آسيا عراقية
نجح المنتخب العراقي في تحقيق كأس آسيا لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على نظيره السعودي بهدف لـلاشيء في المباراة التي أقيمت في جاكارتا أمس.
تربع العراق على العرش الآسيوي بإحرازه لقب بطل كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على السعودية 1 -صفر في المباراة النهائية للنسخة الرابعة عشرة أمس في جاكرتا.سيطر المنتخب العراقي على المجريات بنسبة كبيرة منذ البداية وكان قريبا جدا من التسجيل في أكثر من مناسبة خصوصا عبر يونس محمود وكرار جاسم.وضغط العراقيون مبكرا وكان تصميمهم واضحا على اعتماد اداء هجومي، فلم يتركوا للسعوديين الفرصة للتحرك والتمرير وانقضوا بسرعة على حامل الكرة للسيطرة عليها وتفوقوا في معظم المنازلات الفردية.تردد سعوديوبرز في المقابل تردد في اداء اللاعبين السعوديين مع توتر في التمرير وابعاد الكرة، وحاولوا تنظيم هجماتهم في منتصف الشوط الاول فتنفسوا لدقائق قليلة قبل ان تعود الافضلية العراقية، ثم وجدوا انفسهم تحت الضعط طوال الشوط الثاني.ولم يظهر المنتخب السعودي بالمستوى الذي تميز به منذ بداية البطولة، فكان قليل الحيلة وافتقد لاعبوه الخبرة المطلوبة في المباريات النهائية، حتى ان مهاجمه ياسر القحطاني كان عديم الخطورة معظم فترات اللقاء.بداية عراقية وكانت البداية عراقية بسيطرة شبه مطلقة في ربع الساعة الاول حصلوا فيه على فرصتين خطيرتين، الاولى عبر قصي منير الذي سدد كرة قوية بيسراه مرت قريبة جدا من القائم الايمن (6)، والثانية عندما رفع مهدي كريم كرة من الجهة اليمنى الى داخل المنطقة اكملها يونس محمود بطريقة استعراضية فلامست القائم الايمن (8).والتقط السعوديون انفاسهم بعد مرور النصف الاول من الشوط، وبدؤوا التقدم الى المنطقة العراقية عبر العمق والجناحين، لكنهم اكثروا من تمرير الكرة في مساحات ضيقة فكانت في أغلبيتها مقطوعة.واستعاد العراقيون زمام المبادرة بسرعة واحكموا قبضتهم مجددا على المجريات في ربع الساعة الاخير.وقام كرار جاسم بمجهود فردي رائع من الجهة اليسرى فاخترق المنطقة السعودية متخطيا مدافعين قبل ان يسدد كرة باتجاه الزاوية الضيقة لكن الحارس تيسير المسيليم ابعدها الى ركنية في الوقت المناسب (30).وارسل نشأت اكرم كرة من الجهة اليسرى ارتقى لها يونس محمود وتابعها برأسه على يمين المرمى (42)، ثم تهيأت كرة امام كرار جاسم من دون اي مراقبة فسددها بقوة من نحو 25 مترا مرت على يمين المرمى بعد ثوان قليلة. ومن المحاولات القليلة للسعودية وبالتحديد للمهاجم ياسر القحطاني، انطلق الاخير بكرة من هجمة مرتدة ولكنه اطاح بها عاليا من حدود المنطقة في الدقيقة الاخيرة.وارتفعت وتيرة الاداء بشكل ملحوظ بعد بداية بطيئة في الشوط الثاني، فارسل تيسير الجاسم كرة خاطفة من نحو 20 مترا ابعدها نور صبري ببراعة الى ركنية من الجهة اليمنى (61).وانطلق العراقيون بهجمة مرتدة وصلت على اثرها الكرة الى يونس محمود في الجهة اليمنى للمنطقة فسددها قوية ابعدها المسيليم لترتد الى نشأت اكرم في الجهة المقابلة فاعادها باتجاه المرمى لكن الحارس كان لها بالمرصاد مرة جديدة (63).ومرر احمد الموسى كرة الى مالك معاذ داخل المنطقة فحضرها لنفسه وسددها بلمسة واحدة تابعت طريقها على يسار مرمى نور صبري (68).هدف العراق برأس يونسواثمر الضغط العراقي هدفا في الدقيقة 71 حين نفذ المتخصص هوار محمد ركلة ركنية من الجهة اليمنى فارسل الكرة باتجاه القائم البعيد حيث يوجد يونس محمود الذي طار للكرة واودعها داخل الشباك مستفيدا من خروج المسيليم الخاطىء للتصدي له.ودفع انجوس بعبده عطيف بدلا من تيسير الجاسم لتدارك الوضع بسرعة في ربع الساعة الاخير، ثم اشرك المهاجم الشاب سعد الحارثي مكان احمد البحري.وبعد ست دقائق على الهدف الاول، انفرد مهدي كريم بالمرمى وكان يهم بتسجيل الهدف الثاني لكن المسيليم انقض عليه هذه المرة منقذا الموقف.وفشل السعوديون في فرض افضلية ميدانية في الدقائق الاخيرة بسبب استبسال العراقيين على كل كرة، ولكن كادت الثواني الاخيرة من الوقت بدل الضائع تحمل هدف التعادل عندما مرر سعد الحارثي كرة من الجهة اليسرى تابعها مالك معاذ برأسه ارتطمت بالارض واستقرت في الشباك العلوي من فوق المرمى. (أ ف ب)يونس محمود أفضل لاعب والقحطاني يشاركه في الهدافينحصل مهاجم منتخب العراق لكرة القدم يونس محمود على جائزة افضل لاعب في كأس آسيا الرابعة عشرة التي اختتمت بإحراز العراق اللقب للمرة الاولى في تاريخه اثر فوزه على السعودية 1-صفر.ويتشارك محمود ايضا مع السعودي ياسر القحطاني والياباني ناوهيرو تاكاهارا في لقب الهداف برصيد اربعة اهداف لكل منهم.وقال النجم العراقي «انا سعيد جدا للانجاز الذي حققناه اليوم، كما انني افتخر باحرازي لقب افضل لاعب في البطولة».وتابع «ربما كان البعض بعيدا عما يجري داخل العراق، لكننا كلاعبين كنا نتابع الاحداث اولا باول، وتأثرنا جدا لما حدث بعد فوزنا على كوريا الجنوبية اذ استشهد اكثر من 50 شخصا في انفجار اثناء الاحتفال بتأهلنا».واضاف في هذا الصدد «من بين الاشخاص الذين قتلوا طفل في سن الثانية عشرة، فهل تعرفون ماذا قالت والدته؟ قالت إنها تقدم ابنها «فدية» للمنتخب العراقي»، مؤكدا «اعتقد انكم تدركون الان لماذا فزنا بالبطولة».وأعرب يونس محمود «عن امله ان يعود مع زملائه الى العراق»، لكنه اعتبر ان «الوضع الامني لا يساعد على ذلك».