معهد الأبحاث: نشر وسائل النقل الجماعي يحد من المشكلة المرورية
يهتم معهد الأبحاث العلمية بمراقبة ورصد التلوث الإشعاعي، لما لذلك من بعد إقليمي قد ينعكس بشكل أو بآخر على بيئة دولة الكويت، وفي هذا الصدد ينفذ المعهد عدداً من المشاريع.
أكد مدير دائرة العلوم البيئية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.عبد النبي الغضبان أن عوادم السيارات تعد من أهم مصادر التلوث في الكويت، ودعا إلى توفير وقود للسيارات خالٍ من الرصاص وتطوير ودعم محطات الفحص الفني التابعة لإدارة المرور والحد من المركبات التي تنبعث منها عوادم بكميات ونوعيات أعلى من المستوى المسموح به.وقال إن نشر وسائل النقل الجماعي وتشجيع المواطنين على استخدامها قد يساعد كذلك في الحد من المشكلة.وقال الغضبان في حديث لـ«الجريدة» إن دولة الكويت تتميز بكثافة وارتفاع معدلات استخدام المركبات التي تعمل بالبنزين فيها، موضحا أن احتراق الوقود يمثل خطورة بالغة على البيئة وعلى صحة الإنسان.وأوضح أن قضية تلوث الهواء الجوي في دولة الكويت تعتبر من أخطر المشاكل البيئية التي تعاني منها الدولة، وأن هناك عدة مصادر رئيسة تكمن وراء نسبة التلوث الهوائي في الكويت، من بينها المصانع ومصافي النفط ومعامل تكرير النفط ومصانع المنتجات الخشبية والدهانات والأصباغ ومحطات غسل وتشحيم السيارات ومصانع المواد الغذائية والمركبات ووسائل النقل حيث تعتبر عوادم السيارات من آكبر ملوثات البيئة في الكويت، وغيرها.رؤية المعهد وأشار د. عبد النبي الغضبان إلى أن رؤية المعهد للحد من مصادر ومستويات تلوث الهواء الجوي تركزت في الآتي: إعداد خريطة بيئية لنوعية الهواء في الكويت توضح مصادر التلوث الجوي وكميات الملوثات المنبثقة عنها ودرجة تركيزها، مقارنة بالحدود القصوى المسموح بها عالمياً، كما توضح هذه الخريطة مدى كفاءة أنظمة التحكم المعمول بها، وأثرها على مستوى تركيز الملوثات المنبعثة، مما يساعد المسؤولين ومتّخذي القرار في التقييم الموضوعي لها، واتخاذ القرارات المناسبة بشأن تطويرها، ودعم وتعزيز شبكة رصد ومراقبة نوعية الهواء من خلال نشر عدد مناسب من محطات رصد وقياس الملوثات، وذلك على أحدث المعايير العلمية، والاستفادة من النتائج وتوظيف البيانات التي سيتيحها تنفيذ المقترحات السابقة في عمل سجل قومي لحالة ونوعية الهواء.وأوضح الغضبان أن انتشار الملوثات الجوية المتنوعة بنسب ومستويات تركيز مختلفة، أثرت على نوعية الهواء الخارجي في معظم المناطق بدولة الكويت مع زيادة تركيز بعض ملوثات الهواء عن المعايير القياسية المُسترشد بها لتقييم جودة الهواء، مثل الأتربة المتساقطة والجسيمات العالقة والغازات والأبخرة الهيدروكربونية والمركبات العضوية المتطايرة وغاز الأمونيا وأتربة الرصاص.وقال إن بعض ملوثات الهواء تجاوز المعايير القياسية لفترات زمنية قصيرة، مثل غازات ثاني أكسيد الكبريت (من محطات توليد الطاقة والمياه والصناعات النفطية)، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين، وغاز أول أكسيد الكربون (من حركة المرور الكثيفة).دراسات ومشاريع بحثيةوأضاف أن المعهد قام بالعديد من الدراسات والمشاريع البحثية التي تهدف إلى مراقبة وتقييم التلوث الجوي في مناطق المصانع وبالقرب من المستشفيات وفي حقول النفط وغيرها، ومن هذه الدراسات مشروع تقييم تأثير ملوثات الهواء المنبعثة من محارق المستشفيات والبيئة المحيطة بها، والمشاركة في إعداد دراسة حول التخلص من نفايات المستشفيات ومراقبة التلوث بالدايوكسين في البيئة المحيطة بالمستشفيات، وتقييم تأثير ملوثات الهواء المنبعثة من مصنع البتروكيماويات على المناطق المجاورة، وتقييم شامل لتأثير المواد العضوية المتطايرة على نوعية الهواء الجوي في الكويت، وإعداد قواعد بيانات حول المواد الكيميائية وعوالق الهواء المنبعثة من مناطق العمليات التابعة لشركة نفط الكويت.وقال الغضبان إن معهد الأبحاث العلمية يهتم اهتماما كبيرا بمراقبة ورصد التلوث الإشعاعي، لما لذلك من بعد إقليمي قد ينعكس بشكل أو بآخر على بيئة دولة الكويت، وفي هذا الصدد ينفذ المعهد عدداً من المشاريع مثل إنشاء البنية التحتية لمحطة النويدات المشعة في دولة الكويت مع الدعم الفني لتشغيل أجهزة المحطة، وإنشاء مختبر القياس الإشعاعي بالتعاون مع الوكالة الدولة للطاقة الذرية.