حماس تحسم «غزوة» غزة وعباس يكلّف فياض بـ«إنقاذ» السلطة
إسرائيل تقفل معابرها... وعريقات يؤكد: الأحداث هي الأسوأ منذ هزيمة 67أنهت حماس غزوة غزة لمصلحتها، وردّ عباس بتكليف الوزير سلام فياض تشكيل حكومة طوارئ رفضها «ملوك غزة الجدد» في وقت توالت فيه تصريحات المسؤولين الفتحاويين، عن اعتبار إسماعيل هنية خارج الشرعية الفلسطينية.
توقف القتال أمس في قطاع غزة، بعد أن أحكمت حركة حماس قبضتها على كامل مفاصل القطاع، وباستثناء بعض الطلقات النارية المتفرقة، خيّم الهدوء على شوارع مدينة غزة وبدأ عدد من السكان بالخروج من منازلهم بعدما حوصروا في داخلها على مدى أسبوع، هرباً من المعارك العنيفة التي دارت في القطاع وحصدت 113 قتيلاً في اسبوع. مقاتلو حركة حماس سيطروا على مجمع الرئاسة الفلسطينية في غزة فجر الجمعة ووصفوه بأنه «سقوط المعقل الأخير للفساد»، وانتشر مقاتلو كتائب عزّ الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة حماس، داخل «المنتدى» وهو المقر الرئاسي لرئيس السلطة الوطنية محمود عباس زعيم حركة فتح. وأعلنت حماس قبيل غروب يوم الجمعة سيطرتها على كامل قطاع غزة، بعدما اطاحت بالقوات الموالية للرئيس الفلسطيني، الذي رفض من الضفة الغربية ما وصفه بالانقلاب العسكري وسط موجة تأييد دولي لشرعيته وتمثيليته. وسط هذه المناخات المتأزمة، أعلن نبيل عمرو المستشار الإعلامي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس أن الأخير كلّف سلام فياض وزير المالية تشكيل حكومة طوارئ، يفترض أن تتولى إنفاذ حالة الطوارئ. وأضاف: سيبدأ رئيس الوزراء المكلّف بمشاوراته من هذه اللحظة للإعلان قريباً جداً عن حكومته. من جهته دعا اسماعيل هنية رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية، التي أقالها عباس الى وضع نهاية لنهب مقار فتح، التي هجرت في غزة، واقترح اجراء محادثات مصالحة مع عباس. وأكد قبل صلاة الجمعة انه يطالب كل افراد الشعب «اظهار الهدوء وضبط النفس وعدم اتخاذ أي اجراء ضد المنازل والمباني يتناقض مع اخلاقيات الشعب الفلسطيني». وقال هنية إنه مازال يؤكد أن الباب مفتوح أمام «اعادة هيكلة العلاقات الفلسطينية على اساس القيم الوطنية».وفي أعنف رد سياسي على سيطرة حماس على قطاع غزة أعلن المسؤول البارز في حركة فتح صائب عريقات أمس، أن ما حصل في غزة «اسوأ ما اصاب الفلسطينيين منذ هزيمة 1967 التي ادت الى احتلال اسرائيل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة». وقال عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عقب اطاحة حماس بالقوات الموالية لحركة فتح في قطاع غزة «للأسف فإن ما حصل يعيدنا الى الوراء، سنوات كثيرة». واضاف «لقد بات قطاع غزة والضفة الغربية منفصلين وتبخرت الآمال باقامة دولة فلسطينية. لقد اضحت غزة رسمياً خارج سيطرة السلطة الفلسطينية»، واصفاً النصر العسكري الذي حققته حماس بأنه «تمرد» وانه يجب الآن السعي الى «اصلاح الاضرار».وأعلنت كتائب عزّ الدين القسّام الذراع العسكرية لحركة حماس أمس أنها افرجت عن عدد من كبار المسؤولين في حركة فتح والاجهزة الامنية الموالية لها بعد ان اعتقلتهم فجر أمس وليل الخميس. ومن بين هؤلاء، اللواء جمال كايد قائد الامن الوطني والامن العام، والعميد مصباح البحيصي قائد حرس الرئاسة، وتوفيق أبو خوصة الناطق باسم فتح والامن الوطني، وماجد أبو شمالة مسؤول حركة فتح في قطاع غزة. يأتي ذلك في وقت اعلن فيه الجيش الاسرائيلي ان جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة التي سقطت ليلاً في يد حركة حماس تم اغلاقها الجمعة «حتى اشعار آخر». وأوضحت المتحدثة باسم الجيش ان «المعابر مغلقة حتى اشعار آخر» ومن ضمنها معبر ايريز للأشخاص في شمال القطاع.وقالت اذاعة الجيش إن قوة عسكرية اسرائيلية قامت فجر أمس باقتحام مناطق حدودية مع قطاع غزة واعتقلت نحو 17 ناشطاً فلسطينياً من دون الإفصاح عن انتماءات الناشطين في ظل الاشتباك الداخلي بين فتح وحماس. وقالت الإذاعة إن الناشطين نقلوا في عربات عسكرية الى الجانب الإسرائيلي للتحقيق معهم. وأكد معلّق اسرائيلي أن المعتقلين ربما يكونون من فصيل «الجهاد الإسلامي» الذي يتبنى إطلاق صواريخ على بلدة سديروت. (غزة، رام الله، أ ف ب، رويترز، د ب أ)