نافذة: رسالة... اقبلها مني كمواطن؟!

نشر في 29-02-2008
آخر تحديث 29-02-2008 | 00:00
إليك يا من حملت الأمانة ومثلت أمام صاحب السمو تقسم: اقبلها مني كمواطن وبصدر رحب، بشكل خاص يا معالي الوزير، ولمن يهمه الأمر بشكل عام، فالتاريخ لن يرحمك إن خالفت، فاحذر وراقب خطواتك ولسانك وقراراتك. يا معالي الوزير: أريد منك وقفة صادقة مع نفسك أولاً ومع هذا البلد، وما يريده الشعب منك ثانياً في تطور...
 أحمد سعود المطرود إليك يا من حملت الأمانة ومثلت أمام صاحب السمو تقسم:

اقبلها مني كمواطن وبصدر رحب، بشكل خاص يا معالي الوزير، ولمن يهمه الأمر بشكل عام، فالتاريخ لن يرحمك إن خالفت، فاحذر وراقب خطواتك ولسانك وقراراتك.

يا معالي الوزير: أريد منك وقفة صادقة مع نفسك أولاً ومع هذا البلد، وما يريده الشعب منك ثانياً في تطور هذه البلاد وإصلاحها، وقمع كل مفسد من بعض المتنفذين وبعض الوكلاء ومن دونهم، بصفتك المسؤول الأول عنهم وعن غيرهم من الكبار كأصحاب المناقصات الكبرى، فعندما اختارك سموه وزيراً لكي تحمل هذه الأمانة على عاتقك ليس لكي تنعم بكرسي الوزارة أو المسؤولية لكي تكلها إلى غيرك، بل تشرفت بثقة سموه وجعلك تراقب نفسك قبل كل أحد وتراقب ما يدور خلف الكواليس من بعض مساعديك من ألاعيب تدار مثل تمرير بعض القرارات وترسية بعض المناقصات من ورائك.

أيها المخلص أخلص لوطنك، نريد تصريحاتك أن تترجم إلى أفعال تنفيذية وليست إلى ألاعيب إعلامية تريد بها البروز الإعلامي فقط، ولا نريد أن تكون مجرد كلمات معتادة حفظناها منك وممن سبقوك (سوف نبحث في الموضوع ونعالج مواطن الخلل) والحقيقة عكس ما يقولون، فالكلام مأخوذ خيره.

السادة الوزراء: كونوا صادقين وكونوا سنداً وعوناً لصاحب السمو الأمير وسمو رئيس مجلس الوزراء، قوموا بالتفتيش الفجائي بأنفسكم وسوف تعرفون مواطن الخلل، لا تعتمدوا على ما يملى عليكم من تقارير (فالعين ليست كالأذن) فلن يتحرك ساكن ولن تحصلوا على الصورة الحقيقة للواقع المرير.

السادة الوزراء: افتحوا أبوابكم لصغار الموظفين واستمعوا إليهم، فعندهم الخبر اليقين، انظروا (كل فيما يخصه) إلى البنية التحتية وترديها بصفه عامة للبلد والعلاج في الخارج والتعدي على أملاك الدولة عموما، التي تم استحلالها من قبل بعض المتنفذين في الدولة، انظروا إلى الدائري السابع وما حل به من استحلال صارخ ومن تجاوزات فاقت التصورات حتى أصبحت كالمدن، وكذلك ميناء عبدالله وما سوف يتم فيه من توزيع للقسائم الصناعية، فلو اتخذت الحكومة هذه المواقع للمواطنين من بناء البيوت السكنية لقضت على بعض المشكلة الإسكانية التي أصبحت (كبيض الصعو نسمع عنه ولا نراه)، وقضية العمالة الوافدة والسائبة التي تتجول في الليل من دون حسيب أو رقيب حتى أصبحنا كالغرباء في بلدنا، وكذلك ضياع الأمن في البلاد، وعدم حل مشكلة البدون، وتفشي الواسطة حتى وصلت إلى مستويات دنيا كرئيس قسم أو موظف، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك حتى أصبحت المعاملات تنجز مقابل قليل من المال، إنه فساد مالي وإداري ما بعده فساد.

اصحُ يا معالي الوزير: يستحيل أنك لا تعلم بخفايا أمور كنت تعرفها قبل أن تكون وزيراً، والآن وقد أصبحت وزيراً فماذا أنت فاعل؟! لقد أصبحتم أمام اختبار صعب: إما أن تنجحوا فتكملوا مسيرة الإصلاح وإما أن ترسبوا وتفشلوا وتتساقطوا كتساقط أوراق الشجر في الخريف عن طريق الاستجوابات مثل غيركم ممن سبقكم، فاعتبروا بمن قبلكم ولا تكونوا طعماً سهلاً لأصحاب النفوذ لأنهم أول من يتخلون عنكم، فلا تغترّوا بهم فانتبهوا حتى لا تكونوا في مكان لا تحسدون عليه.

معالي الوزير: كن صاحب قرار ولا تتأخر في إنجاز ما تريد إصلاحه والوصول إليه في سبيل الإصلاح وليس في سبيل مصلحتك الخاصة أو مصلحة بعض المتنفذين، فاجعل لنفسك بصمة حسنة ولا تجعل لنفسك شماعة يضرب بها المثل، وجدد الدماء من الشباب الصاعد من أصحاب الأفكار الجديدة والمتطورة في تنمية البلد والمجتمع.

معالي الوزير: كن مع الدستور الذي أقسمت به على حماية المال العام وتطور البلد، وانظر إلى ربك قبل نظرتك إلى الناس، فالأيام دول «وتلك الأيام نداولها بين الناس» فهذه رسالة إلى كل صاحب ضمير حي وأمين ومخلص.

back to top