Lucky You صراع الهوس والخلاص
مثل معظم الأفلام التي تعالج موضوع ألعاب الميسر، يعالج فيلم Lucky you مواضيع الهوس والخلاص. لكن المثير للاهتمام والمذهل في هذا الفيلم ليس الإكراه الذي يوجّه البطل بل طريقة تفاعله مع محيطه. لا يمكن القول إنّ الفيلم غير مرضٍ لكن نهايته ليست آسرة وجميلة. هنا لا يشكّل الخلاص مرادفًا للنجاة.
أعتقد أنّ لعبة الورق المعروفة بالبوكر تشبه لعبة الشطرنج إذ تتطلّب استراتيجيّة. لكن من الصعب أن تثير مرونتها مشاهدًا عاديًّا، خاصّة أن التقلّبات والتحوّلات صادرة عن كاتب وليست نتيجة ضربة حظّ. بذل المخرج كورتيس هانسون أفضل ما يسعه لخلق التشويق في كلّ مشهد. لكن ثمة مبالغة في فيلم يعالج أساساً قصّة دراميّة. يحتاج الفيلم بلا ريب إلى بعض الحركة على طاولات اللعب حيث تتطوّر معظم الحوادث الأساسيّة. يؤدّي إريك بانا دور هاك شيفر الذي أمضى عمره في لعب الميسر. تعلّم أصول اللعبة صغيرا على طاولة المطبخ، ضدّ والده، لقاء قروش وسنتات. الميسر هوسه في آن يملأ حياته ولا يترك مكانًا للأصدقاء أو الأحبّاء. رهن أثاث منزله وممتلكاته كلّها ليستمرّ في اللعبة. يربح اكثر ممّا يخسر ولا يدري متى يعتزل اللعبة. لكن ثمة شخصاً واحداً يعجز هاك عن هزمه عندما تكون اللعبة مهمة وهو والده إل.سي (روبرت دوفال) وبينهما علاقة متوتّرة. إل.سي هو من النوع القاسي ويجد صعوبة في إظهار عاطفته، امّا هاك فيلومه على أخطاء حقيقيّة أو خياليّة اقترفها في طفولته. يحاول هاك جمع 10000 دولار للمشاركة في مسابقة البوكر العالميّة للمحترفين التي ربحها إل.سي مرّتين. جمع هاك المبلغ أكثر من مرّة لكن ما لبث أن خسره إذ بالغ في اللعب أو في المراهنات فهو لا يعترف بالحظّ الذي يحالفه بين الحين والآخر. عندما يلتقي المغنية الشابّة بيلي اوفر (درو باريمور) ويغرم بها يعرّض علاقته بها للخطر إذ يسرق مالاً منها ليستمرّ في اللعب لكنّه يخسر في نهاية المطاف المال وثقة بيلي.
يستحقّ التفاعل بين هاك وإل.سي ثمن بطاقة الدخول فكلٌ من إريك بانا وروبرت دوفال يفهمان الشخصيتين ويجسدان التوتّر العاطفي بينهما. حين يتواجه الرجلان في لعبة الميسر تتحول أوراق اللعب الى اختبار إرادة بين الابن وأبيه والمعلّم وأستاذه وخصمين تقودهما الأنا. المشاهد حول الطاولة شائقة إذ تجمع هذين الشخصين وتفوق المراهنات عدد «الفيشات» على الطاولة. يضع الفيلم قصّة الحبّ بين هاك و بيلي جانباً، رغم ان بيلي فتاة جميلة وساذجة قليلاً وجدت في هاك أكثر من مقامر ينظر اليه الآخرون باحتقار وبينهم شقيقتها. وإذ تؤدّي بيلي احيانًا دور ضمير هاك إلا انها تبقى على الحياد حين يبلغ الفيلم الذروة العاطفيّة. الأمر الغريب احتفاظ شركةWarner Bros بهذا الفيلم الذي انتهى تصويره منذ 18 شهرًا. ولم يعرض حتى اليوم، علماً أن المخرج كورتيس هانسون يحظى باحترام كبير. يضم الفيلم نخبة من النجوم البارزين وعددًا من الممثلين الثانويين المهمّين منهم روبرت داوني جونيور وجان سمارت في أدوار صغيرة. اما السيناريو فمتماسك ويوفر أرضاً خصبة للعلاقة المتوتّرة بين الأب وابنه. صحيح أنّ Lucky you ليس من افضل أفلام هانسون لكنّه يستحق المشاهدة.