رفض أكاديمي لأي إساءة أو تشهير بأعضاء هيئة التدريس أكاديميون في الأساسية أكدوا أن النشر المثير في الإعلام يمثل انحرافاً خطيراً عن المسار الأكاديمي

نشر في 08-01-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-01-2008 | 00:00
No Image Caption
أكد رؤساء الأقسام العلمية ونوابهم وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية، رفضهم التشهير وتسليط الأضواء على مشكلات فردية وقضايا شخصية تسيء إلى الصرح الأكاديمي في هيئة التعليم التطبيقي.

وأوضحو في مؤتمر صحافي عقد صباح أمس الأول، بحضور مساعدي عميدة كلية التربية الأساسية، أن «الأغلبية الصامتة» في الكلية تعاني أشد المعاناة مما يدور على الساحة، مؤكدين «أن النشر في وسائل الاعلام بشكل مثير يمثل انحرافا خطيرا عن المسار الاكاديمي».

وتضمنت محاور المؤتمر الصحافي التالي:

أولاً: الكلية صرح أكاديمي وتربوي له مكانته الراقية، كأكبر مؤسسة تربوية في دول مجلس التعاون الخليجي.

فقد مضى على إنشائها ككلية 22 عاما (ما يقارب ربع قرن من الزمن)، وقد زودت الكلية المدارس في المراحل التعليمية المختلفة بالآلاف من المعلمين والمعلمات، طوال تلك الفترة، ومشهود لهم بالالتزام في العطاء وتطوير الذات، وتضم الكلية 18 تخصصا علميا و1500 طالب و7000 طالبة في هذه التخصصات، بالاضافة إلى 450 موظفا اداريا، فكيف يتم التشهير بهم والإساءة البليغة والعلنية إليهم في وسائل الاعلام بسبب أخطاء فردية لا تخلو منها أي مؤسسة حكومية أو جامعة عربية أو أجنبية؟!

إن الخصومات الفردية أو المشكلات الشخصية تلقي بظلالها على الجميع، في حين إنه بالامكان أن يتم ايجاد الحلول الملائمة لها داخل الكلية، أو في إدارة الهيئة، وفي الدولة ككل يوجد لوائح ومعايير تحكم إدارة العمل، ولا بد للجميع من الالتزام بتلك الضوابط، حرصا على المصلحة العامة للدولة وحسن سير العمل.

لذا فإن ما ينشر من أمور غير سوية في وسائل الاعلام من قلة من أعضاء هيئة التدريس، الذين يعتقدون بوقوع الظلم عليهم، لهو شأن داخلي بالصرح الأكاديمي والتربوي، ولا علاقة بتاتا له بالنشر بالصحافة، وبالعكس، فإن نشرها يؤدي إلى إيصال الأمور إلى نفق مظلم وطريق مسدود.

ثانياً: أعضاء هيئة التدريس في الكلية هم النخبة الفكرية في المجتمع، وهم يمثلون الواجهة المشرقة للدولة أمام العالم، وهم الاستشاريون في جميع المؤسسات الحكومية والجامعات الخاصة... وهم سفراء لوطننا الحبيب أثناء مشاركتهم في حضور المؤتمرات والندوات العلمية في دول العالم كافة، وكذلك فإن بحوثهم العلمية والمنشورة في المجلات العلمية العالمية المحكمة، لهو دليل على التطور العلمي والبحثي في الدولة.

والأهم أنهم القدوة والمثل الأعلى للطلبة (ذكورا وإناثا) في الأخلاقيات الحميدة والسلوكيات المرغوبة دينيا واجتماعيا، وفي الانتماء والولاء إلى العمل الوطني... لذا فهم يحملون أمانة ثقيلة ومسؤولية ضخمة، ويجب عليهم الالتزام بادائها على اكمل وجه، وعدم تجاوزها أو الانفلات من حدودها، وهذه أعراف أكاديمية متعارف عليها عالميا، ويجب على جميع أعضاء هيئة التدريس الالتزام بها والمحافظة على انجاز متطلباتها على أكمل وجه وخير صورة.

ثالثاً: التزام الكلية بإرشاد وتوجيه الطلاب والطالبات إلى الولاء والانتماء إلى العمل والوطن.

