رابطة الأدباء في الكويت

نشر في 14-08-2007
آخر تحديث 14-08-2007 | 00:00
No Image Caption
 طالب الرفاعي دخلتُ رابطة الأدباء في الكويت أول ما دخلت في منتصف السبعينات، وكان اليوم غير اليوم واللحظة غير اللحظة. في منتصف السبعينات قاد خطوي الروائي والأديب إسماعيل فهد إسماعيل، وتبنى نشر قصصي القصيرة الأستاذ وليد أبو بكر على صفحات جريدة «الوطن»، يوم كان الأستاذ محمد مساعد الصالح رئيساً لتحريرها والمرحوم جاسم المطوع مديراً للتحرير.

دخولي إلى رابطة الأدباء وقتذاك أتاح لي فرصة التعرف إلى الوجه الأهم للثقافة في الكويت ووصلني بكوكبة من الأصدقاء الذين تعمقت وتوطدت علاقتي بهم على مرّ السنين والعقود اللاحقة. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الرابطة كرمز للثقافة والإبداع حاضرة في عالمي ولم تزل.

من يزر مبنى رابطة الأدباء في هذه الأيام يرَ أنه اكتسى رونقاً جديداً طال الأرضيات والحوائط والأسقف كما مسّ الأثاث والنوافذ والستائر. ولقد كان وراء ذلك جهود مخلصة للجنة الإعلامية، ولمجموعة من الشبان المتحمسين والمبدعين أمثال: فهد الهندال وميس العثمان وإستبرق أحمد وهبة بوخمسين وهديل الحساوي ويوسف خليفة ويحيى طالب وإقبال الصالح ومنال المكيمي وآخرين.

إن تجديد مبنى الرابطة وبقدر ما يبعث البهجة في النفس، يدل بالقدر ذاته على أن روحاً جديدة حلَّت بين جنبات رابطة الأدباء، روحاً يقودها مجموعة من الشبان المبدعين الذين يعملون بتطوع وحماسة وصمت، ولا يدفع بهم شيء إلا حبهم لبلدهم وإيمانهم بقدسية الفعل الإبداعي الثقافي وشعورهم بأن الثقافة إنما تمثل الوجه الأكثر إشراقاً في أي مجتمع من المجتمعات. وأخيراً قناعتهم بأنهم يحرثون في أرض باقية، وأنهم يقدمون على عملهم الخيّر وصلاً بمن سبقهم واتصالاً بمن حولهم وتطلعاً إلى من سيأتي بعدهم.

إن واحدة من المزايا الرائعة التي تتجسد على الساحة الثقافية الكويتية وتحسب لها، تتمثل في اتصال مختلف الأجيال الإبداعية ووصلها بعضها ببعض، فالشاعران علي السبتي وخليفة الوقيان، والروائي إسماعيل فهد إسماعيل، والناقد والقاص سليمان الشطي، والروائية والقاصة ليلى العثمان، والناقد مرسل العجمي، هؤلاء بتواصلهم بعضهم مع بعض هم على اتصال دائم بتجربة أجيال سبقتهم، وهم ومن تلاهم على اتصال ووصل بتجارب الأجيال الشابة.

إن تواصل مختلف الأجيال الإبداعية وانكشاف تجاربها بعضها لبعض يعطي الحركة الثقافية في الكويت واحدة من أهم خصائصها، بما يتيح للناقد والدارس أن يرى تطور أي جنس أدبي من خلال رموزه، مثلما يظهر الروح الإنسانية المبدعة والطيبة التي تحكم العلاقة بين الأقدم والأحدث.

إن أسماء شبابية مبدعة أمثال الشاعر صلاح دبشة، والشاعر محمد هشام المغربي، والروائية بثينة العيسى، والقاصة والروائية ميس العثمان، والقاصة إستبرق أحمد، إنما يمثلون الرهان الأهم للإبداع في الكويت، ووحدهم يحملون على أكتافهم سمعة الكويت الأدبية الآتية.

back to top