السمندل مجلّة أطلقت في بيروت من يعيد الاعتبار الى أبطال الشرائط المصوَّرة؟
صدر العدد الاول من مجلة «السمندل» للشرائط المصورة لحاتم امام، فادي باقي، لبنان مرهج، عمر خوري وطارق نبعة، وعلى عكس مجلات الشرائط المصورة التقليدية التي تتجه الى الصغار، فإن «السمندل» مخصصة للبالغين، وتهدف الى جعل صفحاتها منبراً لرسّامي هذا الفن حول العالم.
تخصص «السمندل» صفحاتها (تجاوزت المئة والثلاثين) لأشكال السرد المصوّر والتعبير الغرافيكي المختلفة التي تضيق بها الفضاءات والمنابر المكرّسة. يقف وراء المغامرة فنانون من جيل الشباب، يتعاملون مع المفردات البصريّة بصفتها جزءاً من هويّتهم الثقافيّة، كمواطنين من العالم. يراهن هؤلاء على إعادة الاعتبار إلى السرد التصويري في هذه المنطقة وسبر آفاق جديدة. لذا تشرّع هذه المجلة أبوابها لمشاريع مغايرة من «من هنا وهناك»، بالعربية والفرنسية والانكليزيّة. يضم العدد الأول مساهمات لريما براك، إليزا تابت، فؤاد مزهر، فرح نعمة، مازن كرباج، اندي وارنر، ايزابيل بوانو، فادي باقي، حاتم امام، عمر خوري ولبنان مرهج. كان صدر العدد صفر العام الماضي واحتُفل به في تجمُّع لهواة الشرائط المصوّرة في 14 ايلول (سبتمبر) 2007. وتسعى المجلة الى اعادة اطلاق فن الشرائط المصورة في لبنان، كما تقول المسؤولة عن الشركة الناشرة «كاسندو» زينة الخليل، التي أطلقها شابان لبنانيان في بروكلين في العام 2001 بهدف توفير منصة للفنانين العرب لإبراز ابداعاتهم شعراً وكتابة ورسماً وموسيقى.وتأخذنا السمندل، في شكل من الاشكال، الى زمن الشرائط المصورة وبدايتها في العالم العربي ولبنان تحديدا، بل الى ابطالها الهزليين الذين اشتهروا وما زالوا في ذاكرتنا. يقول الرسام المصري محيي الدين اللباد انه في الأسبوع الأول من الشهر الأول لعام 1952 ظهرت مجلة «السندباد» التي شكلت له انفراجاً في وجود كان ضيقاً، وأحدثت قطيعة مع كل الانقباض والضيق اللذين عاشهما قبلها. غيرت نظرته إلى العالم بشكل قاطع وكان يستقبل العلم بشكل مختلف تماماً. دنا الأحداثعام 1955، انطلقت مجلة «دنيا الاحداث» أول مجلة شرائط مصورة لبنانية، ثم «بساط الريح» وشقيقاتها التي توقّف طبعها قبل الحرب الأهليّة، إلاّ أنّ هذا العمل استعاد نشاطه من العام 1978 إلى منتصف الثمانينات. من ناحيتها، واجهت اعمال «سوبرمان» و»لولو» مصاعب على صعيد الإنتاج منذ منتصف الستينات لغاية العام 2000 وهنالك أيضاً «دنيا الابطال» التي لم تعمّر طويلا. تضمّنت الكتب الهزلية اللبنانية والعربية قصصاً ومقالات علمية وأدبية وثقافية، حتى إنّ معظم المنشورات الحزبية شملت مواد «محايدة» للقراءة. وأصبحت الأعمال الهزلية خلال الحرب الأهلية أداةً لإظهار الصمود اللبناني والاحتفال به. وكرت السبحة حتى الثمانينات حين توقفت آخر هذه المنشورات. وفي مطلع الثمانينات، قدَّم الفنان جاد خوري اسهامات أساسية في مجلة «المقاصد» التي صدرت مع بداية ذلك العقد، مزيناً اياها برسومه التعبيرية، خصوصاً مغامرات «ابو الشنب»، الذي مثّل بالنسبة اليه شخصية البيروتي العريق الرافض للحرب وما رافقها من فساد ودمار، وذلك ضمن إطار سياسي للكبار وفي الوقت نفسه يسهل على الصغار استيعابه. يشارك اليوم في رسوم متحررة على شاشة تلفزيون المستقبل. يقول خوري: «اذا نظرنا الى حال الشرائط المصورة في العالم، نكتشف انه فن يكاد يقف في مقدم الفنون، إلا أنه ما زال عندنا مظلوماً لأننا نحصره بالأطفال، وهي فكرة خاطئة. فهو فن متكامل وعندما نحصره بالأطفال ننتقص من شأنه لأن التربية والتوجيه يدخلان إليه ويمنعانه من التطور».