تلتزم الكلية وتبذل قصارى جهدها من أجل تزويد نفوس المتعلمين من الطلاب والطالبات، وهم جيل المستقبل لوطننا الحبيب بمشاعر الولاء والانتماء إلى العمل، بحيث يركزون على ادائهم لاختصاصاتهم عند تخرجهم وعملهم كمعلمين في المرحلة الأساسية من التعليم العامل وينقلون هذه المشاعر الايجابية إلى النفوس الغضة... ليتعلموا أداء العمل وإنجازه على أكمل وجه، ملتزمين باخلاقيات عالية وآداب في التعامل مع الآخرين، مدركين لحقوقهم، وقبل ذلك ملمين لواجباتهم تجاه أنفسهم والمجتمع والوطن... إن إعداد مواطن صالح يتطلب إدارة حكيمة وشخصية قيادية متميزة تمثل قدوة للناشئة، يتبعون خطاها ويسيرون على نهجها.

إن ما يحدث حاليا من تشهير وتسليط للاضواء على مشكلات فردية وقضايا شخصية في الكلية، وتعدد لوجهات النظر واختلافات في الرأي مع تضخيمها من دون داع ٍونشرها بطريقة مثيرة بوسائل الاعلام، يمثل انحرافا خطيرا عن المسار الاكاديمي وتجاوزا كبيرا عن الأعراف التربوية، ولا بد أن تتخذ الجهات المسؤولة قرارا حاسما لاصلاح الاوضاع اللاسوية المسيئة إلى هيبة ومكانة كلية التربية الاساسية، من خلال تفعيل بنود اللائحة التأديبية للهيئة التدريسية، وتطالب الغالبية الصامتة من أعضاء هيئة التدريس وقف المزايدات الشخصية وايقاف الصراع على شغل المناصب الاشرافية، حيث توجد لوائح وضوابط لشغل هذه المناصب، كذلك يجب وبحزم وحسم ايقاف جميع اشكال التناحر بين الزملاء والزميلات، فنحن في حرم أكاديمي ولسنا في معركة حامية الوطيس.

وطالبت الأغلبية الصامتة من الهيئة التدريسية كذلك، التدخل فيما يخص الشؤون الاكاديمية في الاقسام العلمية، حيث إن رؤساء الأقسام العلمية قد تم اختيارهم بناء على معايير وأسس تتضمن الخبرة والكفاءة والاقدمية والدرجة العلمية، وهم قادرون بالتأكيد على إدارة القسم العلمي وحل مشاكله في مجلس القسم العلمي.

ففي هذه الأمور ظلم للطلاب والطالبات، حيث ينشغل بها عضو هيئة التدريس عن متابعة الشؤون الطلابية المكلف بها، وهي التدريس والارشاد الاكاديمي والتوجيه التربوي، ما يؤدي إلى التأثير سلبا في التحصيل العلمي للطلبة.

وأشارت هذه الاغلبية الصامتة من الهيئة التدريسية، إلى أن هناك تنسيقا وتعاونا تامين بين أ.د. عميدة الكلية ومساعديها للشؤون الأكاديمية والطلابية ورؤساء الأقسام العلمية، من خلال لجنة الشؤون العلمية في الكلية ومجلس الكلية، بالاضافة إلى اللجان العديدة التي يتم تشكيلها برئاسة مساعدي العميدة وعضوية واعضاء هيئة التدريس في الكلية من جميع التخصصات، مثل لجنة تقسيم الكلية ولجنة الجدول ولجنة البحوث التطبيقية ولجنة الشؤون الطلابية وغيرها.

الجدير بالذكر أن كلية التربية الاساسية بخاصة، وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بصورة عامة، أصبحت الهم الشاغل لكثير من التيارات السياسية في المجتمع، للسيطرة عليها وتسييس العملية التعليمية، فالتنافس واضح وضوح الشمس من خلال الوعود بشغل المناصب الاشرافية من دون استحقاق من منتمي هذه التيارات والموالين لسياستها، لذا لابد للمسؤولين في الدولة من الضرب بيد من حديد على كل من يتجرأ بالدخول خلسة إلى الصروح التعليمية وتسييسها.

back to top