الحل والحال: عقلاء بلدي ومجانين العالم الجيب أو الغيب

نشر في 21-01-2008
آخر تحديث 21-01-2008 | 00:00
 نادية علي الشراح

ما في الجيب قليل من الاحتياطيات النفطية، وما في الغيب أفكار مجنونة قد تحول النفط إلى سلعة رخيصة، أو أن يحدث له ما حدث تماماً للفحم بعد الانتقال من عصره إلى عصر النفط، والظن أن زمن العقلاء في بلدي لم يعد له حاجة.

لو أن العالم غراهام بل لم يخترع التلفون، حين تبنى فكرة مجنونة حول إمكانية انتقال الكلام عبر الأسلاك، لما كانت صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية أكبر صناعات عالمنا المعاصر، ولعلي سوف أتردد كثيراً في نعت ابني بالجنون، لو جاءني بخبر حول احتمال انتقال الإنسان بسرعة انتقال الحروف بجهاز الفاكس بين مكان وآخر.

لقد غيرت الأفكار المجنونة وجه العالم، وأصبحت شركات مثل «غوغل» الجديدة، تمثل أعلى قيمة سوقية بوجود شركات عريقة مثل «جنرال موتورز»، و«غوغل» من بنات أفكار شباب اليوم، واليوم يتكلم العالم عن تغيرات المناخ، وناقش السبع العظام ومؤتمر اندونيسيا الأخير أثر مخلفات الطاقة الكربونية على التغيرات المناخية، ومع توجه أسعار النفط إلى سقف المئة دولار أميركي، أصبح البحث عن طاقة جديدة ونظيفة ورخيصة من أولويات عالمنا المعاصر، ولن أتعجب إن توصل أحدهم بفكرة مجنونة إلى إمكان تحويل جزيئات المياه أو الهواء إلى ذلك النوع المرغوب من الطاقة.

وفي بلدي الذي يمثل النفط فيه أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي، وتعتمد الميزانية العامة التي توظف %80 من الكويتيين، في أكثر من %90 من إيراداته على النفط، كل العقلاء في سلطة اتخاذ القرار يؤمنون حرفيا بمقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».

ما في الجيب قليل من الاحتياطيات النفطية، وما في الغيب أفكار مجنونة قد تحول النفط إلى سلعة رخيصة، أو أن يحدث له ما حدث تماماً للفحم بعد الانتقال من عصره إلى عصر النفط، والظن أن زمن العقلاء في بلدي لم يعد له حاجة، ولعل حاجتنا باتت إلى بعض المجانين الذين يراهنون على أخذ ما في الجيب إلى أقرب محل صرافة لتحويله إلى عملة لا يهدد قوتها بعض مجانين العالم الخارجي.

الرقيب

رقيب الأفلام السينمائية في بلدي، لا يحتمل المشاهد التي تجسد الأدوار الحقيقية التي مارستها الجماعات الدينية في الأحداث الدموية والإرهابية عالمياً، على الرغم من أن التاريخ شاهد عليها، فيلغيها، ويتجلى ذلك بوضوح عند مشاهدة فيلمين يعرضان حالياً بدور السينما وهما: Rendition وChalice Wilson War.

back to top