كتاب هزليتُباع اليوم مجموعة ضئيلة من الأعمال الهزليّة في لبنان تضمّ في معظمها مسلسلات غربية ترجمت الى العربية الفصحى بدلاً من اللهجة المحلية اللبنانية. بيد أنّ إحدى المجموعات المتمركزة في بيروت بذلت جهوداً محليةً كبيرة لإحياء الكتاب الهزلي كتعبير عن الشرح الفكري والاجتماعي، وثمة اعداد قليلة لمجلة سوبرمان في بسطات الكتب، تعتبر عملة نادرة معروضة للبيع. ما السر وراء بقاء شعبيته بين الناس؟ أسرع من رصاصة منطلقة، أقوى من قطار وقادر على القفز من ناطحة سحاب إلى أخرى بوثبة واحدة. لطالما تساءل مشاهدوه وقارئو قصصه:» هل هو طائر أم طائرة؟» ليجيبوا بعدها:» إنه سوبرمان»، أكثر أبطال العالم الخارقين استمرارية عبر الزمن. بعد نحو 70 عاما من القتال للحقيقة والعدل تستمرّ شعبيته وحب الناس لشخصيته، وهو أمر واضح في الكم الهائل من القصص المصورة، مسلسلات التلفزيون، الأفلام والرسوم المتحركة التي ظهر فيها. وحده من يعيش في قلعة جليدية لم يسمع بهذه الشخصية التي ابتكرها «جو شوستر» و{جيري سيغل» في أول طبعة من مجلة القصص المصورة «أكشن كوميكس» عام 1938. مع أن المرء قد يحتاج إلى عقل ليكس لوثر(شخصية شريرة من أعداء سوبرمان تتسم بذكاء شديد) لتتبُّع تاريخ سوبرمان، إلا أن الحرف «س» S الأيقوني على صدره لا يمكن أن يخطئه أي كان.» وفي وقت قدمت فيه شخصيات أبطال آخرين مثل الرجل الوطواط والرجال الخارقون (X Men) على أنها مشوبة بالعيوب، قدمت شخصية سوبرمان كنموذج للبطل الخارق المثالي. ربط البعض بين سوبرمان وشخصية الرجل المتفوق التي سعى الكاتب الألماني فريدريك نيتشه إلى استكشافها في كتابه الفلسفي «هكذا تكلم زرداشت». والسؤال هو هل يكون «السمندل» اللبناني بطلاً خارقاً في زمن البصريات ام أنه مجرد رمز لفريق من النخبة يعشقون الشرائط المصورة؟«السمندل» بالأصل هو اسم حيوان برمائي زاحف يشبه الحرباء، لكنه يفوقها حجماً ويتميّز عنها بذيله المفلطح العريض في آخره. له أربع قوائم صغيرة، لكنه يعتمد أكثر على تحريك جذعه كي يتقدّم. انه حيوان أو طائر خرافي (مثله مثل العنقاء) لا يحترق بالنار ويحب العيش فيها. وهناك أيضاً حيوان سمندل الماء الذي يعيد إنتاج أحد أطرافه إذا قطع، أو حتى عضو كامل، عن طريق أخذ خلايا طبيعية متمايزة من جسمه، مثل العظم والعضلات والجلد وإعادتها إلى حالة عدم التمايز كخلايا منشأ. تشكل حيوانات سمندل المياه خلايا المنشأ هذه في مكان حدوث الضرر، ويبدأ فوراً بناء الجزء المفقود من الجسم.في الصين يستخرج منه منتجات صحية وتجميلية وعقاقير لمعالجة الملاريا والألزهايمر والسرطان. ورد ذكره في الأساطير القديمة، وسمّاه الاغريق «حرباء النار» لقدرته الخارقة على تحمل النار، يقال إنّه يستطيع أن يمشي على الجمر، جلده ناعم لزج، صامت تماماً تمر بقربه فلا تراه، لكن لو رأيته فستكون البهجة من نصيبك بسبب ألوانه الزاهية.ويقال إنه يتلذذ بالمُكوث في النار، يبيض ويفرخ فيها، ولا يحترق بها، وإذا اتسخ جلده لا يُغسل إلا بالنار، عينُه حمراء وذنبه طويل، تنسج من وبره ومن بقية ريشه المناديل التي تُحمل في بلاد الشام، فإذا اتسخت تُلقى في النار، فتأكل النار وسخها ولا تحترق. الفرق بينه وبين العنقاء، أن الثانية إذا أحرقت بالنار وتحولت إلى رماد، تعود ململمة رمادها متدفقة بحياة جديدة.