ندوة إزالة الدواوين... لماذا ؟ : على الحكومة إزالة مخالفات الشويخ أولاً
أجمع عدد من النواب على ضرورة أن تتجاوب الحكومة مع رغبات المواطنين، بعدم إزالة الديوانيات المخالفة، لأنها إرث تاريخي وثقافي يتميز به المجتمع الكويتي. وأشاروا إلى أن ثمة مخالفات في منطقتي الشويخ الصناعية، والشاليهات يجب على الحكومة إزالتها أولا، ثم إزالة الدواوين المخالفة.
جاء ذلك في مهرجان خطابي بعنوان «ازالة الدواوين.. لماذا ؟» في ديوانية النائب عبدالله راعي الفحماء؛ وفي ما يلي التفاصيل:قال النائب حسين مزيد ان هذه القضية اصبحت هاجسا لكل مواطن، فالدواوين هي جزء من العادات والتقاليد الكويتية الاصيلة وهي ركن اساسي من اركان المجتمع الكويتي، اذ انها منتديات فكرية وثقافية يتم فيها النقاش والحديث في ما يهم افراد المجتمع، مشيرا الى ان هناك اجماعا بنسبة 90% من الكويتيين على رفض هذا القرار.وبدوره أكد النائب محمد الخليفة ان قرار ازالة الدواوين يؤرق جميع ابناء الكويت، اذ ان هناك الكثير من ابناء الكويت متضررون من جراء هذه القرارات، لأن الدواوين تنتشر في كل مناطق الكويت، ولاسيما الخارجية منها.واضاف الخليفة أنه ومنذ القدم والدواوين توجد حتى في «بيوت الشعر» حيث ان هذه الدواوين هي جزء اساسي من الثقافة العربية، ونحن في الكويت لا يوجد بيت الا وفيه ديوانية، وهناك من يعتقد ان الديوانيات مقتصرة على التجار والاغنياء، وان هؤلاء هم من اوصل إلى الحكومة هذه المعلومة الخاطئة، فنحن ابناء البادية معروفون بكرمنا واستقبالنا لضيوفنا، لأن المجتمع الكويتي سواء البدو او الحضر فيه، وكل اطياف المجتمع قد جبل على هذه العادات والتقاليد ولا يجوز للحكومة التنازل عن هذا الموروث الثقافي وازالة الديوانيات.من جهته قال النائب سعدون حماد ان هذه القضية لن تحل ان لم يتدخل النواب لحلها، وان دورنا كأعضاء في مجلس الامة وممثلين للشعب هو اجبار الحكومة، ان كانت ستزيل التعديات على املاك الدولة، على ان تبدأ اولا بالمخالفات الجسيمة كالشويخ الصناعية والشاليهات والصليبية والعبدلي، فإذا بدأت بإزالتها اولا فنحن معها في ازالة جميع التعديات، حتى ان كانت على المواطنين، ولكن ان تبدأ بالمواطنين اولا وتترك هذه التعديات فنحن لا نقبل بذلك. واشار الى ان الحكومة «لم تكن قادرة على مداهمة الذين يمسون امن البلد كما حدث اثناء تأبين المجرم مغنية، ولكنها قادرة على ازالة دواوين المواطنين اصحاب الولاء للحكومة بعكس غيرهم».اما النائب مسلم البراك فأكد انه اذا اراد البعض اضعاف مجلس الامة فسنقول له «معصي والف معصي»، وانه بالفعل هناك معاناة حقيقة ولو ترك الامر لرغبات الناس فستمتلئ الشوارع بهم، حيث ان الذي نمر به الان هو وقت صعب.واكد البراك انه اذا تم ضرب ديوانية واحدة عند تنفيذ هذا القرار فسنكون نحن المسؤولين، ونحن بدورنا عندما نناشد لا نناشد إلا صاحب السمو امير البلاد حفظه الله، لانه الوالد الراعي، واشار الى ان نواب الامة هم الذين يمتلكون الصلاحية وفق الاسس الدستورية، حتى توقف الحكومة اعتداءاتها. وبكل ما اتيح لنا من صلاحيات دستورية لتسمعنا الحكومة ورئيس الحكومة بالفم المليان فإننا لن نتأخر لحظة عن استخدام حقنا الدستوري في المساءلة اذا جرت الامور بهذا الشكل وأزيلت الدواوين فقط وبقيت التجاوزات الاخرى الاكبر والاهم من الدواوين، فهناك 13 مزرعة في عريفجان يملكها كبار القوم من غير اي حق او قانون او شرع ويؤجرونها بالملايين لمصلحتهم، والتي من المفروض ان تذهب إلى الدولة وايضا الشويخ الصناعية التي تم تحويلها الى منطقة حرفية، واصبحت تدر الملايين على اصحابها والشواطئ التي اغلقت من كثرة الشاليهات.ومن جانبه قال النائب عبدالله راعي الفحماء ان هذه الازمة هي كسر خشم وليست مجرد تعديات على املاك الدولة، فهناك تعديات اكبر من ذلك بكثير.واكد ان هذه العملية هي عملية اذلال وتجاوز على الدستور. واضاف يجب ان نبتعد عن هذا «النفس الفئوي» إذ ان الكثيرين من الخارج يحسدوننا على هذه الدواوين التي تميزت بها الكويت، وطالب باعادة النظر في القرار وعدم الضغط على المواطن.وبدوره اقر النائب جمعان الحربش ان اعضاء مجلس الامة تأخروا في هذه القضية ونعترف بذلك، واضاف بأن اعضاء مجلس الامة وانا شخصيا قد تعرضنا لتغرير وعدم صدق في الوعود، حيث انني من فتح الديوانية التي أزيلت مؤخرا في الصليبخات، فقد توجهت الى سمو رئيس مجلس الوزراء وقال لي بصريح العبارة ان الدواوين لن تطالها الازالة، وانما ستنظم ولن تهدم الجرافات دواوين اهل الكويت، وهذا ما قلته لاهل المنطقة وعندما ازيلت الديوانية اتصلت بالفريق محمد البدر، الذي قال لي اننا اخطأنا وكلفة اعادة بناء الديوانية علينا واتحداه ان ينكر ذلك، ولكن الان يتهددنا من فرنسا بأن التركتورات ستهدم الدواوين، وتنهي المخالفات ونحن سمعنا كلمة رئيس مجلس الوزراء ونقلناها إلى المواطنين، وشرف الرجل كلمته، ونحن سنحافظ على شرف الكلمة التي نقلناها إلى الناس.