هيما... رزق يناصر الفلاّحين وكسّاب تسانده!
بدافع السيطرة وحب التملُّك، يتخلى بعض رجال الأعمال عن انسانيتهم لتحقيق مزيد من الثراء، حول هذه الفكرة تدور أحداث مسلسل «هيما»، كتبه السيناريست بلال فضل ويخرجه جمال عبد الحميد ويؤدي البطولة فيه كل من أحمد رزق ومي كساب.
يطرح المسلسل مشاكل عدة من بينها الرشوة والمحسوبية، وكيف ينجح أحد رجال الأعمال في السيطرة على إحدى الجزر في النيل وطرد أهلها لإقامة مشروع سياحي ضخم، وهو ما يتصدى له بطل المسلسل، «هيما» كما يطلق عليه أهل الجزيرة، على الرغم من تهديدات يتلقاها وتصل الى محاولة قتله.كلاكيت أول مرّةيتصوَّر البعض أن عودة الفنان أحمد رزق الى الشاشة الصغيرة، بعد مسلسل «سارة» الذي عرض قبل عامين، يتعلق بأن مسلسل «هيما» كوميدي وهو ما رفع درجة حماسة رزق، مع العلم أن المسلسل كان بالأساس مكتوباً للفنان كريم عبد العزيز، لكنه اعتذر عنه في اللحظات الأخيرة.في هذا المجال، يعرب رزق عن سعادته بتعاونه مع السيناريست بلال فضل، خصوصا «أن المسلسل يطرح قضية بارزة على الساحة وحظيت بتعاطف شريحة واسعة من المصريين، من بينهم الفنانون الذين تضامنوا مع أهل جزيرة «القرصاية» ووقفوا الى جانبهم» .ويجسد رزق شخصية «هيما»، الشاب البسيط الذي لا يجد فرصة عمل فتتضاءل أحلامه، لكن عندما يبدأ الإعتداء على الجزيرة يتصدى لما يحدث وينجح في إيصال قضية هؤلاء البسطاء من أهل جزيرته إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام التي تسانده في مقاومة هذه الهجمة الشرسة.يجمع هذا العمل، للمرة الأولى، بين رزق وفضل وعبد الحميد، كذلك بين رزق والمغنية مي كساب، بعد نجاحها في مسلسل «تامر وشوقية». نقل بتصرّفيؤكد فضل أن المسلسل يستعرض واقعاً مريراً يقف فيه أهل الجزيرة الفقراء في وجه محاولة رجال الأعمال سلب أبسط حقوقهم في الحياة، أي أرضهم، لإقامة مشاريع سياحية عليها، وهو ما حدث بالفعل لسكان جزيرة «القرصاية»، وإن لم ينقل حرفياً ما حدث، لأن المعالجة الدرامية تختلف تماماً عن الواقع.أما عن سر استبعاد الفنان كريم عبد العزيز عن بطولة العمل، فيؤكد أن هذا الأخير ارتبط بفيلم «الطريق الوحيد» وحُدد في الوقت نفسه موعد تصوير المسلسل، لذلك كان من الصعب تأجيله خصوصاً أنه يعالج قضية مهمة ما زالت مطروحة على الساحة. من ناحيته، يؤكد المخرج عبد الحميد سعادته بهذا العمل نظراً إلى القضايا التي يطرحها وإلى الإيقاع السريع لمؤلّف صاحب بصمة متميزة في السينما وكذلك إلى ممثل سينمائي وتلفزيوني موهوب.ويشير الى أن ما دفعه إلى خوض هذه التجربة هو «القضية نفسها المطروحة على الساحة والمتمحورة حول استغلال رجال أعمال نفوذهم للسيطرة على إحدى البقاع المهمة على ضفاف النيل وتجاهلهم عمداً حقوق البسطاء المشروعة في حياة آمنة، وضرورة التصدي للظلم ومواجهته مهما كانت التهديدات».ويبدي فريق العمل سعادته وحماسته لهذا المسلسل لأنه أتاح له التضامن مع سكان الجزيرة في أحزانهم، فزار «القرصاية» في محاولة للتعايش مع أهلها.كذلك تجسّد الفنانة مي كساب، في المسلسل، شخصية خطيبة «هيما» التي تسانده بكل ما لديها، لا سيما بعد تعرُّضه للقتل أكثر من مرة، على الرغم من أن والدتها تتصدى لهذه العلاقة. هل ستغني مي في المسلسل، مع أنها تمنت بالفعل تقديم بعض الأغاني، خصوصا أن ثمة مواقف درامية تحتمل ذلك بطريقة لا تخل بالبناء الدرامي، الإ أنها في النهاية تحترم وجهة نظر المخرج وكاتب السيناريو.الطريف أن المشاركين في هذا العمل، من الفنانين والفنيين، يشعرون بأنهم بصدد مهمة قومية وواجب وطني، خصوصاً أن أهل الجزيرة حمّلوا أبطال العمل عند زيارتهم لهم مسؤولية طرح مشكلتهم ونقل معاناتهم عبر هذا العمل الذي يعدّ حالياً بمثابة الأمل الوحيد لهم.