خلطة فوزية...سينما لا تكذب ولا تتجمّل
يبدو أنّ الذين كُتب عليهم قهرًا العيش على هامش الحياة، وجدوا مكانهم أخيرًا على الشاشة الفضية. «خلطة فوزية» فيلم رصد واقع هؤلاء بكل ما فيه من حزن وألم. يظهر الفيلم كيف يحتال هؤلاء على الحياة مقتنصين لحظات الفرح، رغم معاناتهم اليومية وصراعهم للبقاء.
تعود النجمة إلهام شاهين الى السينما من خلال هذا الفيلم بعد غياب طويل، وهو ما ينطبق ايضًا على مخرجه مجدي أحمد علي الذي غاب قهرًا لا عمدًا بسبب موجة الكوميديا ونجومها التي سيطرت طويلاً على المشهد السينمائي.كتبت السيناريو هناء عطية وتشارك في البطولة غادة عبد الرازق، في أوّل تعاونٍ لها مع البطلة والمخرج، كذلك يشارك في الفيلم مجموعة من النجوم في مقدمهم عزت أبو عوف وفتحي عبد الوهاب.مأساة امرأةفي «خلطة فوزية» تجسّد الفنانة إلهام شاهين شخصية فوزية وهي إمرأة غير متعلّمة تدفعها ظروف الحياة إلى الارتباط أكثر من مرّة بحثًا عن معيل لها، غير أنها تفشل في كلّ مرة فبعد أن تلد طفلاً جديداً تزداد مشاكلها تعقيدًا، فتضطر إلى تربية أطفالها بمفردها.أما الفنانة غادة عبد الرازق فتتشابك قصتها ومأساتها مع فوزية، لانها مثلها تحاول العيش بكرامة وتصارع من أجل البقاء.يوضح المخرج مجدي أحمد علي أنه لا يرحب بالتصنيفات الفنية، رافضًا توصيف فيلمه بسينما المرأة، رغم أنه يرصد واقع النساء المرير. ويؤكد احمد علي أنّ فيلمه ينتمي الى السينما التي تهتم برصد مشاكل المجتمع والنساء جزء من هذا الواقع. ويضيف: «الفيلم من تأليف مرأة، وأدوار البطولة فيه للنساء لذا صُنّف ضمن «أفلام السينما النسائية». ولكن مما لا شكّ فيه أننا أمام سينما «لا تكذب ولا تتجمّل»، بل هي شديدة الواقعية».حول ما إذا كان الفيلم استكمالاً لظاهرة بدأت تشهدها السينما اخيرًا، تحديدًا «بشر العشوائيات» الذين خرجوا من حسابات الحياة والسينما، يؤكد مجدي ان الفيلم كمشروع طرح منذ فترة طويلة، غير أنه مرّ بكثير من العقبات الانتاجية الامر الذي أخّر ظهوره، إلا أن انحياز السينما إلى هموم الناس وأوجاعهم، شجّع المنتجين على تقديم مثل هذه التجارب.من ناحيتها تنفي الفنانة غادة عبد الرازق أنّها باتت متخصصة في أفلام العشوائيات وتبدي سعادتها بتقديم مثل هذه التجارب التي تمنحها، كما تقول، موقعًا خاصًا على خريطة السينما.على الهامشيصوّر الفيلم بين القاهرة وعدد من القرى المحيطة بها وقد حرص المخرج على التصوير في أماكن واقعية تماشياً مع مصداقية القصة وأحداثها. تجاوزت الميزانية المبدئية للفيلم عشرة ملايين جنيه، ولم يُحسم الأمر بعد حول جهة توزيعه حتى الآن.يأمل صانعو الفيلم وفي مقدمهم المخرج عرضه ضمن موسم الصيف السينمائي الذي سيشهد تغييراً كبيرًا في نوعية الأفلام على حدّ تعبير مجدي أحمد علي.