حقوق الإنسان الكويتية تحتفل بمرور 59 عاماً على إقرار الإعلان العالمي تكريم وتأبين الراحل عبدالعالي ناصر العبدالعالي
نظمت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان احتفالا في مقر جمعية الخريجين بمناسبة إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتحدث في الحفل كل من جاسم القطامي وعلي البغلي ود.سليمان العسكري، وشهد الحفل عرض أوبريت وطني مؤثر وشيق.
احتفلت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بمرور 59 عاما على إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في جمعية الخريجين الكويتية، وتوج الحفل بتكريم أحد فرسان «حقوق الإنسان» وأبرز أعمدة نشاطها في الكويت الفقيد عبدالعالي ناصر العبدالعالي. وقال رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان جاسم القطامي في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه أمين سر الجمعية عبدالمحسن مظفر في الحفل الذي أقيم في جمعية الخريجين الكويتية أمس الأول: «فقدت على المستوى الشخصي إنسانا عزيزا وأخا وفيا ومناضلا صلبا، هو المغفور له عبدالعالي الذي انتقل إلى جوار ربه في يوليو الماضي، عمل بكل جهد وإخلاص وتفان في خدمة قضايا حقوق الإنسان، وتحمل العبء الأكبر في نشاط الجمعية في الفترات الصعبة، التي واكبت عمل الجمعية في مراحل ما قبل الإشهار والصعوبات التي كانت تقابلها على كل المستويات». وأضاف ان الفقيد ادى دورا بارزا في متابعة أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الخليج العربي، «وكان دائم التواصل مع أشقائه في المنطقة من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان، كما ان انتخابه بمنصب نائب الرئيس حمله أعباء مضاعفة، واستطاع مع إخوانه أعضاء مجلس الإدارة التعاون بكل الوفاء والإخلاص حتى استطاعت الجمعية الحصول على الإشهار، وكانت له جهود كبيرة في هذا الأمر»، مشيرا الى انه لا يمكن أن ينسى أبناء الكويت الدور الكبير والتضحيات الهائلة التي قدمها «المناضل القومي البارز عبدالعالي ناصر في نشاط حركة القوميين العرب ليس في الكويت فقط، ولكن في منطقة الخليج العربي».من جانبه، قال د.سليمان العسكري انه «من أشد الأشياء قساوة على النفس أن يطلب أحدٌ من احدٍ ان يقف لينعى صديقه ورفيق حياته، لم أقوَ على الرفض، لذا أجدني أقف أمامكم الليلة لأقول كلاما ليس بنعي أو تأبين، فما في القلب الموجوع لفراقه يعصي القلم تسطيره وشرحه وفهمه، فقد تشاركنا في المسكن والمأكل والدراسة والمعرفة والفكر السياسي، سرنا معا صعودا وهبوطا، أكلنا الحلو والمر معا… حتى ونحن نقاسي أهوال السجون والتعذيب بكل أشكاله وألوانه التي تخطر وما لا يخطر على البال، لم نكن نفكر لحظة في أنفسنا، نتلقى التعذيب معا في غرفة تعذيب واحدة، تسيل دماؤنا، وتضمر بطوننا من الجوع، وتنهش جلودنا جحافل القمل في غرف السجن، ننظر إلى بعضنا من خلال أكوام الأجساد المرصوصة حولنا في الزنزانة، ونبتسم بعضنا لبعض، زهوا وفخرا بأننا لا نزال أحياء، بعد كل موجة تعذيب ليلي»، مضيفا انها «مسيرة طويلة مشيناها معا، ولا أظنكم تأخذون شهادتي بعبدالعالي إلا على أنها شهادة مجروحة، لأنها صادرة من صديق ورفيق درب وأخ».أما نائب رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان علي البغلي فقال «هدفنا من عملنا أن تكون هذه الشعارات والمبادئ واقعا ملموسا يتمتع به الجميع من دون منة ولا فضل، هدفنا أن يلغى القانون أو القرارات التي تتعارض مع هذه المبادئ وما أكثرها في هذا الجزء من العالم، هدفنا أن يعاقب كل من ينتهك حقوق أي مواطن أو مقيم جاءت به هذه المبادئ»، لافتا الى انه «يحلو للبعض في محاولة لخلط الأوراق إشاعته، لمجرد أن هذه المبادئ أتت لنا من الغرب وفرضت علينا من الغرب، وهي كلمة باطل، أريد بها باطل… فأغلب هذه المبادئ أتت لنا من إنسانية الإنسان أو القانون الطبيعي أو الفطرة الإنسانية، لتأتي التشريعات السماوية وغير السماوية لتكرسها كمبادئ، خلق عليا، تأمر بها الأديان والشرائع احتراما وتوقيرا منا لآدمية الإنسان... فليكن شعارنا في هذه المناسبة الإنسانية السامية: لنعمل جهدنا لكي تكون مبادئ حقوق الإنسان واقعا معاشا».وفي ختام الحفل عرض أوبريت وطني مؤثر شارك فيه عدد من الأطفال والشباب الكويتيين.