تعنيف الأبناء في الأماكن العامة... أضرار وآثار سيِّئة
يلجأ بعض الآباء إلى تعنيف أبنائهم المشاغبين في الأماكن العامة على مرأى من المارة ومسمعهم فيشعرون بالاستياء والأسى لهذا الطفل المسكين ولكرامته التي أهدرت أمام الجميع. هنا تبرز مجموعة من الأسئلة: هل تعنيف الأبناء أمام المارة يحدّ من سلوكهم غير السوي أم يؤثر سلباً على شخصيتهم مستقبلاً؟ هل الأماكن العامة هي المكان المناسب لمعاقبة الأبناء؟ وما شعورك إثر رؤية أب يوسع ابنه ضرباً لسلوك غير سويّ اقترفه ؟
يقول فادي حمدان (29 عاماً): «ألوم الأباء الذين يعنفون أبناءهم في الأماكن العامة على مرأى المارة ومسمعهم. لا استطيع السيطرة على أعصابي في حال رأيت أباً يشتم ابنه أو يضربه إذ يظلم الطفل الذي لا ذنب له في سوء تربية ذويه له, فالتربية السليمة المبنية على أسس صحيحة كفيلة بتقويم سلوك الطفل وجعله مهذباً ومطيعاً. قد يؤثر تعنيف الآباء لأبنائهم أمام المارة على شخصيتهم وسلوكهم مستقبلاً وقد تصبح شخصيتهم هشة ومهزوزة يملأها الخوف من التعنيف. قد يلجأ الطفل بسببه إلى الكذب خوفاً من التعنيف والضرب. يستطيع الآباء تفادي هذه المشاكل بتربية الأبناء تربية سليمة صالحة في المنزل للحدّ من سلوكهم غير السويّ خارجه». توضح سهيلة العبد الجادر (30 عاماً): «تعنيف الأبناء أمام المارة غير مستحب وله أضرار كثيرة أهمها الضرر النفسي الواقع على الطفل المعنف. يمكن العنف أن يؤدي في الأماكن العامة إلى عقدة نفسية تجعل الطفل يكره الأماكن التي عنف فيها، إلى إحساسه بالكراهية حيال والديه وسلوكيات أخرى عديدة منها الشعور بالانتقام الذي قد يسيطر عليه لاستعادة كرامته التي أهدرت أمام المارة. لذا على الآباء تربية أبنائهم تربية سليمة وعدم اللجوء إلى التعنيف والضرب كي لا يؤثر ذلك على شخصيتهم مستقبلاً». مسؤولية الأميقول غريب الرفاعي (22 عاماً): «ثمة طريقة معينة لتربية الطفل بعيدة عن أسلوب الضرب والتعنيف. لا ذنب للطفل إن لم يحسن والداه تربيته. من الظلم أن يعنف بسبب سلوك خاطئ لم يربّ على عدم القيام به. أحمّل الأم سلوك ابنها غير السوي, لأنها لصيقة به منذ الصغر ويمكنها غرس القيم والأخلاق في نفسه وفي تصرفاته بسهولة. من الضروري أن يوجه الأهل الطاقات المفرطة لأبنائهم نحو رياضة أو هواية تعود عليهم بالمنفعة». يقول صلاح السيد (24 عاماً): «يضعف التعنيف من شخصية الطفل ويجعله عرضة لسلوكيات كثيرة لا تحمد عقباها لذا على الآباء أن يحرصوا على تربية أبنائهم بأسلوب متحضر ومعاقبتهم في حال أخطأوا وألا يلجأوا البتة إلى العنف الجسدي أو النفسي. قواعد السلوك المهذبيقول الدكتور منير عامر في كتاب دكتور سبوك: «يقع الظلم على الأبناء حين ينسى الآباء زرع بذور الأخلاق القويمة فيهم. لا بدّ للآباء من أن يغرسوا في الأبناء الإحساس باحترام الآخرين. لا خطأ في أن يتعلم الطفل كيف يكون مؤدّباً. للإبن أن يتعلّم قواعد السلوك وسط إحساسه بالصداقة مع الأسرة حينئذٍ يتحول التأديب من واجب يجبر الطفل عليه إلى إحساس داخلي يشعره بأنه، كي يكون صديقاً، عليه أن يكون مؤدباً فإرغام الطفل على تعلم آداب الحديث والجلوس الى المائدة في عمر باكر وأدب التصرف في الحفلات وهو في سنّ صغيرة يجعله في حالة يكره معها السلوك الذي يجبر عليه ويتصرف أحياناً على عكس ما يريد الأهل. يكاد يفقد الآباء أعصابهم غيظاً حين يجدون أطفالهم يملأون المكان شقاوة وعبثاً. يخرج الأمر على قواعد السلوك, لذا عليهم تعليم أبنائهم آداب السلوك وحسن التصرف. حين يتعلم الأطفال قواعد التصرف السليم يستطيعون، حين يكبرون، تقدير مشاعر الآخرين والمحافظة على كرامة الناس والنجاح في كسب الأصدقاء وجعل الحياة مليئة بالبهجة حولهم. يراهم الناس فيشعرون بالسعادة. الجدير ذكره أن أساليب التربية كافة ركزت على ضرورة التوجيه الحازم لمنع الطفل من أن يكون مؤذياً لنفسه أو للآخرين. إتفقت مدارس التربية على ضرورة عدم القسوة على الطفل وأجمعت على ضرورة عدم الإفراط في التدليل فالأطفال بطبيعة الحال يتقبلون «التوجيه الحازم النابع من الحب العميق» ويفرحون لأن الوالد وضع حداً لوقاحتهم. ينبغي معرفة أن الطفل الوقح غير سعيد وقلق إذ ينتظر في أعماقه من يوقفه عند حده بالتوجيه السليم. ثمة مجموعة من السلوكيات يحسن اتباعها مع الأبناء، منها: - اللعب معهم ومشاركتهم أنشطتهم.ـ- التحدث معهم بأسلوب ناضج ومتحضّر والابتعاد عن أسلوب التعنيف بالكلام الجارح كي لا نثير غضبهم. - الإصغاء إليهم والاهتمام بمشاكلهم . - إعطاؤهم الحرية في المنزل وعدم كبت طاقة اللعب فيهم ما لذلك من رد فعل عكسي قد يؤثر على سلوكهم وتصرفاتهم مستقبلياً.