مرافعة ديوانية المارينا... والمحامي الدعيجي

نشر في 25-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 25-11-2007 | 00:00
No Image Caption
في إحدى الرسائل الواردة من أحد المستمعين لإذاعة المارينا إف. إم، وعبر برنامج الديوانية، قرأ المذيع طلال الياقوت ما ورد في تلك الرسالة، بما يعد تقديرا لمكانة الأب، فبدأ يقول أن تفكير الابن بوالده وهو في عمر الـ 4 سنوات بأن والده هو أفضل إنسان، وبعد بلوغه سن السادسة يجد في والده بأنه هو قدوته، ثم يستعرض المراحل العمرية التي عاشها هذا الابن وكيف يرى والده فيها من معارضته لرأيه ومن تفكيره الرجعي، ومع تقدم عمر ذلك الابن يتساءل عن كيفية تحمل والده لمسؤولية تربيته هو وإخوته، إلى أن يصل ذلك الابن إلى عمر الـ60، ليؤكد أن والده هو أفضل إنسان.

بعد أيام من سماعي تلك الرسالة التي حظيت بكثير من التفكير لمعاني ما ورد بها، قمت بالاتصال بأحد الأصدقاء الذين فقدت الاتصال بهم، وتربطني به علاقة طيبة، وهو المحامي خالد الدعيجي، بعدما سمعت أنه ترك مهنة المحاماة وقدم استقالته، لكن محاولتي بالوصول إليه باءت بالفشل كالسابق، لكن وبعد مرور ساعات فوجئت باتصال المحامي الدعيجي بي، فسألته عن صحة أخبار تركه مهنة المحاماة فأبلغني بصحتها، ثم سألته عن سببها فأبلغني أن الأمر طارئ جدا، وطلبت منه ذكر السبب، فقال لي: أنت لست بغريب فوضع والدي الصحي ليس بجيد وهو بحاجة إلى رعاية طبية كبيرة واهتمام مني وأنا أكبر أبنائه، ويتعين أن أكون معه في عارضه الصحي، كما أن أحد أبنائي يحتاج إلى بعض الفحوصات الطبية، وهنا سألت المحامي زميلي عن إمكان الجمع بين الأمرين، فقال: حاولت لكن «أولى ما علي هو أولا رعاية والدي الذي يوجد في المملكة العربية السعودية، ثم أبنائي الموجودين في الكويت، ولا يمكنني إهمال والدي فالعمل ليس مهما ووالدي متعب وهو بحاجة إلي، فما قيمة الحياة ووالدك بحاجة إليك!

تأثرت كثيرا بما قاله المحامي الدعيجي لي، وأدركت أنه لايزال هناك أناس يعشقون والديهم، لدرجة أنهم يضحون بمستقبلهم الوظيفي وحياتهم من أجل والديهم الذين أفنوا حياتهم لخدمتهم، وعملوا على رفعة شأنهم، وبعد مكالمة الدعيجي تذكرت الرسالة التي قرأها المذيع الياقوت عن دور الوالدين، الذين يتعين ممن أساء إليهم وتركهم في دار المسنين ومن أهملهم طوال السنين، أن يراجع نفسه، فطاعة الوالدين من طاعة رب العباد، وهو ما يتطلب من المشرع الكويتي المسارعة إلى إصدار عقوبة على من يسيء لوالديه، لأنه يتعين أن يكون للوالدين قدر واحترام يجب تشريعهما.

ليسمح لي أخي الكبير خالد الدعيجي أنني ذكرت هذه الواقعة المؤثرة، التي قصدت منها النظر إلى مدى التضحية التي قدمها هذا المحامي لوالده، الذي أدعو من الله أن يمنّ عليه بالشفاء، وأن يعود هذا المحامي إلى عمله مرة أخرى، فنحن بانتظاره.

back to top