هل ارتد بعض الليبراليون؟!

نشر في 28-07-2007
آخر تحديث 28-07-2007 | 00:00
 سعد العجمي

عندما تولَّد الإرادة الصادقة، تسقط العوائق كلها، ولنا في حركة «نبيها خمس» خير دليل، يومها وعندما تفاعل أولئك الشباب والشابات مع مشروع الإصلاح الانتخابي المتعلق بالدوائر، زالت العقبات، فلبس البدوي والحضري والشيعي والسني اللون البرتقالي في ساحة الإرادة، ولم تعد تفرق هذا من ذاك، وترنحت القبيلة تحت أقدام حب الكويت.

أجد نفسي مضطراً في كثير من الأحيان إلى إطلاق اسم أو مصطلح، على مسمى ما، رغم أنه لا يحمل وصفاً دقيقاً له، ولكن كون تلك المسميات باتت دارجة في خطابنا الإعلامي، ومفهومنا الثقافي، فإنها أصبحت بمنزلة العرفين اللغوي والسياسي معا. واذا ما سلمنا بأن الليبرالية في الأصل، هي مفهوم اقتصادي لا سياسي، فذلك يعني أنه لا يوجد لدينا فكر ليبرالي سياسي، على اعتبار أن أغلب الليبراليين الحالين هم بقايا القوميين والشيوعيين والناصريين وغيرهم، لذا فان (التيار المدني)، هو أدق وصف يمكن أن يطلق على أصحاب هذا التوجه، بمختلف مشاربهم، إذا ما انخرطوا في العمل السياسي.

ولأن التيار المدني كان رأس الحربة، وصاحب المبادرة، في تاريخ الكويت السياسي، قبل أن ينكفئ على نفسه ويتنازل عن بعض مكاسبه طواعية، لمصلحة (التيار الديني)، فانني لا أجد غرابة في تلك الريبة والتوجس التي أبداها عدد غير قليل من الكتاب والسياسيين (المدنيين) تجاه مسودة القانون الذي كشف عنه النائب علي الراشد والمتعلق بالأحزاب السياسية وتنظيمها، على الرغم من تأكيدات «أبو فيصل» أن باب التعديلات والنقاش حول القانون مازال مفتوحاً لإجراء أي تغييرات عليه للخروج بصيغة تحقق الهدف وتدفع بعجلة الإصلاح السياسي.

بعض أولئك الكُتاب بكى على لبنه المسكوب ومارس السلبية، بقوله إن العمل بنظام الأحزاب كان ممكناً قبل عشرين أو ثلاثين سنة، و«دندنوا» على وتر القبيلة والطائفة كعقبتين تقفان أمام قيام الأحزاب، بعد أن نسوا الفئوية كالعادة، وآخرون كانت «الخصوصية» شماعتهم هذه المرة، وقالوا إنه نقل من تجارب خارج الحدود، وما يصلح هناك لا يصلح هنا، في قراءات بدا واضحاً من خلالها أن عامل السن قد أضعف ذاكرة بعضهم، أو أن البعد عن الوطن قد غيب الكثير من الحقائق لدى بعضهم الآخر.

نقول للبعض، دستورنا ليس اختراعاً كويتياً صرفاً، استوردناه وغربلناه وفق ما يتفق مع احتياجاتنا وعاداتنا وقيمنا، فبنينا بفضله دولتنا، كذلك هي الأحزاب، بالإمكان الاستفادة من تجارب من سبقونا، المهم أن تكون النوايا صادقه من الجميع، بما فيهم مؤسسة الحكم، لتحقيق قفزة نوعية في العمل السياسي لدينا، تخلق التوازن بين السلطتين وتزيل أجواء الاحتقان والتوتر المزمنة.

ولبعضهم الآخر نقول، عندما تولَّد الإرادة الصادقة، تسقط العوائق كلها، ولنا في حركة «نبيها خمس» خير دليل، يومها وعندما تفاعل أولئك الشباب والشابات مع مشروع الإصلاح الانتخابي المتعلق بالدوائر، زالت العقبات التي تحدثتم عنها جميعها، فلبس البدوي والحضري والشيعي والسني اللون البرتقالي في ساحة الإرادة، ولم تعد تفرق هذا من ذاك، وترنحت القبيلة تحت أقدام حب الكويت، وتهاوت الطائفة أمام سيل الوطنية الجارف، أتدرون لماذا؟ لأنهم شباب حي يحب الحراك، تسقط أمامه الاعتبارات كافة إذا ما تعلق الأمر بمشروع وطني إصلاحي، كالذي بادر به نائبهم الشاب علي الراشد.

عموماً، أنا على ثقة في أن شبابنا وشاباتنا لن يلتفتوا الى دعوى «الردة» على ماحققوه من مكاسب ديموقراطية قابلة للمزيد في المستقبل والتي يطلقها بعض كبار السن من كُتاب ومنظري (التيار المدني) الذين يذكرونني بخيل الحكومة عندما توشك أن تخرج من الخدمة.

back to top