افتتاحية كم امرأة خير من ألف رجل...!

نشر في 09-01-2008 | 00:00
آخر تحديث 09-01-2008 | 00:00
حين اعتلت السيدة نورية الصبيح منصة الاستجواب في قاعة عبدالله السالم، تذكرنا أمرين، أولهما حكمة الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، حين أقر الدستور بحق «المواطن» الكويتي في الترشيح والانتخاب، أي حقه في المشاركة السياسية ولم تحدد المواطنة في الدستور بالجنس، لكن قانون الانتخاب هو الذي حصرها في الذكور، مستبعداً الاناث... وثانيهما موقف الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، قبل عقد من الزمان تقريباً، حين طلب إلى أعضاء مجلس الأمة وناشدهم تغيير قانون الانتخاب ومنح المرأة حق المشاركة، وهي أخت الرجال وأمهم...

أثبتت نورية الصبيح وهي على المنصة أن نساءنا لسن أقل من رجالنا إن لم يكنّ أفضل... وأثبتت مثلما أثبتت قبلها زميلتها الدكتورة معصومة المبارك ان الرجال وحدهم لا يبنون أمماً ودولاً، و«طالبان» التي انهارت لم تنهر بسبب القصف الاميركي وحده، لكنها انهارت لأنها بنيت على عنصر الذكورة وتحقير عنصر الأنوثة.

نورية الصبيح شيدت نصباً في مسار الديموقراطية الكويتية يذكّر الجميع بأن المرأة لا يعيبها شيء سوى نظرة بعض الرجال الدونية إليها، وأن المرأة قادرة على المواجهة ولديها من الحكمة أحياناً ما يفوق حكمة المتزمتين والمتخلفين الذين يريدون صوتها ويكرهون صورتها... نورية الصبيح جسدت نجاح المرأة في مواقع المسؤولية، وأكدت أن مشاركتها في العمل السياسي إضافة وليست إنقاصاً. نورية رفعت رأس كل الذين دافعوا عن حقوق المرأة منذ قدم التجربة حتى مبادرة الأمير الراحل، مروراً بإصرار صاحب السمو على إنجاز القانون وإقراره.

نورية الصبيح، وغيرها من النساء هن منارات تهتدي بها مسيرة الديموقراطية، وهن الوجه الآخر لها... هن اللواتي أكملن وجهي العملة... عملة الديموقراطية.

كان أداؤها أداء من تعارفنا على تسميتهم برجالات الدولة... فاستحقت أن تكون السيدة المسؤولة، مثلما أثبتت أن مسؤولية السيدة ليست أقل من مسؤولية الرجل.

وزيرة التربية والتعليم العالي التي لم تخترها صناديق الاقتراع... تلك الصناديق التي طُعّمت بمبدأ الذكورة منذ أربعين عاماً، كانت اختيارا من الحكم ومن كل الوطنيين المخلصين الذين أزعجهم عبر العقود الأربعة المنصرمة من عمر التجربة، أنها ديموقراطية ذكورية وحسب.

نورية الصبيح، أثبتت بالمنطق والحجة والشعور بالمسؤولية أننا كنا – وما زلنا – ضحايا قوى التخلف وإرهاب الرجعيات الأصولية، فكانت رمزاً للبطولة في المواجهة والتصدي ومقارعة الحجة بألف ضدها...!

بقيت نورية الصبيح أمْ لم تبقَ... هذا ليس مهماً.. الأهم أن نورية أثبتت أن المرأة في الكويت باقية ومساهمة وفعالة في بناء وطنها، شاء المتخلفون أم أبوا... نورية أثبتت أن في الوطن نساء بعضهن خير من آلاف الرجال...!

الجريدة

back to top