بوش يبحث في الرياض الملفات الاستراتيجية... وصفقة الأسلحة الرئيس الأميركي اطلع على النهضة العمرانية في إمارة دبي
إلى المحطة الأصعب من جولته الشرق أوسطية، وصل الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إلى الرياض ليفرد فيها جميع الملفات السياسية في الشرق الأوسط، إضافة إلى العلاقات الثنائية، إذ تنظر واشنطن إلى الرياض بوصفها حجر الزاوية في جميع أنواع الحراك السياسي في المنطقة.
في المحطة السادسة من جولته الشرق أوسطية، وصل الرئيس الأميركي جورج بوش إلى السعودية امس، في أول زيارة يقوم بها للمملكة على أمل إقناع الرياض بالمساعدة على احتواء إيران.ووصل بوش، الذي يقترب من المحطة الأخيرة في أكبر جولة له في الشرق الأوسط، من دبي إلى السعودية، التي تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، لاجراء محادثات مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وعانق الملك عبدالله بوش لدى نزوله من طائرة الرئاسة الأميركية، وسارا معا على بساط أحمر وسط حرس الشرف، بينما كانت الفرقة الموسيقية تعزف، لكنه بسبب رداءة الطقس قررت السلطات السعودية ربما اختصار بعض مراسم الاستقبال.وفي خطوة متزامنة مع زيارة بوش، وفي مسعى هدف في ما يبدو الى إرضاء مضيفيه، اطلعت الإدارة الأميركية رسميا الكونغرس أمس، بشأن جزء من صفقة بيع أسلحة للسعودية بقيمة مليارات الدولارات، من أجل مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.وتعتبر السعودية ركنا أساسيا في أي مصالحة أوسع بين العرب وإسرائيل، بينما يضغط بوش على الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق سلام قبل أن يترك البيت الأبيض في يناير المقبل، غير أن شكوكا كبيرة ثارت بشأن هذا المسعى. وبدا أن إيران تلوح بقوة أيضا في محادثات بوش مع الملك عبدالله الموسعة، التي انعقدت في وقت متأخر أمس بعد مأدبة عشاء أقامها الملك السعودي لبوش.وفي الوقت الذي تريد دول الخليج العربية، مثل واشنطن، الحد من نفوذ إيران في المنطقة، لكنها تريد أيضا تفادي اندلاع حرب أخرى على أعتابهم.وقال مستشار بوش للأمن القومي ستيفن هادلي في تصريحات للصحافيين، ردا على سؤال بشأن كيف كان رد فعل قادة دولة الامارات على مطالب بوش بشأن إيران، «اتفق الجميع على أنها مشكلة صعبة تنبغي معالجتها، وفي هذه المرحلة (ينبغي أن) تتابع عبر السبل الدبلوماسية».ويقول محللون إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الحلفاء العرب للولايات المتحدة غير مستعدين لنبذ إيران، وضربوا مثالا لذلك بدعوة السعودية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى الحج، وكان أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يتلقى دعوة رسمية للحج.وحذر بوش طوال جولته في الشرق الأوسط من إيران معتبراً في أبوظبي، بأنها تمثل «أكبر تهديد لأمن العالم، وهي أكبر دولة راعية للإرهاب». بوش تجول في دبيوقبيل وصوله الى الرياض أمس، كان الرئيس الأميركي قد قام بزيارة لإمارة المال والأعمال دبي، حيث اطلع على النهضة العمرانية التي تشهدها، وزار بعض مناطقها السياحية. كما حضر، برفقة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عرضا للرقص التقليدي الخليجي أدته مجموعة من الفتيات الصغيرات وسط شلل تام في الإمارة، التي تعج عادة بالحياة على مدار الساعة، بسبب الترتيبات الأمنية. كما حضرت العرض ايضا وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس.وكانت إمارة دبي أعلنت يوم أمس عطلة رسمية، بسبب اغلاق الطرق لتأمين زيارة بوش.وقد فرضت إجراءات أمنية مشددة خلال الساعات التي قضاها الرئيس الأميركي، وأغلقت شوارع رئيسية تشكل أهم المحاور المرورية في الإمارة.ولأول مرة تتوقف حركة البناء والعمران في شارع الشيخ زايد الرئيسي في دبي، بسبب إغلاق الطريق، وهو مشهد لم يعتده السكان، فالعمل في إنشاء الأبراج لا يتوقف حتى في أيام العطلات الأسبوعية والرسمية.(الرياض، دبي - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)