طلبة العلوم : الأساتذة لا يحترموننا ولا يكلفون أنفسهم عناء شرح المقررات طالبوا المسؤولين بمتابعتهم وشكوا إغلاق مكاتبهم وقت تسليم الدرجات
اهتمت كلية العلوم بتوفير كادر تدريسي كبير يستوعب عدد الطلبة، ولم تهتم أو تتابع تفاصيل تعامل الأساتذة مع الطلبة، الذين كشفوا لـ«الجريدة» تفاصيل معاملة الأساتذة لهم، وعبروا عن سياسة التفرقة الطائفية والعلاقات الاجتماعية التي يتبعها بعضهم.
تعتبر كلية العلوم من الكليات التي تستقبل عددا هائلا من الطلاب والطالبات مقارنة بالكليات الأخرى في جامعة الكويت، ويفوق عدد طلبتها ثلاثة آلاف طالب وطالبة، وحتى يغطي الكادر التدريسي عدد طلبة الكلية الكبير، استقطبت الكلية عددا من الأساتذة بحيث يستوعب تكدس قاعاتها الدراسية، وفي وقت تسعى فيه الكلية الى الحصول على الاعتراف الأكاديمي، الذي يتضمن تقييم الأساتذة والأساليب المستخدمة في شرح المقررات، «انفجر» طلبة الكلية بسبب معاملة أساتذتهم وانعدام الاحترام في ما بينهم، وتفرقة أغلبية الأساتذة في التعامل معهم، فمنهم من يتعامل على أساس مذهبي وآخر على أساس النسب والعلاقات الاجتماعية.«الجريدة» زارت كلية العلوم والتقت طلبتها في حديث صريح معهم، كشفوا فيه عن همومهم، وفي ما يلي التفاصيل:قالت الطالبة سارة علي إن معظم الاساتذة في كلية العلوم يشددون على الطلبة، وذكرت موقفا تعرضت له في الكلية حينما طلبت من أحدهم في يوم من الأيام مساعدتها في الامتحان، فرد عليها بسخرية «أظن انه يستوجب عليك إعادة هذه المادة!»، وأضافت ان أكثر معيدي كلية العلوم يستهزئون بطلبة الكلية ويحبطون من معنوياتهم، فضلا عن أن مستوى بعضهم في الشرح غير مناسب للطالب، ولا نعلم ما الحل لهذه المعضلة؟ لافتة إلى أن بعض الاساتذة يحتكرون المقررات الدراسية، الأمر الذي لا يتيح لنا المجال في اختيار الدكتور المناسب، وطالبتهم بعدم التعامل مع الطلبة على أساس الجنس.من جانبه، أوضح الطالب محمد عبد اللطيف ان «هناك تباينا بين اساتذة كلية العلوم، فمنهم من على درجة عالية من المهارة في الشرح ونقل العلوم للطالب (وهم قلة)، ومنهم من لا يقبل أن يُسأل من قبل الطالب أو يُناقش، وإن تقبّل فلا يكون ذلك بسعة صدر، ولا تجد الترحيب الذي من المفترض أن يكون بين الطالب وأستاذه»، مشيرا إلى أن أغلب الأساتذة الذين درست لديهم يجيدون الشرح والتدريس، ولكن ليسوا كما يتمنى الطالب، وأضاف بأن الاساتذة الأجانب أسهل في التعامل وانهم أكثر تواضعا من بعض الاساتذة الكويتيين. من جانبها، أكدت الطالبة سارة محمد وجود عدد من أساتذة الكلية غير «كفء» للتدريس، موضحة ان بعضهم يشرحون المادة بطريقة أكبر من مستوى فهم الطالب، ولا يراعون الطلبة من حيث الدرجات، فضلا عن الخصم غير المنطقي لدرجات الطالب، ولا يمكن للطلبة مناقشتهم في ذلك، لأنه في نهاية الفصل الدراسي يغلق معظم الاساتذة مكاتبهم ويمتنعون عن لقاء الطلبة ومناقشة درجاتهم النهائية.