رئيس الوزراء وأبناء الشهيد

نشر في 25-01-2008
آخر تحديث 25-01-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

المشكلة أن سمو رئيس الوزراء لا يريد الحديث عن تذمره وامتعاضه من أبناء الشهيد، ويتعامل بسرية تامة، ولديه صبر «أيوب» على أبناء العمومة... وربما أنه لا يرغب أن يظهر هذا الخلاف إلى العلن... لكن الدوائر والمنتديات والنخب السياسية تتحدث عن هذا الخلاف بشكل حقيقي.

قصارى الكلام وباختصار وإيجاز شديدين «ومن الآخر» كما يقولون، فمنذ خروج الشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني الحالي والوزير السابق من هذه الحكومة تحت ضغط ووطأة إخفاقاته المتكررة من ناحية، والمطالب النيابية والشعبية إبان معركة تعديل الدوائر باعتباره عنصر تأزيم من ناحية أخرى، ومنذ إقصاء شقيقه الشيخ عذبي الفهد عن جهاز أمن الدولة، والبلد لا يريد أن يهدأ، وأصبح اللعب «عالمكشوف» والضرب تحت الحزام وفوقه بلا رحمة أو هوادة.

هناك ثمة مشكلة بين سمو رئيس الوزراء وأبناء الشهيد، ولا أحد يريد أو يرغب باحتواء هذه المشكلة وقطعها من جذورها، في ظني وتقديري أن السبب الخفي الكامن وراء هذه الأزمة هو خروج أبناء الشهيد من الوزارة وعدم اختيار أحدهم بديلاً للشقيق الأكبر، وبالتالي استمرار عدم وجودهم في دائرة الضوء وعدم قربهم من أصحاب القرار.

إن ما يثير تساؤلاتنا أنه إذا كانت هناك مشكلة بين الطرفين، وهي موجودة بالفعل «فإحنا شكو» ولماذا يتم تعطيل الحكومة والمجلس والبلد... وأنا متأكد تماماً ولدي قناعة راسخة أن هناك طبخة أخرى تحاك في الظلام في مكان ما ضد وزير ما، وربما مصطفى الشمالي أو عبدالله الطويل هما الهدف القادم، والمشكلة الكبرى أن الشيوخ أبناء الشهيد لا يريدون التضحية من أجل الكويت مثلما ضحّى والدهم رحمه الله «لا يريدون أن يرحموا ولا يريدون رحمة الله تنزل».

الأمر الفادح يا سادة أن الخلاف ليس بين أبناء العمومة فقط أو بين رئيس الوزراء وأبناء الشهيد، بل امتد الخلاف إلى الناس والعوائل... فأبناء الشهيد لديهم خلافات مع أبناء الناس والأسر... وهنا يُضْحي تدخل العقلاء والحكماء وعليّة القوم لوأد الفتنة في مهدها ضرورة وإلا سيحصل ما لا يحمد عقباه، وما حديث النائب مرزوق الغانم إلا خير دليل على صدق ما نقول.

والمشكلة أن سمو رئيس الوزراء لا يريد الحديث عن تذمره وامتعاضه، ويتعامل بسرية تامة، ولديه صبر «أيوب» على أبناء العمومة... وربما أنه لا يرغب أن يظهر هذا الخلاف إلى العلن... لكن الدوائر والمنتديات والنخب السياسية تتحدث عن هذا الخلاف بشكل حقيقي، فيا سمو الرئيس إن التردد في حسم وإنهاء هذا الملف لهو مدعاة للدهشة والغرابة، فكل ذلك على حساب البلد والتنمية والإصلاح. فقديماً قد قيل «فتش عن المرأة» ونحن نقول «فتش عن الحكمة» فهذه مناشدة ودعوة إلى الحكماء والعقلاء ومن يهمهم مصلحة البلد والناس لإنهاء هذا الخلاف فوراً... حتى تدور عجلة التنمية.

دعونا نصلّ ونتضرع إلى الله أن يزول هذا الخلاف في أسرع وقت.

back to top