افتراء الشيوخ!

نشر في 26-09-2007
آخر تحديث 26-09-2007 | 00:00
 أحمد عيسى

مثلما لرمضان نجوم دراما تصل أجورهم إلى آلاف الدنانير، هناك أيضا نجوم وعظ يطلون «حصريا» في هذا الموسم، ولا يقلون عن نظرائهم أجراً وتعاملاً، لكنهم يختلفون عنهم بالسيناريو، فبرامجهم تقوم على «سوالف» مصدرها أخ فاضل في الديوانية أو أخت كريمة عبر الهاتف، وعندما تبحث عن المعلومة لا تجدها.

في كل موسم رمضاني يطل علينا الدعاة في زاوية، جميعهم يريدون هدايتنا إلى الدين القويم وانتشالنا من الفساد المحيط بنا، بعد تحول الدولة إلى ماخور كبير وحانة تراق الخمور في كل زاوية منها، فانصرف الناس فيها عن العبادة ومالوا ناحية المعاصي المنتشرة أينما التفتنا!

في كل رمضان نقف مشدوهين نراقب افتراء شيوخ الدين على مجتمعنا، بأن هناك «كويتا» أخرى لا نعرفها، يملأ شوارعها التفسخ الأخلاقي وشقق الدعارة، رغم سيطرة الدينيين على مقاليد الإدارة والسياسة والمجتمع في بلادنا الحبيبة!

ومثلما لرمضان نجوم دراما تصل أجورهم إلى آلاف الدنانير، هناك أيضا نجوم وعظ يطلون «حصريا» في هذا الموسم، ولا يقلون عن نظرائهم أجراً وتعاملاً، لكنهم يختلفون عنهم بالسيناريو، فبرامجهم تقوم على «سوالف» مصدرها أخ فاضل في الديوانية أو أخت كريمة عبر الهاتف، وعندما تبحث عن المعلومة لا تجدها مقارنة بالرأي الحاضر بقوة، وهذا يجعلهم محل نقد وتشكيك، خصوصا إذا تعدت أحاديثهم الرمضانية حدود العقل والمنطق، وبدأت تلامس مشاعر المواطن القلق على مستقبله قبل مستقبل أولاده، ونقلت عبر جهاز إعلامي يتابعه الألوف انتظاراً لآذان المغرب.

هذا العام شهدت برامج الوعظ الديني سقطتين، الأولى من تلفزيون الكويت بإطلالة الدكتور طارق السويدان عبر شاشته، رغم موقفه من الغزو العراقي وعدم إجابته عن تساؤلات طرحها وزير الإعلام الأسبق الشيخ سعود الناصر.

والثانية من الدكتور محمد العوضي بتأكيده لمشاهدي برنامجه على شاشة «الراي» أن «الخمور المستوردة انتشرت في الكويت لدرجة أن الأطفال يحصلون عليها من محلات البقالة»، وهذا ليس محل المفاجأة، فالتصريح أتى ممن دخل يوماً ما مخيماً بوسط صحراء الكويت ليصور عبدة الشيطان (من دون علمهم) وهم يمارسون طقوسهم ويذبحون كلباً أسود تقرباً منهم إلى الشيطان، ولكنني فوجئت بتكتم الدكتور على معلوماته ومصادره طوال العام، وتفضيله أن يقدمها إلى مشاهدي برنامجه الرمضاني بدلاً من إبلاغ قياديي وزارة الداخلية بذلك!

أختم بأن مجتمعنا خيِّر وناسه طيبون، متسامحون يعرفون ربهم بالفطرة، وملمون بواجباتهم الدينية أكثر من مشايخ التلفزيون ربما، وهم يعيشون في الكويت التي نعرفها جيدا، لا «الكويت» التي يخبرها جيداً الدينيون ومنتجو المسلسلات الهابطة، فقليلاً من المنطق احتراماً لعقولنا ومشاعرنا، وما تبقى من هذا الشهر على الأقل!

back to top