الإعتذار مفتاح السعادة الزوجية
الاعتذار سر السعادة الزوجية وأمر ضروري يعتبره البعض من الواجبات اللازمة لاستمرار الحياة الزوجيّة. فما رأي الأزواج أنفسهم في هذه المسألة؟
يرى البعض أن الاعتذار يمس الكرامة والكبرياء ويقلل من شأن المُعتذر. تقول داليا فتحي (21 عاماً): «إن كان أساس الحياة الزوجية الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين فلا يجب الالتفات إلى فكرة أيهما يعتذر للآخر. لا داعي للتفكير في الكرامة والكبرياء، الحياة شراكة بين الطرفين وكرامة في آن. ليس ثمة ما يُسمى بكرامتي وكرامة زوجي. حياتي وزوجي قائمة على هذا المبدأ وأنا سعيدة جداً بذلك. كلانا يرضي الآخر في سبيل إنجاح العلاقة. أسامح زوجي لو أخطأ في حقي حتى في حال لم يعتذر لأنني أحبه جداً ويبادلني هو الشعور نفسه. نؤلف كيانا واحدا لذا يعرف كل منا التفاصيل التي تزعج الآخر فيتجنبها. ترى سمر خليل (28 عاماً) أن على الرجل أن يبادر إلى الإعتذار: «على الرجل أن يكون أكثر حكمة فيعمل على احتواء المرأة. هو الطرف الأقوى في العلاقة الزوجية ولا بد من أن يدرك ذلك جيداً وأن يكون أكثر نضجاً في حال وقوع خلاف مع زوجته فيسارع إلى الاعتذار لها. من السذاجة أن يظن الرجل أن اعتذاره لزوجته يمس كرامته فهذا تفكير طفولي جداً. للمرأة أيضاً مكانتها الخاصة فهي في بيتها مثل ملكة مدللة ولا يجب أن تعتذر في أي حال من الأحوال. أما اعتذار الرجل لها فنوع من التدليل». الاعتذار ذوقللأزواج آراء اَخرى في هذه المسألة. يقول أحمد عبد الفتاح (42 عاماً): «اعتدت منذ أول خلاف مع زوجتي أن اعتذر لها، فهذه المسألة خاصة بالرجل. لا يقلل الاعتذار من شأنه في شيء بل هو نوع من أنواع الذوق في التعامل ومن سمات «الجينتل مان». عامة تقع على عاتق الزوجة واجبات كثيرة هي أهم من أن تنشغل بالاعتذار، بناء عليه يعتبر اعتذار الرجل لزوجته من أنواع التقدير والشكر لغرورها الفطري كامرأة. ليس رأيي بمثابة اعتراف بضعف شخصيتي إنما دليل على قوة الرجل وقدرته على احتواء المرأة». مع اختلاف الآراء حول الاعتذار يبقى السؤال: هل يجب أن يتمّ الاعتذار باللفظ أم أن ثمة وسائل أخرى للتعبير عنه بدلاً من كلمة «آسف» أو «أعتذر»؟. الاعتذار ليس كلمة فحسب بل له أشكال مختلفة. هذا ما تراه ياسمين (21 عاماً): «حينما أختلف مع خطيبي ويكون هو المخطئ لا يقول لي آسف لفظاً لكنه يقدم لي هدية كنوع من الاعتذار أو يدعوني إلى العشاء في مكان ما يعرف أنني أحبه، حينئذ لا أفكر في الخطأ الذي اقترفه حيالي، بل في ما فعل ليرضيني وعلى الفور أنسى كل شيء». احترام الآخريقول د. إبراهيم مطاوع (خبير في المركز القومي للبحوث في القاهرة): «ليس بالضرورة أن يكون الاعتذار بين الأزواج فحسب، إنما يجب أن يكون بيننا جميعاً. إنه بمثابة الاعتراف بالخطأ وهذا فعل فضيل كلنا يخطئ وأحياناً نعتذر أو يُعتذر منا. بما أن الاعتذار واقع بين الأفراد عامة، في أي مجتمع، فهو أكثر أهمية بين الأزواج تحديداً إذ يعيشون الشراكة ويفكر كل منهم في مصلحة الآخر. من ينظر إلى الاعتذار على أنه مذلّ هو مريض نفسيّ يعاني الأنانيّة. يتخذ الاعتذار أشكالا كثيرة أفضلها قول «آسف» وأهمها تقديم الهدايا. هذا الشكل مستحب اكثر بين الأزواج إذ يغلف العلاقة بطابع من المودة والحب والألفة ويجعلهم أشدّ ارتباطاً.