مغلق» على باب شركته العاملة في مجال الطباعة (وكُتب على اللافتة «ما مفهوم الطبيعي؟») ولم يكن هناك أحد في المنزل الذي يتشاطره مع زوجته نانسي.

إن قصته جديرة بالملاحظة ولكنها ليست الأولى من نوعها بالنسبة إلى اختصاصيي الصحة التناسلية والهورمون. لقد وُلد أنثى تحمل اسم ترايسي لاغوندينو في هاواي وخضع لعملية تغيير الجنس قبل حوالى عشر سنوات وأصبح ذكراً بشكل قانوني مع أنه اختار الاحتفاظ بأعضائه التناسلية الأنثوية. استؤصل ثدياه ونما شعر وجهه الذي كان يشذبه.

انتقل مع زوجته نانسي، التي بقيت معه منذ أن تحول إلى رجل، للإقامة في أوريغون قبل سنتين وقررا أن يشكلا عائلة. كانت نانسي قد خضعت لعملية استئصال الرحم وبالتالي لم تكن قادرة على الانجاب، فأخذ على عاتقه هذه المهمة.

توقف عن تناول هورمون التستوستيرون وانتظر شهوراً عدة لتبدأ دورته الشهرية من جديد وباشر عملية التلقيح الاصطناعي.

كانت عملية الحمل الأولى ستؤدي إلى موته فقد حمل بثلاثة توائم بشكل منتبذ (خارج الرحم) واضطر إلى الخضوع لعملية جراحية طارئة. ولكنه الآن وبحسب رواية «First Person»، حامل بأنثى يُتوقع ولادتها في يوليو.

صرحت صحيفة «ذي أدفوكايت» أنها أجرت حديثاً مع طبيب بيتي للحرص على صحة روايته وقال عدد من الأطباء إن حمله يأتي ضمن حدود الإمكانية الطبية، وقد ظهرت صورته عارياً من الخصر إلى الأعلى وانتفاخ بطنه على الموقع الإلكتروني للصحيفة.

كانت التحديات القانونية، الإجتماعية والسياسية بارزة وعلى الأرجح أنها ستزداد سوءاً بعد انتشار القصة.

كتب الرجل الحامل: «لم يعاملنا الأطباء معاملة عادلة فنبذونا بسبب معتقداتهم الدينية. رفض اختصاصيو العناية بالصحة مناداتي باسمي الذكري أو الاعتراف بنانسي زوجة لي. وسخر موظفو الاستقبال منا ولم نحظ بدعم الأصدقاء والعائلة. كذلك، لا يعرف معظم أفراد عائلة نانسي أنني متحول جنسياً».

تعامل مع تسعة أطباء حتى الآن بمن فيهم طبيب شكك في ما إذا كان مؤهلاً لتربية الطفلة وآخر أعلن عن عدم استعداده للعمل مع شخص «مثلي». عندما علم شقيقه بالأمر في نهاية الحمل المنتبذ، قال إنه أمر جيد وأضاف: «مَن يعلم أي نوع من المسخ كان سيكون عليه الطفل».

وشدّد مقال «First Person» حول بيتي على أن الرغبة في الانجاب أمر طبيعي وأن لديه الحق بالحمل والانجاب بقدر أي شخص آخر. وجاء فيه: «إن الرغبة في إنجاب طفل بيولوجي ليست رغبة ذكورية أو أنثوية بل رغبة إنسانية. بالنسبة إلى نانسي، أنا زوجها وأحمل طفلتنا في أحشائي. سأكون والد ابنتي وستكون نانسي والدتها، سنشكل عائلة».

يُذكر أنّ الاعلامية اوبرا وينفري أعلنت أنها ستقابل بيتي في برنامجها الحواري اليوم الخميس وكان الناس شككوا في أنّ في الامر «كذبة أول إبريل» إلا أنّ الاعلامية أكّدت أنها أجرت مقابلة مع بيتي وزوجته نانسي وطبيب التوليد الذي يتابع الحمل. كذلك أجرى بيتي مقابلة مع مجلة «بيبول».

back to top