سكر بنات... فرشاة نادين لبكي ولوحتها البديعة الممتعة!

نشر في 03-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 03-03-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين لا تقدم نادين لبكي في فيلمها «سكر بنات» بناءً درامياً تقليدياً، بل لوحة عريضة بضربات فرشاة فنانة مبدعة، وخطوطاً لشخصيات نسائية ذات هموم مشتركة وأخرى متباينة وملامحها الداخلية وخلجاتها بدقة مدهشة.

تؤدي نادين بنفسها دور إحداهن، ليال، التي يجمعها ورفيقاتها العمل في صالون تجميل في بيروت، ويتشاركن مشاعر الحيرة البالغة والاضطراب، مع ذلك يتعايشن ويتقبلن الحياة بروح جميلة لا تخلو أحياناً من المرح والسخرية، يتكيفن مع ظروفهن لكنهن لا يتوقفن عن المحاولة لتحسين شروط هذا الواقع وملامحه ولو بخطوة إلى الأمام.

تعتصر ليال الحيرة بين حب قوي وبين ظرف الحبيب المعقد المتزوج من غيرها فتحاول العيش معه حياة سوية، وهي تملك قسمات شخصية قيادية معينة بالنسبة الى زميلاتها...

تُقبل إحدى الرفيقات على الزواج فيساعدنها في التحضير لمرحلة جديدة في حياتها، لكن علاقة قديمة تربكها وتعكر صفوها، بينما ثالثة تشعر بالتعاسة والعنوسة أكثر فأكثر وتختار أن تهرب إلى العمل كعارضة إعلانات، ثم رابعة تعاني من اضطراب في هويتها الجنسية، إلى جانب نماذج أخرى، يوليها السرد السينمائي عنايته.

يندرج «سكر بنات» ضمن «سينما المرأة» ليس لأن المخرج امرأة، وهي أيضاً كاتبة السيناريو مع رودني حداد وجهاد حجيلي وليس بسبب موضوع الفيلم، إنما لدقة المعالجة وتحليل الشخصيات النسائية، بعمق ورهافة بالغة وصدق مؤثر.

بدت نادين لبكي موهوبة وبارعة منذ أن بدأت تقديم أغنيات مصورة قبل أعوام، كان واضحاً تميزها عن السائد وما يقدم تحت مسمى الفيديو كليب، كذلك كان جلياً مدى استعداد هذه المخرجة لإنجاز أعمال فنية درامية أكبر وها هي تحقق إنجازاً درامياً وجمالياً، كاملاً وبارعاً، في «سكر بنات».

اتسم أداء نادين لبكي في دور ليال وكذلك زميلاتها وطاقم الفيلم بالدقة وكان المدى الملحوظ من التلقائية الجميلة المحببة واضحاً عبر المشاهد، بالإضافة إلى السلاسة إلى حد بلوغ أسلوب السهل الممتنع الذي نجح فيه الممثلون ما أضفى على الفيلم «المذاق الواحد»، و«الروح الواحدة»!

على الرغم من ظرف لبنان الراهن الصعب إلا أنه لا يتوقف عن تقديم المواهب في الميادين كلها، وها هي نادين وإنجازها السينمائي «سكر بنات» الذي يمثل إسهاماً مرموقاً في بناء صرح للسينما الروائية اللبنانية، يضاف إلى ما سبق ويساعد كخطوة إن لم نقل طفرة نحو صناعة سينمائية حقيقية.

بعد «بوسطة» الفيلم اللبناني الأول الذي احتل صالات القاهرة يعرض حالياً فيلم «سكر بنات» الذي لفت الأنظار بقوة ولقي اهتماماً واحتفاءً منذ شاهده جمهور مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الأخير.

back to top