حمدة خميس في حضرة الشعر وضيافة جمعية الخريجين قرأت قصائد متنوعة في الحب والوجدان
«كل البلاد بلادك، وكل القلوب شواطئ لك، فأهلاًبك شاعرة كبيرة، وصديقةكبرى» بهذه الكلمات قدمت الأديبة ليلى العثمان الشاعرة البحرينية حمدة خميس، التي حلت ضيفة على الكويت لأيام عديدة، فاستضافتها جمعية الخريجين في أمسية شعرية، تحلق حولها المغرمون بالشعر، والطامحون إلى لذة الروح، ونغم اللحظات الجميلة، لقد تنوعت القصائد، وتجددعطاء الشاعرة، وتنوعت اختياراتها، مابين قصائد قديمة، وأخرى متجددة، وتنوع المضمون كذلك، وأورق أزهاراً متلونة، فتارة من فضاء الحكمة، وهاجس الحياة، وأحياناً من رقة العشق وقلق الكتابة، تقول في قصيدة «بلاسبب» :
بلاسببتنهرنا الكتابةتأمرنا الكتابةتسوقنا إلى النعيم مرةومرة إلى اللهب بلاسببإن أشد مايميز حمدة خميس هو ولعها بالكتابة، وانشغالها بهاجس الإبداع، لقد باتت الكتابة بالنسبة لها ورطة لا مفر منها، وقدراً يلازمها، حتى في أشد اللحظات حميمية، وهي لحظات الانصهار والاندماج مع القصيدة، ففي أكثر من مقطع شعري تذكر الكتابة وسلطتها، وصولجانها، كما تقول في قصيدة الصولجان: مليكتي الكتابة، وصولجان سلطتي.كل الحروف انفرطت وجمعها حاشيتيحشد من الأفكاروالمعانيتوقظني من غفوتي فلا مطمئنةالشوك في وسادتي وقد كان للعشق نصيبه أيضاً من الأمسية حيث تقول الشاعرة في قصيدة ظن :سأعتقد أنني لن أراكولن أشتعل إذالمستني يداكوأن الذين يمرون بيسوف أعشقهم واحداً واحداً كي يموت هواكوتقول في قصيدة«لايكترث»سأفقد عقلي قلتلم يكترثسأفقد عقليلأني أحبكلم يكترثسأفقد روحي ونبضيلأني أحبكلم يكترث سأفقد قوليوميزان خطويورشديلأني أحبكلم يكترثيظهر المقطع الشعري السابق قدراً عالياً من الصدق الإبداعي، عبر تدفق شعوري ولغوي يتنامى ويزيد، كلما زادت حدة الشوق، ووطأة الخوف من الفراق، فقدان العقل وبعدها الروح، وبعدها توازن الخطو والذكريات، وكل ما نملك...إنها قسوة الحب، وقسوة الحياة. عراقيونوقد كان للعراق وهمومه، وشجون إناسه نصيباً من الأمسية، حيث افتتحت الشاعرة قراءاتها بقصيدة شعرية تقول تحت عنوان«عراقيون» مهداة إلى الشاعر العراقي مشرق الغانم تقول فيها :عراقيون يسرون في الليل البهيم وفي دمي.........عراقيون من أزل تسامو للذرىنقشوا على حجر الخلود مآثرهموأبدعوا أرقى الشرائع بالميزان واحتكمواوزاوجوا بين الثريا والثرى تشكيلوقرأت الشاعرة مقاطع شعرية شديدة التكثيف والاختزال تحت عنوان تشكيل تقول في بعضها :الغيوم قطن السماءكلما أجهش البحرضمدت حزنهومضت في البكاءوتقول في مقطع آخر تحت عنوان«أزواج»أيها الرجل الساكن في بيتنامنذ عشرين عامالم لاتحدثني؟كعابر سبيل