عين المرأة

نشر في 26-03-2008
آخر تحديث 26-03-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله

إن الدراسات كشفت من خلال انتخابات 2006 مدى اهتمام المرأة بالقضايا والشرائح الاجتماعية المختلفة على الرغم من الفارق العدي الكبير بين المرشحين والمرشحات، إذ استطاعت 27 مرشحة فقط أمام 222 مرشحا من كسب جولة الملف الاجتماعي والخدمي في الكويت، فكيف لو كان تعداد المرشحات يصل إلى ربع عدد المرشحين الذكور.

أول العمود: في الكويت متخصصون في مختلف العلوم، تشهد لهم إنجازاتهم في الخارج والداخل، لكن العاملين في الشأن السياسي يفشلون في أحيان كثيرة في توظيفهم لخدمة المجتمع.

***

اهتمامات المرأة تختلف عن اهتمامات الرجل في كثير من الأمور، فحيثما توجد المرأة تجد الاختلاف والتنوع وانكشاف المواضيع المهملة، فللمرأة عين مختلفة.

ومادمنا نعيش أجواء الانتخابات البرلمانية (الرتيبة)، فسأسوق مثلا مدعماً بإثباتات توضح الفائدة الكبيرة التي يجنيها المجتمع من وراء مشاركة المرأة القرار مع الرجل.

بين يدي دراسة قام بها مركز البحوث التابع لمجلس الوزراء حول الانتخابات البرلمانية لمجلس 2006، الذي (صبرنا عليه طويلا). هذه الدراسة تبين مدى اهتمام المرأة بالقضايا المجتمعية التى لا يعيرها المرشحون والنواب الذكور اهتماما في أدائهم البرلماني.

وقبل استعراض تلك القضايا أود أن أبين أن عدد المرشحين الذكور لتلك الانتخابات بلغ 222 مرشحاً، فيما كان عدد المرشحات 27 مرشحة فقط! أي أن الكفة مائلة بامتياز. ورغم ذلك كان اهتمام المرشحات بالقضايا المجتمعية مقارباً أو فاق أحيانا اهتمام الـ222 مرشحا.

اشتملت الدراسة على جدول مقارن يبين أولويات الطرح للمرشحات والمرشحين حول القضايا الخاصة بالرعاية الاجتماعية والخدمات العامة فكانت نسب الطرح للطرفين لكل قضية كما يلي: «نسب طرح المرشحين -نسب طرح المرشحات».

الصحة «%24,5 - %43» ، قضايا المرأة «%21,5 - %43»، الإسكان «%13 - %10»، المرافق والخدمات العامة «%12,5 - %5,58»، الشباب «%8,86 - %7,61»، تباين الخدمات بين المناطق «%7 - %7»، رعاية الفئات الخاصة «%6,33 - %4,06»، القيم والأخلاق «%5,78 - %0,51».

تلك النسب المئوية تكشف مدى اهتمام المرأة بالقضايا والشرائح الاجتماعية المختلفة على الرغم من الفارق الكبير لعدد المرشحين والمرشحات في تلك الانتخابات، إذ استطاعت 27 مرشحة فقط أمام 222 مرشحا من كسب جولة الملف الاجتماعي والخدمي في الكويت، فكيف لو كان تعداد المرشحات يصل إلى ربع عدد المرشحين الذكور.

لجنة شؤون المرأة البرلمانية تستعين بشخصيات نسائية وجمعيات نفع عام نسوية عديدة في العديد من نشاطاتها، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في المجلس استعانت ولاتزال بفريق نسائي نشيط كلف بدراسة قضايا المرأة ذات الصلة بحقوق الانسان، وقدم تقارير مفيدة حول أوضاع المرأة في السجون، ودور الرعاية الاجتماعية ومراكز التطبيب، وهو ما يدل على حاجة الرجل الى عين المرأة واهتماماتها في كثير من المواقع.

أتمنى أن يعي الناخب أهمية وجود المرأة في البرلمان، فالدراسات العالمية تفيد بتقلص رقعة الفساد في المؤسسات التي يكون فيها عدد جيد من النساء.

back to top