هيّن

نشر في 18-07-2007
آخر تحديث 18-07-2007 | 00:00
 أحمد عيسى

كيف سيقنع المسؤولون مواطناً بسيطاً بأن حياته ستتحسن، وبلاده لن تسير بعد اليوم «سماري»، بل ستتقدم إلى مراتب تنافسية عالمياً، بناءً على رؤية استراتيجية وطنية تحمل اسم خطة الحكومة «أم 165 أولوية»؟!

ناقش مجلس الوزراء الأحد الماضي برنامج الحكومة حتى 2010 بصورة أولوية، وجاء على صدر «القبس» في اليوم التالي أن الحكومة بصدد تضمين برنامجها 165 أولوية، وهو ما سبق أن مهدت له «الراي» بكونها الخطة الأولى لمجلس الوزراء منذ عام 1986، والتي تعطلت بعد حل مجلس الأمة بشكل غير دستوري في العام ذاته.

شخصياً تستوقفني تصريحات المسؤولين، خصوصاً ما يحمل منها بين طياته كلاماً رخامياً على وزن «رؤية استراتيجية وطنية طويلة المدى هدفها النهوض بالوطن إلى مراتب تنافسية على المستوى العالمي»، لذا سأضطر للوقوف تقديراً لمشروع مجلس الوزراء الجديد، فالبلد اليوم فعلا تحتاج إلى خطة، ليس لنتقدم بموجبها، بل لنوقف ما نعيشه من تدهور، وسأتجاوز هنا أن مجلس الوزراء الذي سيتبنى خطة «أم 165 أولوية»، هو ذاته الذي ألغى قبل عامين وزارة التخطيط، وهو نفسه الذي استبدلها بشركة أجنبية لتخطط لنا مستقبلنا، وذاته الذي علينا أن نثق به هذه المرة.

الحكومة شاءت أم أبتْ دفعت المواطن ليفقد ثقته بالدولة وأجهزتها، فهي لم تقدم خطة لتلتزم بها، وتعمل وفقا لمبدأ رد الفعل، وتركت المبادرة بإدارة البلد إما للقطاع الخاص أو النواب، رغم أنها تأتي مع كل تشكيل جديد بخطة تختلف عن سابقتها بالصياغة والتاريخ وتتفق معها بالمضمون والمصير.

وبالنسبة للمواطن تبقى خطة «أم 165 أولوية» مجرد ديكور برتوكولي لن يحسن أوضاع بلاده التي بلغ دخلها من النفط 8 مليارات دينار، فهو في النهاية يعيش تحت هاجس قطع مبرمج للكهرباء، وتقنين لاستخدام الماء العذب، ويمر بشوارع رئيسية غير مصانة، ويسكن في مناطق تفتقر للخدمات العامة، وتصرف حكومته على العلاج بالخارج في عام ما يفوق حاجتها لبناء مستشفى متخصص.

لن أتطرق للقانون وتطبيقه، التعليم وتطويره، الأمن الوطني بإشكالاته، المستقبل بتوجساته، بل سأسأل: كيف سيقنع المسؤولون مواطناً بسيطاً بأن حياته ستتحسن، وبلاده لن تسير بعد اليوم «سماري»، بل ستتقدم إلى مراتب تنافسية عالمياً، بناءً على رؤية استراتيجية وطنية تحمل اسم خطة الحكومة «أم 165 أولوية»؟!

أعزائي، أترك لقناعاتكم حرية الإجابة، وأكتفي بـ«هيّن»!

back to top