طفلي يفشي أسرار بيتي!

نشر في 11-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 11-02-2008 | 00:00
No Image Caption

يتسبب بعض الأطفال في إحراج والديه بسبب إفشائه أسرار البيت.فيتغاضى قسم من الأهل عما يسمى بالقصاص فيما يعمد القسم الآخر الى تعنيف الأبناء كمحاولة لردعهم وضمان عدم تكرار الأمر مرة أخرى.

يرفض خبراء النفس اللجوء إلى العنف ضد الأطفال في مثل هذه الحالات، مؤكدين أن الطفل قد يُفشي الأسرار بعفوية وبحسن نية، بما أنّه لا يدرك العواقب التي قد تترتب عن ذلك.

تعاني أشرقت حسين كثيراً من ابنها محمد (4 سنوات) بسبب حديثه الدائم مع ضيوفها عن بعض الأمور التي لا يجب التطرق إليها. تقول في هذا المجال: «لا ارتاح لأحد أصدقاء زوجي، نظراً لتدخله في شؤوننا الخاصة بشكل غير لائق، وقد تحدثت لزوجي، في حضور ابني، عن هذا الأمر، وقلت «هذا الرجل لا يصلح أن يكون صديقاً»، وكانت المفاجأة حينما زارنا هذا الرجل وزوجته بعد حين، فإذ بطفلي يقول له «أنا لا أحبك لأن ماما تكرهك»! طبعاً صدمت من هذا الموقف، وعاقبت طفلي كي لا يُكرر الأمر ثانية، لكن بلا فائدة، فالعقاب لا يجدي معه، ولا أعرف كيف أثنيه عن هذه العادة السيئة».

تؤكد نجلاء شمندي (أم لطفلة عمرها 5 أعوام) أنّ «أهم شيء هي طريقة التربية لأن الطفل عموماً يقلد أبويه أو أشقائه الأكبر منه سناً، فإذا كانت الأسرة ثرثارة بطبيعة الحال سيتعود هو الآخر على الثرثرة في أي موضوع وبالتالي سينقل ما يسمعه في البيت إلى أي شخص سواء بإرادته أو من خلال استدراج الآخرين له في الكلام. من هنا يجب الانتباه إلى مثل هذه التفاصيل كي لا يؤدي تسريب الطفل لمعلومات خاصة بالأسرة إلى حدوث مشكلة أو التسبب في إحراج الأهل».

عودت نجلاء ابنتها على المحافظة على أسرار البيت وألا تردد ما تسمعه على الآخرين سواء أقرباء أو غرباء، لذا لا تواجهها، كما تقول، أية مشكلة من هذا النوع على الإطلاق. 

تأثير الأصدقاء

مروة عبد النعيم (أم لطفلين في المرحلة الابتدائية) وتقول: «المشكلة في اختلاط الأطفال معاً في المدرسة، فهم يتعلمون من بعضهم بعضاً الكثير من السلوكيات السيئة، وهذا ما أخشاه، لأن الصغار يقلدون ما يسمعونه ويرونه تلقائياً. إضافة إلى أن بعض الأطفال يكذبون في نقل التفاصيل التي يسمعونها. فينقلونها بشكل مختلف، نظراً الى خيالهم الواسع. فقد يسمع الطفل قصة ما داخل المنزل ويعمل على نقلها مضيفاً إليها تفاصيل من وحي خياله، لذا أحاول دائماً الاهتمام بطفليّ ومتابعتهما بصفة مستمرة والتعرف على أصدقائهما ومراقبة سلوكياتهما كي أطمئن أنهما في أمان بعيداً عن مثل هذه المشاكل السلوكية وأظن أنني نجحت إلى حد كبير في مهمتي هذه».

كشف السبب

تعارض أميرة عباس (أم لصبي وفتاتين) وجهة النظر هذه فهي تعتبر أنّ نقل الطفل لبعض الأسرار التي يسمعها للآخرين ليس بمشكلة كبرى أو فادحة، موضحة انّ «هذه الصفة مشتركة بين الأطفال كلهم تقريباً خصوصاً في سنوات العمر الأولى، لكنها تختفي تلقائياً كلما كبر الطفل لأنه يدرك عدم صحتها. وبالتالي يتغير سلوكه نحو الأفضل. من هنا عدم ضرورة عقابه إذا أفشى سراً ما، فالأفضل هو البحث عن جذور المشكلة ومحاولة إيجاد حلول لها، ولاهتمام بالطفل ومنحه الهدايا المفضلة لديه من حين الى آخر، شريطة أن يقلع عن أية عادة سيئة. كذلك على الأم أن تعرف ما الذي يحبه طفلها، فإذا أرادت منه الالتزام بسلوك ما، ربطت بين حصوله على هذا الشيء الذي يحبه، والتزامه بما تريده هي».

اتبعت أميرة هذه القاعدة مع أبنائها الثلاثة منذ كانوا صغاراً الامر الذي انعكس إيجابياً على شخصياتهم في الكبر كما تقول.

علم النفس

حلل خبراء النفس هذه المشكلة السلوكية ووضعوا لها حلولاً جيدة. في هذا الإطار يوضح الاختصاصي النفسي وليد الفولي: «هذه العادة موجودة لدى أطفال كثر لأنهم يتمتعون بخيال واسع يسمح لهم بالإضافة والحذف من القصص التي قد يسمعونها داخل المنزل، فقد يتحدثون مع الغرباء عمّا يدور في بيوتهم من مشاكل وخلافات بين الوالدين، وقد لا يكتفون بذلك فيختلقون تفاصيل إضافية للقصة الأصلية لأنّ ذاكرة الأطفال لا تستوعب تفاصيل كثيرة متذكرين الموقف في إطاره العام. وحينما يروون الموقف يضيفون إليه أو يحذفون منه.

يثير إفشاء الطفل أسرار البيت سواء كانت مهمة أو عابرة انزعاج الأبوين، وقد يعرضهما للإحراج في أحيان كثيرة.

على الام اتباع القواعد التالية في مثل هذه الحالة:

• علّمي طفلك أنّ الكذب والمبالغة في الكلام وإفشاء أسرار البيت، أمور غير مستحبة وينزعج منها الناس، وأنها ستؤدي إلى كراهية الآخرين له.  

• ابحثي عن أسباب إفشائه الأسرار، فإذا كان يفعل ذلك مثلاً للحصول على الثناء أو لفت الانتباه، امنحيه مزيداً من الثناء وكافئيه على كل شيء جيد يقوم به.

• أخيراً لا بد على الكبار من اعتماد الصدق وعدم إفشاء أسرار الغير أمام أطفالهم لانه سمة مكتسبة يتعلمها الطفل من المحيطين به. فالكبار إذا صَلحوا صلح الصغار وعلى الآباء أن يكونوا دائماً قدوة لأبنائهم.

back to top