زرقاء اليمامة: العيد شعيرة كل عام

نشر في 19-12-2007
آخر تحديث 19-12-2007 | 00:00
لكل قوم عيد وهذا عيدنا... الفطر والأضحى وهما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها، فالعيد هنا في الكويت إما سفرٌ أو سكنٌ في المخيمات أو المزارع أو الشاليهات، حيث الجو الربيعي الجميل، وحيث يشتاق أهل الكويت إلى سكنى الخيام وإشعال النار والشواء من الأضاحي بمجموعة أسر يجمع بينها الحب والألفة واستنشاق الهواء الطلق.
 الجوهرة القويضي الأعياد شعارات لدى كل الأمم: مسلمين، مسيحيين، يهود، وثنيين، وغير ذلك من الأمم، إن إقامة الأعياد ترتبط بغريزة وجبلّة طبع الناس عليها، فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات يحتفلون فيها ويتجمعون ويظهرون الفرح والسرور، وعندما نتحدث عن الأعياد في أميركا وأوروبا نذكر عيد الميلاد ورأس السنة وبدء موسم الزرع أو اعتدال الطقس أو قيام الدولة أو تنصيب الحاكم، ومن أعياد النصارى العيد الذي يكون في الخميس واعتقادهم أن المائدة أنزلت فيه على سيدنا عيسى عليه السلام، وعيد الشكر، وعيد العطاء، والهندوس، وللمجوس كذلك أعيادهم الخاصة بهم مثل عيد المهرجان، وعيد النيروز وغيرها.

تمر الأعياد على مدى العصور، تختلف من شعب إلى شعب، وحسب تعاطيهم مع مناسباتهم، وإن صادفكم الوقت لرؤية احتفالات الغرب بأعيادهم فقد لا ترون غير الألعاب النارية في سمائهم، ليصير الليل نهاراً وأصواتاً مدوية، هذا عدا ذلك من أنواع الكعك والحلوى المنتشرة في الأسواق ومحال الحلويات، ثم السهر في الحانات حتى الصباح.

ولكل قوم عيد وهذا عيدنا... الفطر والأضحى وهما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها، وفي عيد الأضحى أوما يسمونه العيد الكبير في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي يحتفلون به بصنع الكعك المنزلي المميز، وبذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء، والتفنن في طبخ المتبقي لأهل الدار، أما في الخليج فتسن السكاكين قبل العيد ويبحثون عن أكبر كبش حتى يصل ثوابه أكبر.

العيد هنا في الكويت إما سفرٌ أو سكنٌ في المخيمات أو المزارع أو الشاليهات، حيث الجو الربيعي الجميل لعطلة العيد، والرجوع إليها في عطلة نصف السنة، يشتاق أهل الكويت إلى سكنى الخيام وإشعال النار والشواء من الأضاحي بمجموعة أسر يجمع بينها الحب والألفة واستنشاق الهواء الطلق، الهواء الذي هو فلترة للصدر، لذلك على مد النظر إلى يمناك ويسراك ترى الخيام مجتمعة، يحتفلون بالعيد بطريقتهم إلى حدود مركز النويصيب، فهناك عيد وداخل الكويت عيد، وداخل كل بيت عربي وإسلامي عيد، فهل يمر العيد على العراق وفلسطين بطريقة طبيعية كباقي الدول العربية؟

العيد يأتي ويفرح الأطفال والأسر سواء، يلبسون الجديد ويرتادون المطاعم ودور السينما، وآخرون لا يرون إلا حدود جدران بيوتهم المتهالكة، ولله في خلقة شؤون، وربما ستكون الأعياد القادمة أجمل.

وقفة شفافة:

تمر الأعياد بفقدك متتالية، تغمرني ومضة حزن من الأعماق، أركب الفرحة وأبتسم في وجوههم، أيا رجلاً بداخلي لا تُمحى فضائله، تمنيت لو أنساك يوماً لا أذكرك، هذا العيد جاء بعد أن رحلت بميقات عرفة، سلام على روحك التي تلبسني وسلام على ذكراك التي تتمسك بي.

back to top