تفكيك مسلم البراك!

نشر في 07-12-2007
آخر تحديث 07-12-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

ما زلت في حيرة من أمري، ولا أستطيع أن أهضم كيف يمكن للسياسي أن يرى الفساد في وزارة المالية تحديداً، ولا يراه في أماكن أخرى واضحة جلية؟!، وأعود لأتساءل بخبث: ماذا يمكن أن يكون موقف النائب مسلم البراك لو أن وزير المالية هو عبدالله المحيلبي أو محمد العليم مثلا؟!

دعونا نسبح في بحر الخيال لنتساءل لو أن أحد وزراء المالية كان من سكان أو أهالي منطقة جليب الشيوخ الكرام، فماذا يمكن أن يكون موقف النائب المحترم مسلم البراك من وزارة المالية وفسادها المزعوم؟

هذا السؤال أجابت عنه الأيام والتجارب، ولا يحتاج المرء إلى طويل عناء وكثير تفكير وكبير جهد للإجابة عنه... فاستجواب وزير الدولة السابق محمد ضيف الله شرار لا يزال عالقاً في الأذهان... فمنذ ذلك الاستجواب انكسرت واهتزت لدى الكثيرين صورة ذلك النائب الشجاع... صحيح أن السياسة لا أمان لها ولها تقلباتها وهناك مساحة كبيرة للتلون والتغير، إلا أنه في المقابل يجب أن يكون هناك حد أدنى من المبادئ التي لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف، وإلا أصبح السياسي مخادعاً وكاذباً.

فما زلت في حيرة من أمري، ولا أستطيع أن أهضم كيف يمكن للسياسي أن يرى الفساد في وزارة المالية تحديداً، ولا يراه في أماكن أخرى واضحة جلية، والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها... نعم نتفق أن الأخ مسلم البراك جريء ومتحدث، ولديه حنجرة وكاريزما تجعل بعض الوزراء يهاب الدخول في مواجهته، إلا أن تلك الأدوات لا تكفي وحدها للقيام بدور البطولة، بل المبادئ... «يا بوحمود».

فالأخ مسلم البراك يصر دائماً على أن يرى الصورة أو الشاشة من جانب واحد فقط، ولا يرغب في مشاهدتها من جميع جوانبها... لذلك فإن كاريزما وجرأة مسلم البراك جعلتا البعض يعتقد أن النائب المحترم هو وحده ولا أحد سواه المدافع عن المال العام وحامي حماه... ومن هؤلاء البعض الزميل محمد الوشيحي الذي يرى أن الأخ مسلم هو الوحيد الأوحد الذي لاحق سرّاق المال العام، وجعلهم يفكرون ألف مرة، ويعدّون للمليون قبل تنفيذ سرقتهم- على حد زعمه- أي أن زميلنا محمد اختزل معركة محاربة سرّاق المال العام في شخصية مسلم البراك فقط، ونسى، أو تناسى للأسف، كل أولئك الرجال الذين نذروا أنفسهم، وكانوا على استعداد لتقديم حياتهم في سبيل استرجاع ومحاكمة مَن سرق مال الشعب، ويبدو لي أن الأخ محمد لم تمر عليه أسماء مثل حمد الجوعان وعبدالله النيباري ومحمد الصقر وغيرهم الكثير...

لذلك اتساءل: يا ترى ماذا قدّم مسلم البراك بجانب ما قدمه حمد الجوعان (شفاه الله)؟! وأتعجب ماذا قدم مسلم البراك بجانب ما قدمه عبدالله النيباري، فنظرة واحدة إلى يده تعطيك الإجابة الشافية الوافية؟!

أعود لأتساءل وبخبث: ماذا يمكن أن يكون موقف الأخ مسلم لو أن وزير المالية هو عبدالله المحيلبي أو محمد العليم مثلا؟! أترك الإجابة عن هذا السؤال لفطنة وذكاء القارئ الكريم.

******

أمتعنا الزميل الدكتور غانم النجار بعدة مقالات رائعة عن حركة جهيمان العتيبي التي وقعت عندما كان عمري آنذاك عشر سنوات، ولا أذكر ما تفاصيلها الدقيقة على وجه التحديد، فما أرجوه وأتمناه من الزميل الدكتور أن يمتعنا بالكثير من التفاصيل الدقيقة عن تلك الحركة، وهل يوجد أحد أو جهة من الكويت كان متعاطفاً مع جهيمان، ووجهت إليه أصابع الاتهام أو كانت تدور حوله الشبهات؟!

back to top