بدوره، قال الطالب حسين محمود إن «الدور الأساسي للاساتذة هو إلقاء المحاضرة بشكل صحيح للطلبة بحيث يستسيغون المادة العلمية بشكل جيد، ولكن للأسف في كلية العلوم تكون الاوضاع مغايرة تماما، ونادرا ما نرى دكتور يشرح بطريقة صحيحة لإيصال أبسط معلومة للطالب، ولهذه الأسباب تنعدم فرصة الطالب في إثبات قدراته»، مضيفا بأنه «على الرغم من ذلك كله، فإن الاساتذة غير متفهمين لظروف الطالب، ومعاملتهم سيئة جدا، وطرح مشكلة كهذه أمر يهم الطالب لأننا نعاني يوميا بلا مبالغة من معاملتهم خصوصا كثرة تذمرهم من الطالب الذي يسأل كثيرا»، وتمنى محمود أن ينظر الدكتور لنفسه وأن يصحح تقصيره، حتى يتيح الفرصة للطلبة بأن يتعاملوا مع الدكتور كأستاذ وليس كمتسلط على الطلبة ونحن بحاجة الى عطفه علينا ولا داعي للظلم».وخص الطالب محمود الطويل أساتذة كلية العلوم بسوء معاملتهم دون غيرهم، وبالذات حينما تذمر على طريقة معاملتهم قائلا «أساتذة العلوم مرفوع عنهم القلم»، مضيفا «بعض دكاترة العلوم يفتقرون إلى طريقة معاملة حسنة والأسلوب المهذب ولا يحترمون الطالب، واعتبر نفسه أحد الطلبة المارين بهذه التجربة، مؤكدا أن علاقة الدكتور بالطالب علاقة سيئة جدا، والدكاترة دائما يرون الطالب انه على خطأ وهم على صواب، مشيرا إلى أن أغلبية الاساتذة في الكلية يحكمون على الطالب من المظهر الخارجي وهناك صنف آخر من الاساتذة يميلون للطالبات أكثر وعلى حساب الطلاب، متمنيا أن يأخذوا معاملة الطالب بنية حسنة وتعامل ايجابي أكثر، وعلى الأقل أن يكون هناك احترام متبادل بين الطالب والدكتور.أما الطالبة فجر المعيوف، فترى أن أساتذة كلية العلوم مصنفون، منهم الجيد ومنهم السيء، ولكن للأسف الغلبة للأساتذة السيئين وهم أكثرية، فهناك نوع من الاساتذة يشتتون الطلبة بشرح أكثر من موضوع في يوم واحد، بعذر أن الفصل الدراسي قصير، ولا يكفي لشرح المناهج المفروض دراستها في فصل دراسي واحد، ويضغطون على الطالب بتحديد مواعيد متقاربة للامتحانات. وطالبت المعيوف الجهات المسؤولة بالتحرك لايقاف تمادي بعض الاساتذة في تعاملهم مع الطلبة على هذا الأساس.من جانبه، تطرق الطالب جراح جمال إلى التفرقة في معاملة الطلبة من قبل هيئة التدريس، كما أشار الى ظواهر خطيرة لا يجب أن توجد في مثل هذا الصرح الاكاديمي الراقي، منها ظاهرة «دكاترة المذهب» أو «دكاترة الأنساب»، والتي يُقيّم فيها الطالب على أساس مذهبه أو نسبه، لافتا الى ان بعض من هؤلاء الدكاترة يراعي الطالبات في الكثير من الأمور وعلى حساب الطلاب.بدورها، تطرقت الطالبة فاطمة الخباز الى ظاهرة عدم تفهم الاساتذة لمشاكل الطلبة قائلة «ان الاساتذة لا يتساهلون مع الطلبة ولا يتفهمون همومهم ومعاناتهم، ولا يحترمون تفكير الطالب، وفي المقابل تجدهم يفتقرون إلى القدرة على توصيل المعلومة إليه». وأضافت «باختصار... دكاترة «العلوم» يعتبرون أنفسهم ملوكا والطالب عبد لديهم»!أما الطالب طلال الهدهود فقد خالف زملاءه الطلبة وامتدح اساتذة كلية العلوم، وقال إنهم يقدرون الطالب بشتى أنواع ظروفه، ويتعاونون مع الطلبة ويجيبون على استفساراتهم وأسئلتهم، وهم مستعدون لتقديم الكثير لطلبة الكلية.