لقاء ضمَّ الرئيس الأميركي ووكيلات التغيير الاجتماعي المشاركات: ذكي يتمتع بذاكرة رائعة وجاذبية وروح دعابة... ومنتهى البساطة
«إن القوة التي تتمتعن بها والطاقة الكامنة بداخل كل واحدة منكن هي السر وراء نجاحكن وطموحكن الذي لا يجب أن يتوقف».العبارة السابقة جزء من كلمات مفعمة بالتشجيع والتفاؤل، جاءت على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش الابن قبل أن يودع مجموعة من سيدات المجتمع الكويتي في مقر السفارة الأميركية، ليكمل جولته الخليجية التي استهلها على أرض الكويت يوم أمس الأول.
ربما ظلت هذه الجملة أو جزء منها محفورة في ذاكرة الرئيس، ساعده في ذلك أنه أحيط طوال سنوات عمره بثلاث نساء شكّلن مثلث القوة والطموح المتواصل، فكانت جدته «دوروثي بوش» أقوى نساء العائلة، بينما تلقب والدته «باربرة بوش» بـ«المرأة ذات الشخصية القوية»، في حين توصف سيدة البيت الأبيض زوجته «لورا بوش» التي سبقت زوجها بزيارة للبلاد في اكتوبر الماضي، بـ «الهادئة والطموحة»، فأصبح محاطا بشخصيات تتمتع بتأثير غير عادي، وتحول هو إلى شخص يهتم بالمرأة وينسج خطوطا واضحة من الاحترام والثقة بينه وبينهن. حرص العاملون بمكتب الرئيس، قبيل مغادرته واشنطن قادما إلى المنطقة، على أن يطلبوا من طاقم السفارة الأميركية في الكويت ترتيب لقاء للرئيس مع فعاليات نسائية كويتية بناء على طلب مسبق منه، فكان له ما أراد، وأمضى ساعة من الزمن مع 10 سيدات ومناقشة جملة قضايا سياسية واجتماعية، بروح الدعابة المعتادة منه، بدأ اللقاء الذي ضم الدكتورة ندى المطوع، والدكتورة موضي الحمود، والدكتورة رولا دشتي، والسيدة جنان بوشهري، والدكتورة فاطمة العبدلي، والدكتورة العنود الشارخ، والمحامية نجلاء النقي، والناشطة لولوة الملا، منحت خمس دقائق فقط لكل واحدة منهن، سردت بعضهن تجاربهن الانتخابية في حين تطرقت أخريات إلى قضايا حقوق المرأة والديموقراطية في الكويت ونظام الكوتا، والملف الإيراني واللبناني والفلسطيني، بينما حظي سجناء غوانتانامو بحيز لا بأس به من النقاش. كانت الابتسامة واضحة على محيّا كل الحاضرات عندما امتدحهن بالقول «إن مشاركتكن المعترك السياسي مع الرجل هي بمنزلة إنجاز ثمين وإضافة مهمة إلى المجتمع الكويتي»، وأضاف «نؤمن بالحرية، والنساء في منطقة الشرق الاوسط عبر التاريخ كن في صدارة حاملي لواء الحرية وهو ما يحدث في الكويت».الوزيرة السابقة معصومة المبارك بدأت الحوار مرحبة بزيارة الرئيس الاميركي، وعبّرت عن تقدير الكويت للدور الاميركي والرئيس الاسبق جورج بوش الاب في تحرير الكويت عام 1990 من الغزو العراقي، بينما أكدت رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية الدكتورة رولا دشتي للرئيس بوش أن «النساء لن يتنازلن في الكويت عن حقهن في العملية الديموقراطية»، فرد الرئيس عليها بالقول «هذا الأمر واضح وراسخ ولا خلاف عليه، ولقائي معكن يؤكد دعم الولايات المتحدة وحرصها على تفعيل الديموقراطية في العالم العربي»، ووصفت دشتي ومعها عدد من السيدات طرح الرئيس اثناء اللقاء بـ«المثمر والبنّاء والممتاز» واتفقن على أنه «لم يتخل عن روح الدعابة التي يتمتع بها»، ورد على قضية المطالبة بالكوتا من إحدى السيدات بسؤال «ماذا تريدن؟ ما نسبته 49% من التمثيل؟ هذا كثير في رأيي، لكن الأمر يستحق التقييم». خلال اللقاء حرصت وكيلة وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة رشا الصباح على أن تعطي زخما أكبر للنقاش، فكشفت عن رفع عدد المنح الدراسية الى الخارج من 350 منحة في العام الى 1500 ابتداء من العام الدراسي 2008 - 2009. ووصفت الحاضرات في اللقاء بـ«وكيلات التغيير الاجتماعي» ولم تنس تسليط الضوء في حديثها على أهمية دور التعليم في نقل المجتمع من الظلمات الى النور، بينما وصفت الأجيال الكويتية التي تتلقى العلم في الخارج بـ«وكلاء التغيير»، ودعت الى التركيز بشكل أكبر على قطاع التعليم لأن «من واجبنا استمرار عملية البناء من حيث توقف اسلافنا».تصف السيدات المشاركات في اللقاء الرئيس جورج بوش الابن بأنه «رجل ذكي يتمتع بذاكرة رائعة وجاذبية وروح دعابة»، وأشرن أيضا إلى «إنسانيته الواضحة» عندما طرحن عليه قضية السجناء الكويتيين في غوانتانامو، عندما طالبت الدكتورة معصومة المبارك «كوالدة وامرأة الى وضع حد لمعاناة امهات المعتقلين الكويتيين في معتقل غوانتانامو»، بينما عبّر عن رأيه بالقول «إن اهتمامكن وأمير بلادكن كبير بهذا الموضوع، وهذا يشدني فعلا، وأعدكم أن أعمل جاهداً على حل القضية، لكن عليكم أن تعلموا أنه لم يتم اعتقال هؤلاء إلا لأنهم يمثلون خطراً على أميركا وشعبها». وعن الموضوع نفسه تعلق المحامية نجلاء النقي بالقول «لمسنا منه كمّا هائلا من الانسانية، وهو بعيد كل البعد عن التعالي والتكبر، كان في منتهى البساطة».ولم تفوت المشاركات في اللقاء فرصة الحصول على صورة مع الرئيس فتجمعن حوله عندما قال «كم يسعدني التقاط الصور معكن»، لكنه كان بحاجة ماسة إلى «قلم» من أحد رجال الـ«بودي غارد» الذين خلفه تماما، ليوقع «أوتوغرافا» خاصا لكل سيدة، فكانت فرصة ثمينة قبيل مغادرته الكويت... والبيت الأبيض!